صارت معي 123 | دينا وسيف: زواجنا لا يعني أنه علينا الإنجاب

مها فطوم

بدأ سيف ودينا حياتهم الزوجية قبل 3 سنوات وهما على اتفاق بعدم الإنجاب، نتعرف منهم اليوم على أسباب اعتناقهم توجه اللانجابية وطريقتهم المشتركة في مواجهة الانتقادات العائلية والاجتماعية. إعداد وتقديم: مها فطوم

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

لماذا اختار سيف ودينا عدم الإنجاب؟

كيف يواجهون حجج المنتقدين اجتماعياً ودينياً؟

هل أثر اعتناقهم للانجابية على نمط حياتهم؟

دينا وسيف ضيوفنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة جديدة نبدأها بتجربتهم ونتحدث فيها عن اللانجابية هذا التوجه الرافض لإحضار مواليد جدد للحياة بإرادة مطلقة وهو مختلف عن العقم الذي يعتبر حالة طبيعية خارجة عن إمكانية الأشخاص وعن التعفف أي عدم ممارسة الجنس.

اللانجابيون في العالم العربي وإن كانوا لا يشكلون نسبة كبيرة إلا أن عددهم لا يستهان به وتواجدهم على منصات التواصل الإجتماعي أصبح واضحاً في السنوات الأخيرة.

بدأ سيف ودينا حياتهم الزوجية قبل 3 سنوات وهما على اتفاق بعدم الإنجاب، نتعرف منهم اليوم على أسباب اعتناقهم توجه اللانجابية وطريقتهم المشتركة في مواجهة الانتقادات العائلية والاجتماعية.

 

إعداد وتقديم: مها فطوم

جزء من الحلقة:

نص الحلقة :

دينا : " نحن البنات من أول ما نخلق يتم أخذ القرار بحقنا إنه مثلاً يثقبوا أذنا لكي يضعوا الزينة من ونحن رضيعات, من هذا العمر يتم أخذ قرار عننا في جسمنا ما بالك موضوع الحمل ؟ "

سيف : " أنا اللي أعرفه وسمعتها أنا في أذني إنه نحن جئنا في الغلط "

دينا : " عمره لم يكن إنجاب طفل حل لمشاكل بين زوجين, الأساس إنه يكونوا الزوجين في الأصل متفاهمين لكي حين يجلبوا واحد ثالث يفهموا ثلاثتهم على بعض "

سيف : " تحرّض الواحد من الأصل لا يعمل على نفسه ويضع كل آماله على ابنه إنه هو اللي يحمله في كبرته "

مها : استمعتم إلى أصوات دينا وسيف, ضيوفنا في بودكاست " صارت معي " ضمن سلسلة جديدة نبدأها بتجربتهم, ونتحدث فيها عن " اللاإنجابية " هذا التوجه الرافض لإحضار مواليد جدد للحياة بإرادة مطلقة, وهو مختلف عن العقم الذي يعتبر حالة طبيعية خارجة عن إمكانية الأشخاص, أوعن التعفف أي عدم ممارسة الجنس, في العالم العربي نسبة اللاإنجابيين ليست كبيرة, إلا أن عددهم لا يستهان وتواجدهم على السوشيال ميديا صار واضحاً في السنوات الأخيرة, سيف ودينا بدأوا حياتهم الزوجية من 3 سنوات, ومتفقين على عدم الإنجاب, نتعرف منهم اليوم على أسباب اعتناقهم هذا المبدأ وطريقتهم المشتركة بمواجهة الانتقادات العائلية والاجتماعية.

دينا : السبب اللي جعلني أتشجع أتكلم عن هذا الموضوع لأن هذا الموضوع جدلي, وأنا كثير أحب أخوض في المواضيع الجدلية اللي الناس تخاف أصلاً الخوض فيها, بسبب نظره المجتمع " أبصر ماذا يحكي عن فلان, بلا ما أحد يأخذ عني نظرة غلط.. " لذلك الناس حتى لديها قناعات داخليه تحب إنه تخفيها حتى لا يصير حكم من الناس المحيطة, أنا عكس تماماً أحب أخوض في هذه الاشياء وأبيّن رأي في الموضوع حتى لو يعجب الأغلبية.

مها : و سيف لماذا أحببت تشارك ؟

سيف : الأغلبية يتجنبوا إنهم يتكلموا في هذا الموضوع لأنه الموضوع منتقد اجتماعياً _ مع إنه لأسباب غير منطقية _ وأريد أوضح ما هي الطريقة الصحيحة للتفكير في هذا الموضوع, لأنه الناس آخذة الموضوع كمسلمات, وإنه لا يصح أنت تفكر في هذه الطريقة, أنا أريد أشرح لماذا أفكر بهذه الطريقة, لأنه دائماً حين أنسأل يأتي انتقاد ولا أحد يرضى الاستماع المبررات المنطقية, راغب أطلع أتكلم عنه ربما استطعت إيصال وجهة نظري.

مها : نحن في مجتمع عربي بمعظم البيئات محافظ, مصطلح اللاإنجابية في الأصل يعتبر جديد علينا, لأنه متل ما ذكرت نحن ربينا وكبرنا على نوع من المسلمات, لا يصح إنه أنت تتزوج وتعمل عائلة ولا تجلب أولاد, كيف ؟ أنت في الأساس لماذا متزوج !

سيف : هذه المعلومة نفسها ذكرت لي, إنه أنت لا تريد تجلب أطفال لماذا متزوج ؟ لماذا أنت رابط الزواج بالأولاد ؟ الزواج في الأصل لا في الدين ولا .. ليس له علاقة بموضوع الإنجاب, موضوع الإنجاب شيء وموضوع الزواج شيء ثان, المشكلة إنه الناس تربط هذين الشيئين مع بعض, إنه لازم إذا صار A يجب أن يصير B, صار زواج يجب أن يصير إنجاب.

