لويس ساكو رفض الخضوع أمام القضاء وغادر إلى إقليم كردستان العراق

يعيش العراق أزمة تتمثل بخلاف بين رئيس الجمهورية ورأس الكنيسة الكلدانية العراقية. فلم ينه قرار الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد بسحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق، الأزمة المسيحية الحالية في البلاد، في ظل التصعيد الذي يمارسه زعيم مليشيا “بابليون” المسيحية المدعومة من “الحشد الشعبي”، ريّان الكلداني، الطامح لاختزال التمثيل السياسي والديني المسيحي به، لا سيما دائرة الوقف المسيحي التابعة لهيئة الأوقاف الدينية.

 

بالعراقي | النائب السابق جوزيف صليوا يكشف أسباب خلاف لويس ساكو ورئيس الجمهورية

وقال النائب السابق جوزيف صليوا في حواره مع “أخبار الآن” إن هذا الملف له عدة أوجه وعلينا في البداية معرفة ما السبب الذي دفع رئيس الجمهورية لهذا التصرف؟

وأوضح أن لويس ساكو أخطأ كثيرا، والكنيسة لا تعني لويس ساكو وإنما هي مفاهيم جماعية وتعني الشعب. مشيرا إلى أن لويس ساكو سمح لنفسه أن يكون أداة في يد بعض الأطراف السياسية، خاصة أن هناك حزب سياسي كردي (لم يسمه) يطرح نفسه بأنه الراعي والمدافع عن المسيحيين في العراق.

وأضاف أن رئيس الجمهورية أراد الذهاب إلى الفاتيكان للقاء البابا لكن الكادرينال لويس ساكو أرسل عدة رسائل وعرقل لقائهما.

وأشار صليوا إلى أن زعيم ميليشيا بابليون ريان الكلداني في القائمة السوداء بالنسبة للمجتمع الدولي وهو الآن رجل سياسي وساكو رجل روحي ديني فلماذا هذا الخلاف بينهما؟

تدخل القضاء

أوضح النائب السابق جوزيف صليوا أن أساس الأزمات هي كيفية التعامل مع الأزمات إضافة إلى جلب شخصيات ووضعها في مناصب تتحكم بقرار الكثيرين وهي ليست أهلا لذلك.

وأوضح أن إلغاء مرسوم ساكو لا يؤثر على المسيحيين ولا يعتبر استهدافا للمسييحن أبدا، مشددا على أن ساكو رأى نفسه أكبر من أن يمتثل أمام القضاء لذلك ذهب إلى كردستان وأن ما يحدث هو تضخيم للمسائل إعلاميا ولويس ساكو لم يمس نهائيا، وهذا الموضوع قد يستغل من أطراف خارجية غربية وقد يسوق على أنه تهجير لرأس الكنيسية المسيحية في العراق وقد يستخدم أيضا مصطلح تهجير المسيحيين من العراق

بالعراقي | النائب السابق جوزيف صليوا يكشف أسباب خلاف لويس ساكو ورئيس الجمهورية

ضغط ريان

تمارس القنوات الإعلامية والمنصات القريبة من إيران، وبعضها مملوكة لزعيم مليشيا “بابليون” ريان الكلداني، هجوماً واضحاً على الكاردينال ساكو، وصل الأمر إلى تهديده في حال العودة إلى بغداد بالعقاب “غير القضائي”.

الكاردينال ساكو، اختار مغادرة بغداد إلى كردستان، عن تعرضه لضغوط مستمرة بدوافع سياسية.

معتبراً قرار رئيس الجمهورية “سابقة لم تحدث في تاريخ العراق”.

كما أكد أن قرار الرئيس العراقي بسحب المرسوم منه يأتي “تحقيقاً لرغبة” زعيم فصيل بابليون المنضوي في “الحشد الشعبي” ريان الكلداني.

من هو الكاردينال ساكو؟

يعدّ الكاردينال ساكو شخصية عامة مهمة بالنسبة للأقلية المسيحية وللمسؤولين السياسيين في البلاد، وكان عرّاب زيارة البابا فرنسيس إلى العراق عام 2021.

ومنذ أشهر، اشتد الخلاف بين ساكو وميليشيا بابليون التي يتزعمها الكلداني، وهي حركة ممثّلة في البرلمان والحكومة، ومنضوية في الحشد الشعبي.

ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقودا من النزاعات وتعاني الفساد.

ويندد الكلداني الخاضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019 بدور “سياسي” للكاردينال ساكو، في حين يتهم ساكو الكلداني بمحاولة الاستحواذ على التمثيل المسيحي.

لكن الأحداث اتخذت منحى آخر مع سحب رئيس الجمهورية قبل أيام مرسوما يحمل الرقم 147 لعام 2013، يمنح وظائف الكاردينال بصفته رئيسا للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا.