انقسامات طائفية مستمرة مع حلول ذكرى الحرب الأهلية الـ48 في لبنان

أحيى اللبنانيون الذكرى الـ48 على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان وسط أزمة سياسية وانقسامات عميقة تؤدي أحيانًا إلى سجالات واشتباكات طائفية ومذهبية.

وتلك الحرب التي اعتمدت المدافع والرصاص أصبحت وسيلة تخاطب بين قادة لبنان فالانهيار الاقتصادي والمالي الذي تسبب به ذات القادة يبدو أشد تأثيراً وأقسى عليهم من وقع البنادق، فانهيار الدولة ومؤسساتها وصولاً إلى تهديد وجودها بات عنواناً للمرحلة وسط ضبابية قاتمة لماهو قادم.

وبينما يتبادل القادة السياسيون الاتهامات نفسها ويعطلون انتخاب رئيس للبلاد في مشهد تحول إلى كوميديا سوداء ومادة دسمة للسخرية، يقاسي اللبنانيون مرارة الحياة اليومية وسط أزمة اقتصادية صنفها البنك الدولي على أنها الأسوأ في العصر الحديث، فأموال المودعين تم نهبها والليرة انهارت وكل سنوات الحرب الأهلية، لا تضاهي انفجار مرفأ بيروت، والبلاد تدور في حلقة مفرغة، ليبقى شبح الحرب الأهلية حاضراً طالما انه تم طمسها بتسويات سياسية من دون معالجة مسبباتها وتبعاتها في السابق فإلى أين يتجه لبنان وسط التغيرات السياسية الإقليمية وهل تعلم اللبنانيون دروس الماضي حقاً؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة “ستديو أخبار الآن”.

ضرورة انتخاب رئيس إصلاحي

وإلى ذلك، قال الدكتور محمد موسى، الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “على القادة اللبنانين مواكبة التحولات الإقليمية والتوجه إلى انتخاب رئيس إصلاحي قادر على انتشال من واقعه وأزماته”.

فراغ رئاسي ومافيا سياسية يعمقان الأزمة اللبنانية

وأضاف موسى في معرض حديثه: “لابد أن يكون لبنان حاضرا ضمن التحولات السياسية والجيوسياسية التي تشهدها المنطقة مؤخرًا”.

ولفت: “عدم مواكبة لبنان لكل ما يجري من حوله من متغيرات، يدفعه نحو مواجهة خسائر كبير، على كافة المستويات وتحديدًا السياسي والاقتصادي”.

الرأي رأيكم

وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “هل تشعر أن الانقسامات الطائفية في لبنان لا تزال عميقة وتؤثر على إدارة المشهد السياسي والاقتصادي رغم مرور 48 عاماً على الحرب الأهلية؟، وجاءت الإجابات على النحوِ التالي:

  • نعم: 94%
  • لا: 6%

دور المافيا في لبنان

من ناحيته، قال شادي نشابة الباحث السياسي خلال استضافته عبر تقنية “الزووم” في “ستديو أخبار الآن”: “لاتزال المافيا المتحكمة بالسلطة أقوى من إرادة التغيير في لبنان”.

وأضاف: “معظم اللبنانيين لديهم وعي كاف على صعيد الإرادة لتغيير منهج الحكم في البلاد ولكننا مازلنا في أوائل الطريق”.

فراغ رئاسي ومافيا سياسية يعمقان الأزمة اللبنانية

ولفت: “نحن بحاجة إلى عمل تراكمي خلال المرحلة المقبلة، كما يُمكن أن تُسبب الانهيارات الاقتصادية في لبنان صدمة ولكن إيجابية للمواطن تدفعه نحو التغيير”.

بينما أشار نشابة خلال حديثه: “للآسف المافيا المُتحكمة بالسلطة لازالت أقوى مقارنة بإرادة التغيير”.