مها : متى أنتم تعرّفتم في الأساس على فكرة ومصطلح أو حالة اللاإنجابية أو خيار اللاإنجابية إنه مطروح ؟

دينا : بالنسبة لي أنا لم أرى الموضوع هذا عند أحد, لم أسمع المصطلح, مثلاً لم أسمع حلقة عن الموضوع لذلك دار في رأسي, لاء الموضوع كان بيني وبين نفسي وبيني وبين سيف إنه جالسين نتناقش بشكل عام و النقاش أدى إنه بدأنا نفكر في الموضوع, إنه أنا لماذا مجبرة على هذا الكلام, هو كان نقاش بين أنفسنا ليس تأثر في كلام أحد أو رأينا تجربة أحد وتأثرنا بها, لأنه نحن جداً نحب نتناقش وندخل في كثير مواضيع, دخلنا بتفاصيل إنه الموضوع في الأصل لماذا نأخذه مسلمات إنه هو إجباري ؟ أنا ليس على مزاجي أفكر في هذا الموضوع, أني أنا بمجرد إني تزوجت فأنا أكيد بكل الأحوال سوف أكون أم, حتى في أسرع وقت, دخلنا نغوص ليس في تفاصيل الإنجاب والزواج دخلنا بتفاصيل القرارات نفسها, من يتخذ القرار عن من ؟ لماذا أنا حين أتزوج فأنا يجب حين حماي أو حماتي والدي أو والدتي هم يبدأوا فتح الموضوع فأنا بناءً على كلامهم أقرر أنجب, نحن دخلنا بتفاصيل من يتخذ هذه القرارات ومن اللي له حرية يعترض ويقترح, أو فرضاً أنا لم يكن لدي مشكلة إني أنجب أيضاً أنا ليس لدي قرار بتوقيت الإنجاب, أنا ممكن فكر إني أنجب لكن بعدما يقطع على حياتي 10 سنين, تجدي أطراف معارضة " لا يصح تتأخري لهذه المرحلة " أو إذا قررت أجلب طفل واحد أيضاً تأتيني قرارات " لا يصح تكتفي ب واحد " نحن كنا نخوض بتفاصيل من له الأحقية إنه يفرض على الثاني متى و كم ولماذا ينجب من الأساس, من حينها بدأنا نخوض هذه التفاصيل مع بعض أنا وسيف وارتأينا في الأخير إنه الموضوع It is up to us ( من شأننا / يعود إلينا ), نحن نحدد متى إذا نريد, وإذا نريد نحن نحدد الكمية كم, ونحن نحدد في الأساس إذا هذا الموضوع يناسبنا أو لا يناسبنا في الأصل, بعدها اكتشفنا إنه هناك فئة في المجتمع ويوجد مصطلح اسمه " اللاإنجابيين " ويوجد كثير ناس متفقين مع أفكارنا لكن للأسف لا يوجد كلام, مثل ما ذكرت لك يخافوا من حكم المجتمع, أو يقولوا هذا رأي الخاص أبقيه لي لا داعي لأعمل جدل و أتعب رأسي في هذا الموضوع, لكن ظهر هناك فئة كثيرة من الناس لديها نفس المعتقد.

مها : هذا النقاش اللي صار, وعلى أساسه اتخذتم هذه الفكرة حصل قبل الزواج أو بعد ؟

سيف : هو حصل بفترة الخطوبة وكمّل النقاش بعد الزواج, تقريباً أول أشهر من الزواج, نحن كنا إنه خلاص نحن هكذا, ربما بعدها بسنة حتى سمعنا عن مصطلح " اللاإنجابية  " قلنا انه ظهر هناك ناس تفكر بنفس الطريقة, وأحكي لك بصراحة أنا ليس لدي مشكلة مع الإنجاب بحد ذاته أنا مشكلتي بالإنجاب من غير تخطيط, بحكم تجارب أنا مررت فيها _ أنا لا أريد أعمم _ بحكم تجارب أنا مررت فيها, الإنجاب من غير تخطيط له سلبيات أكثر مما له إيجابيات, المشكلة إنه موضوع الفرض اللي يأتي من المجتمع اللي في الأصل يجعلك تنجبي من غير تخطيط فقط إرضاء للمجتمع, يوجد له سلبيات كثير رح تأتي, والمجتمع ليس شاعر فيها.. لا يراها, المجتمع ليس متحمل المسؤولية هذه, أنت المتحمل المسؤولية, لكن الضغط هذا يجعل الواحد يذهب لطريق الإنجاب وهو ليس مخطط, أنا لم أعترض, ليس معترض على موضوع الإنجاب أنا معترض على الإنجاب من غير تخطيط, لكن لا أحد متفهم هذا الكلام, أنت حين تأتي تتكلم أنا حسناً أنجب لكن أنجب حين أنا أكون جاهز.. حين أكون أنا مخطط للموضوع, الإنجاب مثله مثل المشروع, هو مشروع.. أنت حين تأتي لعمل مشروع تقوم بدراسة جدوى, تنظري هذا المشروع سوف ينجح أم لن ينجح, الإنجاب نفس الشيء هو عبارة عن مشروع ومشروع أصعب, أنت حين تفتح عمل تعمل له دراسة, المشروع هذا مشروع الإنجاب لا تدرسه نهائياً ! أنا كثير رأيت تجارب ناس وضعها المادي سيء, بصعوبة يكون مكتفي نفسه هو  وزوجته وينجبوا وبعدها يجلسوا يشتكوا, أنا ضد الإنجاب من غير تخطيط .. أنا ليس ضد الإنجاب في المطلق, ضد الإنجاب من غير تخطيط.

مها : بدأت حديثك معي وذكرت لي نتيجة تجارب شخصية, نستطيع أخذ فكرة عن هذه التجارب الشخصية ؟

سيف : أنا رأيت كيف نحن أنا وإخواني, كيف عائشين, كيف وضع أهالينا مع تربيتنا, كيف كانت الحياة بشكل عام, جلست أنظر إلى الموضوع إنه الأشياء السلبية اللي أنا كنت أراها في العائلة ما هو سببها ؟ كشخص بنظرة خارجية للموضوع اكتشفت إنه أحد الأسباب اللي وصلت العائلة لهذا الطريق هم الأولاد نفسهم, جلست أفكر في الموضوع ك زوج ك رب أسرة ليس ك ابن, ما هو الشيء اللي جعل العائلة ليست تسير في الطريق الصح, يوجد مشاكل في العائلة, حين نظرت بنظرة زوج, بنظرة رب أسرة, بنظرة أم وأب اكتشفت إنه الأولاد بشكل غير مباشر أدوا لمشاكل, السبب لم نأتي بناءً على تخطيط, المشكلة إنه في المجتمع دائماً واضعين في بالهم إنه الولد تأتي رزقته معه, وهذا الشيء أنا أعتبره غير صحيح مئة في المئة, المفروض إنه أنت قبل أن تفعل أي شيء الرزقة في كل مجالات الحياة, في شغلك, في زواجك, في الأولاد, في كل مجالات الحياة, لكن هذا لا يعني إنه أنت لا تخطط, إنه أنت لا تدرس الموضوع, إنه أنت لم تكن جاهز مادياً, نفسياً, جسدياً.. تكون جاهز لهذا الموضوع, ربنا قال لنا إنه  لا نرمي نفسنا للتهلكة في نفس الوقت, المفروض تكون عارف أنت أين ذاهب ؟ هل أنت جاهز أو غير جاهز ؟

