مرض السرطان.. دواء جديد يثير ذهول الأطباء بعد نتائج حطمت التوقعات

أظهرت تجربة لعلاج واعد أجريت على عينة صغيرة من مرضى السرطان في الولايات المتحدة، أن جميع المشاركين في هذا الاختبار تمكنوا من الشفاء بشكل تام من أورامهم.

ويطلق على هذا الدواء اسم “دوستارليماب” “dostarlimab” ويباع تحت اسم تجاري هو “Jemperli”. وهو يستخدم عادة في علاج سرطان بطانة الرحم، ولكن هذا كان أول اختبار سريري لما إذا كان فعالًا أيضًا ضد أورام سرطان المستقيم.

وفي هذا الخصوص يقول البرفسور في الأورام السرطانية والمناعية الدكتور غسان سعيد لبرنامج ستديو الآن:” هذا الدواء أحادي النسيلة جسم مضاد يتحد مع PD أي البروتين وبالتالي يمنع الخلية المناعية من الارتباط بالخلايا وبالتالي ستبدأ تبحث عن الخلايا السرطانية وتقوم بتدميرها.”

ويلفت سعيد إلى أن هذا الدواء ليس جديداً فقد تم اعتماده في نيسان أبريل عام 2021 لعلاج سرطان الرحم والأنسجة كلها من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية، لكن الجديد في الموضوع انه لأول مرة تم سفاء كل المرضى اللذين خضعوا للتجارب السريرية.

ويضيف:” هناك 16مركزاً في الولايات المتحدة للدراسات السريرية تفحص اعتماد هذا الدواء وفعاليته على النسبة الخارجة عن الناس اللذين لديهم الطفرة، وما تم إجراء الدراسة عليه يمثل خمسة إلى عشرة في المئة فقط من سرطانات القلون، لكن لم يعرف حتى الآن فعاليته تجاه الأنواع الأخرى التي لا توجد بها الطفرة”.

حقق نتائج مذهلة ونسبة شفاء 100%.. ما هو دواء "دوستارليماب" لعلاج السرطان؟

ويقول: “من وجهة نظري الشخصية لا يمكن أن يكون هناك علاج أو دواء واحد يشفي بنسبة مئة في المئة وهذا غير موجود في العلم أو الطب”.

ويكمل سعيد بالقول: “العلاج المناعي ليس جديداً وبدأنا استخدامه خلال الأعوام العشرة الأخيرة وبعض أنواع السرطانات تكون نتيجتها خلال هذا النوع من العلاج اكثر نجاعة من غيرها، وهذه الأدوية موجودة ويمكن لنا تصنيعها، لكن المشكلة حقوق الملكية الفكرية، وهذا يشبه ما حصل خلال جائحة كورونا عندما احتكرت بعض الشركات تصنيع اللقاحات، وهذه الشركات لن تسمح لنا بتصنيع الدواء الجديد، أما بالنسبة للأدوية المشابهة فهي موجودة لكن لم يجرى عليها تجارب سريرية.”

العلاج المناعي ليس جديداً وبدأنا استخدامه خلال الأعوام العشرة الأخيرة

الدكتور غسان سعيد – برفسور في الأورام السرطانية والمناعية

من جهتها تقول البرفسور في الأدوية والباحثة في تطوير العلاجات ميس عبسي:” الدواء ليس جديد، لكن التجربة الجديدة تم تطبيقها على نوع معين متفرع من سرطانات المستقيم، والذي يشكل من 5 إلى 10 في المئة من السرطانات، واللذين تم شفائهم وتمت متابعتهم لم يظهر عليهم أي أعراض على عودة السرطان

حقق نتائج مذهلة ونسبة شفاء 100%.. ما هو دواء "دوستارليماب" لعلاج السرطان؟

وتضيف:” بالنسبة لعلاج السرطان فله عدة آليات ولا يمكن أن يكون لدينا علاج واحد لكل أنواع السرطان، لذلك يمكننا القول أن الدواء الجديد هو علاج واعد لنوع معين من السرطان، وهو لا يستهدف الخلية السرطانية إنما بشكل أساسي قسم من جهازنا المناعي والخلايا “تي” المهمة في التصدي للفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية، والدواء الجديد يحرر البروتينات التي تمنع الخلايا “تي” من مهاجمة الخلايا السرطانية.

الدواء الجديد يحرر البروتينات التي تمنع الخلايا “تي” من مهاجمة الخلايا السرطانية

د.ميس عبسي- برفسور في الأدوية وباحثة في تطوير العلاجات

وتضيف:” هذا الدواء سعر الجرعة الواحدة 11 ألف واقع وبالنسبة للدول الفقيرة لن يكون هذا علاج متاح للجميع، اما بالنسبة للمشكلة في التصنيع فهي تحتاج إلى التقنية والخبرات، ولا أعتقد أننا في دولنا لدينا عوز بالخبرات أو التمويل، لكن هذا التمويل لا يوضع في المكان الصحيح، وتوفير هذا العلاج الواعد يجب ان يكون أولوية بالنسبة للحكومات

 

 

وتم تطوير Dostarlimab بواسطة” تيسارو”، وهي شركة تكنولوجيا حيوية مقرها ماساتشوستس، قبل أن تستحوذ عليها شركة “جلاكسو سميث كلاين” في عام 2019، وهو معروف أيضًا باسم دواء Jemparli.

وهذا الدواء هو جسم مضاد أحادي النسيلة تمت الموافقة عليه لأول مرة في أوائل عام 2021 لاستخدامه كعلاج للسرطان في الولايات المتحدة، وهذه الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مثل dostarlimab، هي أجسام مضادة تم إنشاؤها في المختبر ومصممة لمحاربة أمراض معينة.

وفي العامين الماضيين، أصبح عدد من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج (كوفيد -19) معروفا على نطاق واسع.

وتم تصميم العقار خصيصًا لمنع بروتين معين متورط في الخلايا السرطانية يسمى PD-1، ويقوم هذا الدواء عند تناوله بـ”تعرية” الخلايا السرطانية، ما يسمح لجهاز المناعة بالتعرف عليها وتدميرها.

وبسبب هذه المزايا التي يتيحها الدواء الذي يقضي على خبث الخلايا السرطانية ويقوم بتعريتها أمام جهاز المناعة، لكي يتعرف عليها، فإن نتائج تجارب هذا الدواء لا مثيل لها، فخلال التجارب التي أجريت عليه، وشملت 12 مريضا، تحت إشراف مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان بنيويورك، خضع المرضى للعلاج لمدة 6 أشهر، ومنحوا جميعا جرعة من الدواء كل 3 أسابيع، وكانت النتائج هي الشفاء التام من المرض.