ملايين السوريين أمام خطر المجاعة بسبب “فيتو” بوتين

  • تعاطف واسع مع دموع طفلة سورية
  • قلق من فيتو روسي على إدخال المساعدات إلى سوريا

حالة تعاطف واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو لطفلتين سوريتين، تتحدث إحداهما، بينما تبكي الأخرى، في إشارة واضحة لمعاناة الشعب السوري، لا سيما القاطنين في المخيمات، والذين يدفعون ثمنًا باهظا كل شتاء.

كلمات الطفلة السورية، سلطت الضوء على قرار مجلس الأمن المرتقب، والخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في الوقت الذي يتزايد فيه القلق من “فيتو” روسي لعدم إدخال هذه المساعدات.

وتطرقت حلقة، الجمعة، من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها، سونيا الزغول، تداعيات قرار روسيا “المرتقب”.

وقالت الزغول في مقدمة الحلقة: “أطفال سوريا مجددا ربما يصبحون ضحية الفيتو الروسي الذي قد يستخدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وربما يدفعون العام المقبل ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع في سوريا، مع قرب انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى نحو 4 ملايين نازح سوري شمال غرب سوريا لمدة 6 أشهر فقط عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا والذي سينتهي في العاشر من يناير 2023″.

وأضافت: “كان الموقف الروسي متمثل في بوتين رافضاً بشكل قاطع تجديد الآلية وجعلها مقتصرة عبر خطوط التماس بين النظام والمعارضة إلا أن موسكو عادت واشترطت حينها للموافقة زيادة في مشاريع الإنعاش المبكر التي تقدمها الدول المانحة داخل مناطق سيطرة النظام، وزيادة أخرى بحجم المساعدات عبر مناطق التماس مع النظام فالدول المانحة التي تضغط عليها روسيا ترفض تقديم أموال من أجل عملية إعادة الإعمار قبل تحقيق الانتقال السياسي في سوريا وأي استخدام من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للفيتو يجعل ثلاثة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة بعد إغلاق المسار الأخير لتلك المساعدات من تركيا”.

من ناحيته، قال الدكتور محمد سالم مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق ACU إن “الوضع الإنساني في سوريا يستمر في التعقيد، منذ أن بدأت الأزمة قبل 10 سنوات مع بداية الثورة السورية”.

وأضاف سالم أن “الحرب في أوكرانيا والتظاهرات في إيران تؤثر على الوضع في سوريا”.

بعد بكاء الطفلة السورية.. لماذا يصر بوتين على معاناة السوريين؟

وعن الموقف الروسي قال سالم في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول، إن “روسيا تحاول تحقيق مكاسب في ميادين أخرى على حساب الشعب السوري”.

وأضاف: “لم يكتف الروس بقتل السوريين أو تهجيرهم ونزوحهم، بل يستمرون في زيادة المآسي، حيث أن روسيا تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح حرب”.

وفي الإطار نفسه، قال د. عبدالله الأسعد رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية إنه “في الفترة الحالية لا توجد أي آلية لمجابهة روسيا”، مشيراً إلى أن الضمير الروسي لا يستيقظ إلا عندما تتعرض قوات سوريا الديمقراطية إلى الاستهداف، بينما أمام المساعدات الإنسانية لا تفعل شيئاً”.

بعد بكاء الطفلة السورية.. لماذا يصر بوتين على معاناة السوريين؟

وأضاف أن روسيا تمارس البلطجة على الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، وهي لا تدفع أي شيء والذي يدفع هم الأوروبيون الذين يحملون على عاتقهم دفع هذه المخصصات من الأموال إلى الشعب السوري.

وقال الأسعد في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول: “على الرغم من أن روسيا لا تدفع شيئاً، إلا أنها تقوم بكل صفاقة باتخاذ قرار الفيتو لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا”.

وفي السياق، اجتمعت هيئة التفاوض السورية الممثلة للمعارضة افتراضياً مع ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا وكندا وآخرين عن دول الاتحاد الأوروبي، من أجل التباحث بضرورة تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود والاستماع إلى مقترحات قانونية بديلة في حال عدم تجديد قرار مجلس الأمن 2642، الخاصة بالمساعدات عبر الحدود.

وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو إن هناك ضرورة ملحّة لتمديد آلية المساعدات العابرة للحدود عبر تجديد قرار مجلس الأمن 2642 لمدة عام واحد على أقل تقدير، مشدداً على أنه لا يمكن لإدخال المساعدات عبر خطوط التماس أن تحلّ مكان الآلية العابرة للحدود، وإنما تكمّلها.
وأوضح أن هناك حاجة متزايدة للمساعدات الإنسانية إلى نحو مليونين ونصف المليون سوري، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم المساعدات الإنسانية ضمن سوريا وخارجها.
وتنتهي صلاحية قرار مجلس الأمن الدولي 2642 القاضي بتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى نحو 4 ملايين نازح سوري شمال غرب سوريا لمدة أشهر 6 أشهر فقط، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في 10 كانون الثاني/يناير 2023.
وكان الموقف الروسي حينها رافضاً بشكل قاطع تجديد الألية وجعلها مقتصرة عبر خطوط التماس بين النظام والمعارضة، إلا أن موسكو عادت واشترطت حينها للموافقة، زيادة في مشاريع الإنعاش المبكر التي تقدمها الدول المانحة داخل مناطق سيطرة النظام التي ترفض تقديم أموال من أجل عملية إعادة الإعمار قبل تحقيق الانتقال السياسي، وزيادة أخرى بحجم المساعدات عبر مناطق التماس مع النظام.