مها : أنت ذكرت إنه جلست تفكر وترى الموضوع من وجهة نظر الأب والأم, واكتشفت كثرة الأولاد هم اللي فعلوا هذه الحالة, من ماذا ؟ ما هو اللي حدث معك لدرجة إنه جعلته يفتح عليك باب التفكير ؟

سيف : نحن وصل بنا الحال ليست عائلة متماسكة, يوجد كثير مشاكل, أنا كنت على اطلاع وكنت متضرر بشكل مباشر من المشاكل اللي تحدث في العائلة, حين بدأت أنظر للموضوع من الخارج اكتشفت بوجود مشاكل كثير لم تكن لتحدث لو إنه كان هناك من الأساس يوجد تفاهم بموضوع الإنجاب, بموضوع الوقت, بموضوع العدد, لكن الموضوع كان.. أنا اللي أعرفه وسمعتها أنا في أذني إنه نحن جئنا في الغلط, لماذا ؟

مها : ممكن أحد يأتي يقول لك.. لاء يوجد كثير عائلات أعداد الأطفال فيها كبير نسبياً, المشكلة ليست بالأطفال نفسهم أو بكثرتهم, بالأب والأم نفسهم.

سيف : هي سوء إدارة, من الأساس الموضوع يجب يكون له تخطيط, إذا لا يوجد تخطيط.. أنت افتحي مشروع لا يوجد تخطيط صح سوف يفشل, ونفس الشيء موضوع الإنجاب, نتائج عدم التخطيط الصح للإنجاب يؤدي إلى فشل الزواج نفسه, يؤدي إلى فشل العائلة, المشكلة إنه لو الموضوع يترك لخيارنا في الأساس جداً سوف تقل هذه المشاكل, الموضوع يترك لخيارنا لا يكون هناك إجبار من المجتمع, هناك إجبار من العائلة إنه " يجب.. لا تتأخر.. " تجدي الشخص تزوج إذا مرّ عليه سنة غير منجب أولاد يحكى عليه ويصير هناك ضغط, لو الموضوع من الأساس يترك لخيارنا كان نقدر ننشئ عائلات صح.

مها : دينا أيضاً خبرتنا عن الدوافع و الأفكار اللي جعلتها تتخذ قرار عدم الإنجاب.

دينا : حادثة بعينها لم تحدث, لكن أنا جداً أفكر بالأفكار المجتمعية الغلط اللي نحن نعيشها, ودائماً ترادوني أفكار انتقادية, دائماً أحب أسأل ما معنى؟ و لماذا ؟ ولماذا يجب ؟ أكثر كلمتين لا أحبهم "لا يجب ولا يجوز", فكرة الضغط وفكرة الإكراه والإجبار على شيء هذه بحد ذاتها في أي شيء أنا ضدها, أنا ليست مع فكرة إنك ترغم شخص على إنه يفكر بطريقة معينة, يرتدي بطريقة معينة, يسير في حياته بطريقة معينة, هي هذه الفكرة الرئيسية إنه أنا ليست مع أي أحد يتحكم بحياة شخص آخر, لذلك من ضمن هذه الأشياء اللي هو الإنجاب, لأنه للأسف هناك كثير عائلات جلبوا أولاد ليس على قرار الأم ولا الأب على قرار الجد والجدة مثلاً, أو على قرار المجتمع إنه بمعنى " لماذا إلى الآن تأخرتم ", مثل ما ذكرت لك هناك ناس ليس لديهم مشكلة لكن راغبين يأخروا الموضوع, يصير عليهم الضغط بالاستعجال أيضاً, هي الفكرة الأساسية أنا لماذا أنضغط ؟ لماذا أجلب طفل بناء على أبي رغبه هكذا ؟ أنا لماذا أجلب طفل الناس هكذا كلها تتزوج وتجلب فأنا يجب أسير مع هذا القطيع ؟ هي الفكرة إنه أنا لا أحب فكرة الناس تضغط بعض بأي طريقة كانت خصوصاً إنه من نحن وصغار نربى على هذا الموضوع, يزرع بأفكارهم إنه نحن حياتنا ليست ملكنا, حياتنا ليست خاصة, حياتنا عامة وكل الناس تحكي فيها وتعلق عليها, وتعطي مطالب فيها, لذلك شيء طبيعي إنه البنت من هي وصغيرة يدخل في رأسها إنه أنتِ أتيتي إلى الدنيا وأنتِ في الأصل أم, ننتظرك تبلغي وتكبري, لذلك أنتِ بمجرد ما تكبري الأهالي يصبحوا يبحثوا على عرسان يتخلصوا منهن باكراً, مرات تُقلب للأسف صفقات تجارة بين أب البنت وبين أي أحد يأتي يأخذها لكي يحمل حمل ويحمل هم مثل ما يذكروا, يبقى الموضوع إنه أنتِ مجرد ما تزوجتِ ليس لك الخيار تتحكمي في حياتك تجلبي أو لا تجلبي.. هم يقرروا, ولو أنجبت الامرأة على السريع بمجرد ما تولد يفكروا في الثاني, للأسف هذه الحياة اللي الضغوطات الصبايا اللي يعشنها إني أنا مفروض عليّ أتزوج, وإذا أنا تخطيت عُمر وأنا لم أتزوج يصبح عليّ كلام وعلامات استفهام وأنتِ لماذا إلى الآن وأنتِ أبصر ماذا فاعلة.. ومن هذا الكلام, أصبح عند البنات تخوّف إنهم يصلوا لعمر معين ولا أحد طلبهم أو لم يدخلوا بعلاقة أو لم يحدث خطبة أو زواج, يصير كله ضغط نفسي, وأول ما تتزوج يصبح " يلا متى الولد ؟ " إذا أنا أريد أعش حياتي رهن للعالم وأمي وأبي وحماي وحماتي وجيراني والمجتمع فقط ينتظروا مني أعمل الوظيفة اللي عليّ هذه ليست حياة, الفكرة اللي أتكلم فيها كل أحد له حرية اختيار حياته, لكن للأسف الناس لا يعجبها هذا الكلام, الناس لديها متعة تحكي لك كيف تسيري في حياتك, ماذا ترتدي, ومع من تتكلمين, ومن تتزوجي, وكل هذه التفاصيل يجب المجتمع يدخل فيها والبنت آخر واحدة تأتي تتكلم " أنا يناسبني ولا يناسبني ", أساساً إذا البنت فتحت فمها وصارت تحكي أنا لا يناسبني أرتدي هكذا.. أنا يناسبني أرتدي هكذا لا أحد سيعجبه, أنا لا تناسبني هذه طريقة الزواج, تناسبني هذه لا أحد سيعجبه, يحبوا البنات يكن مسيرات وسايرين على مطالب عسكرية للأسف, للأسف نحن البنات من أول ما نخلق يتم أخذ القرار بحقنا إنه مثلاً يثقبوا أذنا لكي يضعوا الزينة من ونحن رضيعات, من هذا العمر يتم أخذ قرار عننا في جسمنا ما بالك موضوع الحمل ؟ لا يتركوا الخيار للأسف للبنت حتى لو مثلاً صحتها لا تسمح, لا يسألوا, ليس المهم أنتِ المهم إنك تجلبي الواجب اللي عليك إنك تنجبي طفل, هذه الضغوطات النفسية الي تحدث للأم والأب إنهم يجلبوا بأسرع وقت, يجلبوا بكمية كبيرة, يجلبوا من الأساس, هي هذه المشكلة بحد ذاتها, أما حادثة معينة لم يحدث معي.

مها : سألتها عن العوامل اللي جعلتها تحصل مفاتيح كل هذا الوعي الكبير بنفسها ك مرأة ضمن بيئة محافظة وتقليدية يسيطر عليها النظام الذكوري والأبوي.

دينا : هي جاءت من كمية الضغوطات اللي أنا في كل مرحلة من مراحل عمري لا أستطع آخذ قرار بنفسي, إنه المسلمات هذه لا أطيقها, أحب أبقى أسأل, لا أحب أناقش موضوع وأجد إنه الشخص اللي أمامي بقدر ما يكون مثقف أو يجعل نفسه مثقف أو بقدر ما يكون دارس وبقدر ما يكون لديه شهادات عند خطوط معينة يقول لك لاء أنا هذا ما شاهدنا عليه آبائنا, يأخذوا الدنيا حافظين لها بصم, لا يحبوا يفكروا, لا يحبوا يستفسروا عن الأمور إنه لماذا ؟ هذه التساؤلات الكثيرة جعلتني أدخل بتفاصيل انتقاد المجتمع, وإنه أي خطوة أريد أخطيها في حياتي أنا أفكر تناسبني ؟ تعجبني ؟ تؤثر على غيري سلباً ؟ تؤثر إيجاباً ؟ هذا هو المحرك الخاص بي كيف أنا أفكر بهذه التفاصيل.

مها : سألتهم أيضاً إذا كان خيار عدم الإنجاب جاء عن طريق النقاش فقط أم أحد من بينهم كان آخذ القرار وأثر فيه على الثاني.

دينا : هو كان الموضوع من وراء النقاش, إنه كان أحد آخذ القرار مسبقاً مئة بالمئة لاء لم يكن واضح الموضوع, كان التركيز أساساً على خطوة الزواج نفسها, لكن بفترة الخطوبة وبنقاشاتنا تطرقنا لهذا الموضوع وبدأنا نحن نفتح عقول بعض, لأنه نحن جداً نتناقش وجداً متفاهمين, نحب ندخل في تفاصيل بدون ملل, وصلنا لهذه النتيجة إنه فعلاً نحن لسنا مضطرين, لسنا مضطرين نجعل أحد يجبرنا, لسنا مضطرين نتأثر بكلام المجتمع, لذلك مضينا قدماً _ كان قرار.. لاء _ أنا كنت من الناس اللي أخذتها مسلمات أنا شيء طبيعي في يوم من الأيام سأكون أم.. شيء طبيعي, لم يكن حتى تفكيري إنه معقول أنا لي خيار ! معقول أنا لي الخيار أيضاً اختار كم طفل ! لأنه طبعاً من نحن وصغار حرام تحديد النسل و .. , لذلك الفكرة المزروعة إنه لا يضبط أنا أحدد أكتفي بطفل واحد أو طفلين, أو لا يضبط آخذ قرار لا أجلب أطفال نهائياً, هذا الفكر كان موجود لدي, لكن الشخص يوعى وينضج ويتفكر ويتناقش ويتساءل, لذلك وصلنا لهذه النتيجة.

مها : كيف يردوا على تكرار أهاليهم وانتقادهم ؟

سيف : أنا دائماً أسمعها, كل ما أحكي مع أحد دائماً أسمعها, متى تريد تجلب لنا طفل.. ماذا مخبئ لنا.., ودائماً أعيد وأزيد بنفس الحكي وأحاول إني أنهي النقاش من غير ما أعمل حساسية أو يحتد النقاش, أحاول أنهي سِلمياً, لا يوجد مهرب الحكي سوف نبقى نسمعه, لكن اللي يساعدنا قليلاً نحن جالسين هنا في بعد مسافة, لذلك الواحد على التلفون يعبرها.., لكن لو كان يوجد قرب الضغط طبعاً سوف يكون أكثر, وبقدر ما تحاول وبقدر ما تناقش وبقدر ما تحكي وجهة نظرك سوف يبقى يعاد الكلام, والمشكلة كل مرّة يعطيك حجّة, هناك حجج كثير " ولد يحمل اسمك, ولد يورثك.. " دائماً هناك حجج.

مها : ما هو ردك على ولد يحمل اسمك ؟

سيف : " أريد قطع سلالة العائلة " , أنا أحاول أرد على الحجج هذه قليلاً بطريقة تكون مضحكة, إنه لا أعمل حساسية في الكلام, بالنهاية هو تلفون أنهيه وانتهى الموضوع, لكن بعد ما قطعت كل الحجج, آخر حجّة سمعتها إنه للذكرى.

مها : وأضفت من عندي أيضاً حجة يسمعوها اللاإنجابيين جداً أيضاً, هي حين تكبروا من سيحملكم ويكون واقف معكم ؟

سيف : جيد إنك تكلمت هذه النقطة, أنا ضدها ليس للفكرة بحد ذاتها هو اللي يحملني بكبرتي, هذه الفكرة تحرّض الشخص في الأصل لا يعمل على نفسه ويضع كل آماله على ابنه إنه هو اللي يحمله في كبرته, لماذا لا أعمل على نفسي أنا في صحتي إني أعمل شيء لكبرتي و يفدني أكثر من الولد, الولد بالنهاية هو ليس دائم, الولد ليس دائم, الولد بمجرد ما يتزوج ويؤسس عائلة, صار لديه بيته ولديه عائلته, كم هناك قصص تجدي أولاد يهملوا أهاليهم بعد ما يصبح لديهم مسؤولية, الولد حتى لو كان واقف معك بكل جهده الموضوع مؤقت, الموضوع لن يكن مئة بالمئة, لماذا ليس وأنا بصحتي أعمل على شيء لكبرتي ؟

مها : ودينا ؟

دينا : نفس الفكرة موضوع إنه الأهل يعوّلوا على أطفالهم إنه حين يكبروا يحملوهم, هذا أيضاً فيه فكرة فيها أنانية وتسلط وتملك, إنه أنا جلبتك على هذه الدنيا لكي ترد لي المعروف, هذه الفكرة من الأساس كلها مغلوطة, أنا في يوم من الأيام أقرر إني أنا أنجب طفل أنا أنجب طفل مستقل, أنا أعمل واجبي تجاهه إني جلبته من الأساس وأربيه التربية اللي أنا المفروض إني أربيه صح, بالأخير يريد ينطلق في حياته ويرى الدنيا, لذلك لا أجلس أعوّل عليه ماذا يفعل لي حين أكبر, لأنه هكذا أنا أعطيه فكرة إنه أنت مديون لي, أنت يجب تسد لي الدين حين تصبح أنت بصحتك وشبابك, وأغض النظر على حياته ماذا يمكن أن تكون, في الأصل ممكن أنا أفقده ل ابني وأنا عائشة, كم أم فقدت ابن ؟ لذلك إنه أنا أعوّل على طفل وكأنه بشكل مضمون هو سوف يبقى حي لن يموت مثلاً, سوف أضمن إنه هو مثلاً وضعه المادي سوف يكون صحيح, سوف أضمن إنه وضعه الصحي يكون هو عنده صحة يقوم بي, و أضمن إنه هو يبقى متفرغ لي, انظر كل هذا الضغط اللي نحن نزرعه على أطفالنا إنه أنت حين تكبر سوف تكون متفرغ وكل تركيزك يصبّ علينا, ونحن أهلك ونحن جلبناك ونحن ربيّناك ونبدأ تحميل الجْميلة والمنيّة, هذه كلها الفكرة من الأساس غلط, لأنه نحن إذا أردنا إنشاء جيل صح من الأساس أنا أفكر أنجب طفل لهدف إنه يكون هو مستقل بذاته, مثل كيف أنت حين تنجبي طفل يكون رضيع  مثلاً أنت تغيري له حفاضة, أنت اللي تطعميه, أنت اللي تنيميه, يكون كل اعتماده عليك, كل ما يكبر قليلاً تعلميه كيف يستقل بذاته, تعمليه كيف يستقل يذهب إلى الحمام دونك, تعمليه كيف يغيّر ملابسه دونك, كل ما يكبر الطفل يبدأ يستقل عن أهله بشكل معين, فترة تكوني تدرسيه حين يكبر ويتعدى صفوف يصبح يدرس نفسه, ليس معقول إنه نحن نعلمه كل هذه الخطوات كيف يستقل عننا ومرحلة ما يكبر لا يوجد استقلالية, رجوعك لنا ويجب تتفرغ لنا, إذا تقوم بمشروع فالماديات لنا, إذا نحن لوحدنا يجب تقوم بنا, وأنت ليس لك حياة خاصة, بسبب ذلك هذا الكلام ماذا يفعل تبعيات, يصير مثلاً الأم اللي تكون جالبة ولد ومعوّله عليه بكبرتها يبقى متفرغ لها, يأتي يتزوج يصبح غيرة, تصبح تقول لمرته أخذتيه مني, يصبح هناك نكد, ويصبح إنه تزوج ونسيني, لأنه واضعه في رأسها إنه ابنها حين يكبر لها لوحدها, لا يوجد أحد تأتي واحدة تأخذه ويصبحوا عائشين بعيد, ويصبحوا يفكروا و يخططوا لحالهم وأنا أُترك, لذلك هذا المعتقد نفسه اللي أنا لدي مشكلة فيه, إنه أنتم ليس فقط تعوّلوا أنتم تحمّلوا مسؤوليتكم لأطفالكم وكأنهم مجبرين بكم, للأسف أي أحد يفكر إنه ينجب طفل إذا أنت لديك هذا المعتقد رجاءً حاول إنك تتخلص منه لأنه نحن نولد أحرار ونريد نموت أحرار, ليس معقول أنا أُولد وأتحمل جْميلة إني أنا جئت على هذه الدنيا, فبالتالي أنا يجب أسدّ هذا الدين وأقوم أخدم أهلي, أنا لا أحكي لأدخل في موضوع البرّ والإحسان للوالدين, هذا شيء مختلف تماماً, لكن إني أنا أعيش حياتي وأنا عليّ ضغط إنه يوجد معروف أريد أسدّه بكل شكل من الأشكال ولا أكون مستقل عن أهلي هذه مشكلة بحد ذاتها, لأنه هذه فكرة أنانية, فكرة تملك, فكرة هذا ابني لي, أريد الاستفادة منه لحد ما يكبر لآخر لحظة في عمري.

مها : سألتهم كيف يتعاملوا مع أنفسهم ومشاعرهم إذا راودتهم أفكار مختلفة أو خافوا ببعض اللحظات من الندم.

دينا : تأتي أفكار والواحد إلا ما.. يقطع على الناس, الشخص حين ينضج يفكر يغير من أفكاره أو يندم أو .. , صراحة شعور الندم لا أحب أفكر فيه, لأن إذا من الآن بدأت أحسب له حساب سوف يأتي وقت فعلاً أندم, حين أكبر وأقول لو خلّفت كان الآن ابنتي صبية وكانت تؤنسني, وكانت كانت .. , أنا أبعد هذا الشعور كله من بدايته, إني أنا لن أجلس أفكر إني سأندم, بدل ما أفكر في هذا الشعور أفكر إني أنا أركز على نفسي, أعمل على نفسي, أكون متفاهمة مع زوجي, بنينا حياتنا صح, إنه نكون مستغنين عن هذا الشعور حين نكبر " إنه يا ريت جلبنا أولاد كان وكان حالياً أبصر ما هو وضعنا " الشعور في الأصل لا أفكر فيه.

مها : وسيف ؟

سيف : أكيد هو يأتي الشعور هذا, لكن أنا أخذ القرار عن قناعة, وذكرت لك حتى لو جاءت الفرصة إنه جاءت فرصة مناسبة كان الشخص مستعد أنا ليس لدي مشكلة, لكن أنا لا أرى في الوقت اللي نحن عائشين فيه حالياً إنه ممكن أخذ هذا القرار, لأنه الصعوبات كثير, الواحد صار هو نفسه غير عارف مستقبله أين ذاهب, صعب إني أفكر ابني مستقبله أين ذاهب, يوجد كثير قصص يوجد كثير عوامل تجعل أخذ القرار هذا قليلاً صعب.

مها : ما هو ردهم إذا أحد سأل واستفسر عن أسباب القرار إذا هي نفسية ؟ وممكن إذا توجهوا للاستشارة النفسية يغيروا رأيهم ؟

دينا : طريقة طرح السؤال هذا يعطي تلميح وكأنه نحن نعاني من مشكلة, أنا لا أرى الموضوع مشكلة لكي يلتقى له حل, أنا أرى هذا اختيار, ومثل ما أنا أحترم كل الناس اللي تنجب بكيفها المفروض إنه أنا لا أطلب منك إنك تتقبل فكرتي لكن أنا أطلب منك تحترم خياري هذا خيار, إذا رب العالمين نفسه لم يجبر بأي طريقة من الطرق إنه أي شخصين يتزوجوا في الحال ينجبوا, أنا لا أريد شخص عادي يأتي ينظر إلي بنظرة " إذاً لماذا متزوجة ! أنتِ من أنتِ وصغيرة مطلوب منك تكون أم " هي فكرة أنا ذاهبة بهذا الاتجاه, أنا لا أراها مشكلة حتى لو أنت رأيتها مشكلة, أنا أراه اختيار و قد لا يعجب الكثيرين لكن ..

مها : من الحجج ايضاً اللي تزعج دينا وسيف, موضوع الإنجاب لتثبيت الزواج وتخفيف المشاكل بين الزوجين لو كانت موجودة.

دينا : يوجد لدي ملاحظة إنه للأسف يوجد فكر سائد عند جيل أهالينا ليس جيلنا, أنا جداً أعترف نحن جيلنا جيل واعي وأوعى من الأجيال السابقة بكثير بمراحل, الفكر السائد عند أهالينا مثلاً حجّة من الحجج إنه لماذا الواحدة يجب تنجب, يجدوا لكي تثبّتي عائلتك, لكي تخففي مشاكل اذهبي أنجبي ولد, او إذا شعرت إنه زوجها ينفر أُجلبي ولد اربطيه, للأسف يتكلموا هذا الكلام والتجارب عكسية تماماً, لأنه يعتقدوا إنجاب الطفل هو حل مشاكل, عمره لم يكن إنجاب طفل حل لمشاكل بين زوجين, الأساس إنه يكونوا الزوجين في الأصل متفاهمين لكي حين يجلبوا واحد ثالث يفهموا ثلاثتهم على بعض, ليس معقول إنه أنت تجلبي رضيع ما زال لا يعقل ولا يفقه يحلّ لك مشاكل أنتِ كناضجة لا تعرفي تحلينها, الشيء الصح من الأساس تكون العلاقة جذورها صح بعدها نجلب فرد جديد للعائلة, وإذا في الأصل هذه العلاقة أسسها كلها مخربة الانفصال هو الحل, أما الإنجاب عمره لم يكن حل لمشاكل.

سيف : وكثير سمعنا عن قصص ناس انفصلوا وهم كبار في السن, ولم يأخذوا قرار الانفصال إلا بعد تأمين أولادهم, الموضوع دمّر حياة شخصين لأنه من الأساس الموضوع لم يكن آتي بناءً على تخطيط وبناءً على تفاهم.

مها : وعن توجه بعض الإنجابيين إلى تبني طفل موجود أساساً بالحياة وبحاجة رعاية ؟

سيف : أقول لك شيء, إذا أريد أفكر مثل ما الحجّة اللي يستمر المجتمع يحكها, إنه " ولدٌ صالح يدعو له ", إذا أنا فعلياً أبحث عن الفائدة اللي تأتيني في الآخرة, إذا أريد البحث في الحسنات التبنّي أضمن لي, إذا هذا الهدف, إني أتبنّى أو إني أكفل يتيم أضمن لي إني أحصل هذا الهدف, كم الشخص يتذّكر أباه أو أمه بعد ما يتوفوا ؟ كم الشخص يتذكرهم ؟ نحن للأسف لا نتذكر موتانا إلا في الأعياد, إذا أنا أريد أسير باتجاه هدف " ولدٌ صالح يدعو له " لاء.. أنا أكفل يتيم سوف أضمن الموضوع أكثر.

دينا : الفكرة إنه حين يأخذوا هذا الجانب من هذا الحديث, إنه أنا أجلب ابني لكي يدعو له, أولاً مثل ما ذكرت إنه هم ضامنين مثلاً إنهم يموتوا قبل أولادهم ؟ هذا لا يوجد فيه ضمان, ربما ابنك يموت أولاً, ثانياً لو كان ابنك صالح وأنت مت قبله وهو بقي حي سيأتي يوم وهو يموت, لذلك هذه الدعوة مستمرة سوف تقطع, هو ليس شيء مضمون مدى الحياة, أيضاً ولدك أول ما تجبله هذه مسؤولية, هناك محاسبة على هذا الموضوع, لكن إنك تكفل طفل آخر, تخرجه من حياة مزرية, تأمن له حياة كريمة, أنت في الأصل ليس مطلوب منك إنك تذهب تبحث عن أطفال لكن إذا أنت فعلت أكيد عند ربنا هذا شيء عظيم, لكن ابنك اللي من لحمك ودمك هذه مسؤولية, هناك حساب على تربيتك, لذلك إذا هناك ناس تفكر مثل ما قال سيف إنه تأخذها من ناحية حسنات, من ناحية أجر, من ناحية رضا من رب العالمين, ممكن أذهب إلى الجهة الآمنة أكثر إني أتكفّل بشخص أنا من الأساس ليس مسؤول عنه وأتكفّل تعليمه مثلاً, أو أتكفل صحته, أو أتكفله كله إني اضعه عندي أربيه وأعيشه حياة كريمة, وبالنهاية هذا اللي فعلاً حين يكبر هو اللي سوف يدعي لي.

هناك أيضاً ملاحظة كنت أتكلم عن الفكر السائد عند أهالينا للأسف أمهاتنا وستات زمان كثير يحبوا يعملوا على العاطفة عن البنات, بمعنى حين تأتي واحدة تريد تزويج ابنتها وتصبح تقنعها تنجب تصبح تلعب عليها على العاطفة, حين تقول لها أجلبي ولد لكي لا يهرب مثلاً, لكي لا ينظر على غيرك, تصبح تقول لها يجب تشعري بشعور الأمومة وكأنه فرض إنه هذا الشعور أشعره, جداً هناك لعب على الجانب العاطفي لدى الصبايا إنه أنت يجب أن تكون أم, يجب أن يكون هناك طفل, يصبحوا يجمّلوا الموضوع بشكل زائد " انظري ما أجمله.. انظري لعبة.." وكأنه الموضوع بهذه البساطة, وكأنه الأطفال ألعاب, أو سوف يبقون ألعاب طوال العمر, جداً يتم اللعب على مشاعر الصبايا إنه أنتِ أم, من هي وصغيرة يجلبون لها ألعاب الأطفال والرضّع تحمله وتجلس ترضعه ومن هذا الكلام, يُزرع في عقولنا جداً إنه موضوع الإنجاب هو موضوع عاطفي, لا يأخذونه من موضوع مسؤولية, إنه أنا إذا أريد أجلب طفل أنا يجب أكون أنا مستقرة نفسياً حتى أنجب طفل سوي, أنا يجب أكون متفاهمة مع أبوه حتى الخلافات مثلاً لا تؤثر عليه, غير الموضوع المادي, أنا أريد أكون أم سعيدة لكي أنجب طفل سعيد, هذا الكلام كله يضعونه على الرّف, فقط يستمروا يلعبوا على العاطفة.. أم وشعور أمومة وطفل ومن هذا الكلام, وهذا الكلام تبعاته كيف تبان ؟ إنه بمجرد الواحدة تجلب طفل ويكبر يتلاشى هذا الشعور, يكبر ابنها يصبح طفل, يكبر قليلاً يصبح مراهق, يذهب هذا الشعور, تعود تجدده تجلب أيضاً طفل مرة ثانية لكي أعود ماما من أول وجديد, كثير يُلعب برؤوس البنات إنه أنتِ أم لأنه يجب تشعري بهذا الشعور, أنتِ ربّنا في الاصل خلقكِ أم, أنت.. بمعنى يفرضوا على الواحدة فرض إنه هذه هي وظيفتك من الأساس, هذه هي المشكلة, هذا اللي يجعل البنات لا يضعن في موضع اختيار إنه إذا يناسبك أنجبي إذا لا يناسبك لا تنجبي, يهملوا هذا الموضوع وكأنه كل البنات مستعدات إنه يكن أمهات.

سيف : نفسهم أهالينا اللي يجبروننا, ودائماً يشدّوا علينا في الإنجاب, هم نفسهم اذهبي اسأليهم لو يرجعوا بهم الزمن يجلبوا أولاد ؟ سوف يقولون لك لا نتزوج..

دينا : متناقضين بشكل غير طبيعي.

سيف : وأنا أقول لك نحن أنفسنا غير عارفين أين مستقبلنا, غير عارفين الدنيا أين أخذتنا, كيف أريد أعرف ابني اللي أريد أجلبه أين.. ما هو مستقبله.

دينا : في الأصل الاهالي لا يفكرون في هذه الناحية, حين تأتي لأي أحد منجب طفل بتخطيط او من غير تخطيط, تقولي له هل أنت مثلاً فكرت في مستقبل ابنك ؟ لن يجيبك شيء, لأنه سوف يعتبر إنه لاء هذا واجب منزلي, أنا يجب أجلبه ويأتي على الذي يأتي عليه, نحن ننظر بناحية إذا نحن أنفسنا غير عارفين الدنيا أين أخذتنا كيف نريد نجلب أولاد وسوف يكون قلبنا وأعصابنا إلى أين الدنيا سف تؤدي بهم ؟ هناك قسم كبير من الناس من الأصل لا تفكر بهذه الناحية, تفكر إنه أنا مهمتي أجلب ولد ويصير فيه اللي يصير فيه, لذلك ما أكثرهم الناس اللي تنجب وترمي.

سيف : بمعنى اللي أريد قوله المصطلح هذا مثل ما نقول عندنا " خلّف وزت " وللأسف جداً موجود ومنتشر, أنا هناك شيء جداً استمر يُحكى لي, اللي هي الولد تأتي رزقته معه, اللي قالها قليلاً أنت فكر بها قليلاً بشكل منطقي, الرزقة عبارة عن ماذا ؟ أنت أكيد لن تفتح الباب وتجد حقيبة مال تنتظرك, الرزقة سوف تأتي عبارة عن عمل, لكن العمل هذا له نتائج سلبية على صحة الشخص, نحن كم تجدي أهالينا الأب غائب عن عائلته, طوال النهار يعمل, لا يراهم إلا بالعطلة إذا كان هناك عطلة, بالآخر الولد يريد وجود أباه, الولد لا يرى أنت ماذا تعمل, هو ليس فاهم إنك أنت تعمل لكي تجلب مال لكي تستطع تجلب له ملابس, تستطع تطعمه.. لا يعرف الولد هذا الكلام, الولد يريد حنان, يريد وجود أباه, يكبر الولد يقول أين أبوه ؟ لذلك من الأساس أنت لا تضع نفسك في هذا الموقف, من الأساس أنت كن جاهز, كن مضبط أمورك, مستعد مادياً على الأقل, إنك أنت تكون متواجد جنب ابنك, ليس غائب عنه لأنك تعمل شغلين وثلاثة لكي تعرف تؤسس له حياته, وهو ليس هذا اللي يريده, لماذا يصبح الولد حين يكبر ليس كثيراً.. هناك أولاد يصبحوا يكرهوا آبائهم, أو علاقته مع أمه تكن أكبر من الأب لأنه الأب ليس موجود.

دينا : هناك ناس حين تأتي تخاطبينهم إنه أنا هذا اختياري, هكذا اعتقادي, هكذا قناعتي, يأتي يقول لك " حرام عليك لا تحكي هذا الكلام.. لكي ربنا لا يعاقبك.. في المستقبل حين تريدين تنجبي لن يبعث لك.. " وكأنه هم عارفين ربنا كيف أشكال العقوبات اللي يرسلها, وكأنه آخذين الموضوع تحصيل حاصل, إنه إذا ربنا لا يوهب أحد طفل فإنه هذا هو عقاب له لأنه بالسابق كان لديه اعتقاد إنه هو مستغني أو ليس راغب بإنجاب طفل !

سيف : طريقة التفكير هذه جداً مستفزّة, وهناك شيء ثان جداً يستمر يُحكى لنا على هذا الموضوع, أيضاً أحد الحجج _ الحجّة الدينية _ يقولون الآية التي تقول " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " المشكلة إنه أغلب الناس يقولون هذه الآية ولا أحد في عمر أكملها وهم يعتقدون في هذه الآية إنه ربّنا أوصانا على إنه نحن نجلب أولاد, حين قال إنه المال والبنون زينة الحياة الدنيا لكن ما هي تكملة الآية ؟ كمّل الآية تفهم ما هو الأفضل, تعرف ما هو اللي ربّنا أوصانا فيه.

دينا : للأسف من الناحية الدينية نحن قراءتنا للقرآن ليست عميقة, لا نحب نفهم ربنا ماذا يقول, فقط نحب نحفظ هكذا حفظ وخلاص, يوجد باللغة العربية شيء اسمه اسم تفضيل, دائماً أحكيها هذه, الاسم التفضيل يكون على وزن أفعل, حين نقول شخص أسرع من شخص, شخص أفضل من شخص, أطول, أحسن, هذه تكون مقارنة, مفارقة, يوجد كلمة خير وكلمة شر لا يأتون على وزن أفعل, لذلك لا تستطع تقول شخص أخير من شخص أو أشرّ, كلمة خير نفسها هي نفسها ممكن تكون اسم تفضيل, أنا أقول فلان خير من فلان, مثلاً كيف نقول " الصلاة خير من النوم " هذه مفارقة, إنه الصلاة أفضل من النوم في صلاة الفجر, حين نقول " درهم وقاية خير من قنطار علاج " أنت تقولين تقي نفسك أفضل من إنك أنت تمرض وبعدها تبحث عن علاج, في الآية اللي الناس لا يحبون يكملوها ويعتقدون إنها توصية من توصيات ربنا, اللي هي " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " هنا يقفون, التكملة " والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربّك ثواباً وخيرٌ أملاً " بمعنى ربنا أعطى مفارقة, يقول لك تمام المال والأولاد هم زينة, لا أحد معترض على هذا الكلام, لكن عند رب العالمين الباقيات الصالحات, ربنا أيضاً وصفهم بالباقيات, في القرآن الكريم دائماً ربنا يقول " اللذين آمنوا وعملوا الصالحات " جداً تكررت هذه الآية, كم ربّنا يهمه الأعمال الصالحة, في هذه الآية جاءت بوصف الباقيات الصالحات لأنه أعمالك الصالحة تفضل باقية, أثرها في الدنيا وأجرك عليها الآخرة, لذلك الباقيات الصالحات خير لذا هم أفضل من المال وأفضل من الاولاد عند ربّك طبعاً ثواب, من ناحية الأجر, فالباقات الصالحات هي تأخذ عليها ثواب أكثر, وخيرٌ أملاً, لأنه هاك جداً ناس لأنهم متأملين, مثل ما ذكرنا معوّلين على أطفالهم, متأملين من أطفالهم مثلاً يحققوا أشياء هم لم يستطيعوا تحقيقها, متأملين من أولادهم يخرجوا بصيغة معينة مثلاً, للأسف الناس لا تكمل الآية وإذا أكملتها في الأصل ليست فاهمة ربّنا ما يقول, فقط يقفون عند " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " يأخذوها هكذا مثل تعليق ويسيروا في الحياة, وبمجرد أحد أنجب ينشر صورة الطفل على الفيس بوك ويكتب المال والبنون زينة الحياة, لا أحد معترض, وليس فقط هذا ربنا أيضاً يبلي الناس بابتلاءات حسنة ابتلاءات سيئة, لذلك ممكن الأطفال يكونوا ابتلاء للأهالي, أنت هكذا ممكن تقول " كيف ربنا قال إنهم زينة الحياة و أنا جاءني ابني ابتلاني في كذا .. " لأن نحن آخذينا for granted ( أمر مسلم به ) هذه توصية, وحتى حين نأخذها توصية أنت حين تأتي تفكري بها لغوياً لا يوجد فعل أمر في الآية كلها, ربّنا يقول " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " فعل أمر ليس موجود, لا يوجد توصية, لذلك للأسف الناس لا تحب تخوض في هذه الفكرة من الناحية الدينية وعند هذا الخط يقول لك " خط احمر.. لا تدخل في الدين.. لا تحكي في الدين.. أنا آخذ الموضوع مسلمات وهذا هو.. "

مها : في الحلقات القادمة من بودكاست " صارت معي " سنستمع لتجارب وآراء أخرى حول "اللاإنجابية " , للمشاركة أو الاستفسارات تواصلوا معي عبر الواتس اب 00971568531592 إلى ذلك الوقت ابقوا بخير واستمعوا إلينا دائماً من خلال موقعنا akhbaralaan.net وجميع منصات البودكاست.

في الإعداد والتقديم أرافقكم دائماً أنا مها فطوم

إلى اللقاء


قائمة الحلقات

  • كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟
    مها فطوم

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟ عمار نفاع مضيف طيران سابق بخبرة تزيد عن 11 سنة، يشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا شغل" تفاصيل ومعلومات عن عالم مهنة مضيف الطيران وبعض أسرارها ...

  • القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها
    مها فطوم

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها الريم الهناوي شابة إماراتية عمرها 23 سنة، توجهت للعمل كباريستا في واحدة من أشهر الكافيهات بالعالم بعد أن قررت عدم متابعة دراستها الجامعية. تشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن ...

  • معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى
    مها فطوم

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى الشيخ أحمد عودة والشيخ حسين سليمان سوريان مقيمان في لبنان، بالإضافة لعملهم الأساسي في التعليم الديني يقدمون خدمة تغسيل الموتى منذ سنوات طويلة ، شاركونا في بودكاست صارت معي ...

  • لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟
    مها فطوم

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟ ليلاس مكي متخصصة في الموارد البشرية وعلى منصات التواصل الإجتماعي كريمة جداً في نصائحها للباحثين عن عمل والراغبين بتطوير أنفسهم مهنياً، شاركتنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا ...

  • تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي
    مها فطوم

    تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي

    "خفايا شغل" سلسلة حلقات في بودكاست صارت معي نستضيف فيها أشخاص من مهن وخدمات مختلفة ليخبرونا أسراراً لا نعرفها كأشخاص خارج مجالهم وكواليس تحصل أثناء ممارسة المهنة بالإضافة إلى مواقف طريفة وغريبة حصلت معهم. إعداد ...

  • كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟
    مها فطوم

    كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟

    غالية تركي صبية سورية فلسطينية مواليد 1991 مقيمة في الإمارات منذ عامين وتعمل في مجال إدارة المشاريع التسويقية والخدمات الإلكترونية، تشاركنا في بودكاست صارت معي تفاصيل تجربة قاسية وصلت فيها للموت بسبب التنمر وعدم تقبل ...