المرصد ١٤٣: الجبهة الشامية تتهم صوفان بتدبير ”انشقاق“ يمهد لتدخل الجولاني في درع الفرات

نهاد الجريري

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة الجبهة الشامية تتهم صوفان بتدبير ”انشقاق“ يمهد لتدخل الجولاني في درع الفرات النص: أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٣٠ مايو إلى ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

الجبهة الشامية تتهم صوفان بتدبير ”انشقاق“ يمهد لتدخل الجولاني في درع الفرات

 

النص:

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٣٠ مايو إلى ٥ يونيو ٢٠٢٢. إلى العناوين:

  • الجبهة الشامية تتهم صوفان بتدبير ”انشقاق“ يمهد لتدخل الجولاني في درع الفرات
  • حراس الدين على قائمة الإرهاب في أوروبا
  • مقاتل مغمور يلقي خطبة عيد الفطر في قاعدة الجزائر

وضيف الأسبوع، الدكتور كولين ب. كلارك، مدير الأبحاث في مجموعة صوفان العالمية. له مؤلفات في الإرهاب آخرها كتاب: ”ما بعد الخلافة: الدولة الإسلامية ومستقبل الإرهابيين في المهجر.“ يحدثنا عن ملايين داعش وعن اتجاه الجماعات الجهادية نحو هجر إرث أسامة بن لادن، وكيف قد تتغير القاعدة التي نعرفها اليوم مع انحسار خيارات “خليفة” الظواهري.

 

أحرار الشام بين صوفان والجولاني

حتى ساعة إعداد هذه الحلقة صباح الاثنين ٦ يونيو ٢٠٢٢، لم تنته أزمة أحرار الشام مع الجبهة الشامية إحدى مكونات الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا؛ وتدخلِ هيئة تحرير الشام لمصلحة الأحرار فيما وُصف بأنه ”إعلان حرب“ في شمال سوريا. غير واضح ما ستؤل إليه الأمور أو حتى مغزاها بالنظر إلى علاقة الهيئة مع تركيا. فهل الهيئة تتحرش بالأتراك مثلاً؟ وهل سيحسم الأتراك الموقف في نهاية الأمر بإشارة؟ غير واضح بعد. 

الأزمة احتدمت قبل أسبوعين. الجديد هذا الأسبوع هو أن طرفي النزاع نشرا روايتيهما لما حدث، وبدا التناقض واضحاً في الروايتين. 

تبدأ القصة من نوفمبر ٢٠١٧ عندما انضم قطاع ريف حلب الشمالي التابع لأحرار الشام إلى الجبهة الشامية بموجب اتفاق بين قيادتي المجموعتين؛ بحيث يعمل القطاع تحت مسمى الفرقة ٣٢ في الجبهة الشامية ومن ثم الفيلق الثالث.

الخلاف الأخير هذا بدأ في مارس الماضي. 

بحسب حركة أحرار الشام، قرر القطاع الاستقلال عن الفيلق/الجبهة وطلبوا تشكيل لجنة لتسهيل خروجهم. لكن الجبهة هجمت على مقراتهم بتاريخ ١ أبريل. فاتفقوا على الاحتكام إلى اللجنة الوطنية للإصلاح، التي أصدرت في ٢٥ مايو قراراً بتجريد القطاع من السلاح والمقرات دون أن ينصفوهم في الاعتداء الذي حصل. هذا بحسب رواية أحرار الشام. وعليه، قررت الحركة ”احترازاً من دخول المنطقة في أية فوضى“ و“حقناً للدماء“ إعادة القطاع إليها. 

رواية الفيلق/ أو الجبهة مختلفة. بحسب الفيلق، رفع القطاع إلى القيادة مطالب ”بعضها محق وأخرى غير محقة.“ وقبل البتّ فيها، جرى ”تصعيد“ من جانب قيادة القطاع. شُكلت لجنة داخلية لحل الإشكال لكنها لم تنجح. بحسب الفيلق، تعدى الأمر هذه المطالب إلى محاولة انشقاق رُتّب لها مسبقاً.

يلفت الفيلق في بيانه التوضيحي إلى أن قيادة القطاع التي صعّدت الموقف كانت على تواصل مع حسن صوفان القيادي في حركة أحرار الشام، الذي ”زين لهم خطوة الانشقاق وشجعهم عليها.“ وتزعم الجبهة أن القطاع هو من بدأ المواجهة المسلحة. وعندها تدخلت اللجنة الوطنية للإصلاح. 

يخلص بيان الفيلق إلى رفض الانشقاق؛ فمن يريد الخروج ”عليه تبرئة ذمته من الفيلق.“ 

وبخلاف بيان حركة أحرار الشام، ذكر بيان الفيلق قوات هيئة تحرير الشام التي احتشدت لمساندة المجموعة المنشقة من أحرار الشام؛ وكيف أن الفيلق وفصائل الجيش الوطني تصدوا لهذا الحشد. 

البيان ذكّر أيضاً بأن صوفان الموالي للجولاني زعيم الهيئة قاد تمرداً داخل الحركة أواخر ٢٠٢٠ أفضى إلى عزل الزعيم السابق جابر علي باشا وتعيين عامر الشيخ بدلاً منه. كان ذلك مقدمة لتأسيس مجلس عسكري موحد تقوده الهيئة بدعم من صوفان ويسيطر على كل المكونات العسكرية في إدلب ومحيطها.

في الأثناء، نشرت أكثر من جهة وتكتل دعوة إلى أحرار الشام للقبول بمقررات اللجنة الوطنية للإصلاح. 

واعتبر البعض أن هيئة تحرير الشام من خلال تحالفها مع صوفان اتخذت من أبناء القطاع الشرقي ”فتيلاً وحجة لمشروع الجولاني“ الذي يروج له صوفان على أنه ”المشروع الأفضل والأنسب لأهل السنة على حد زعمه“ والذي يقضي ”بتحييد معظم فصائل الجيش الوطني.“ 

وفيما ينتظر الجميع حلاً للأزمة، يعتبر الحساب الجهادي المخضرم، مزمجر الشام، أن ما حدث جلب خيراً على الجيش الوطني فساهمت الأزمة في تقارب الفصائل التي كانت متشنجة كما حصل مع الفيلق وثائرون. 

 

إعلام داعش

نشر تنظيم داعش العدد ٣٤١ من صحيفته الأسبوعية النبأ ليل الخميس ٢ يونيو. لم تعلق الصحيفة على أي من الأنباء المتعلقة بحال التنظيم: قتل أبي حمزة القرشي المتحدث السابق في جرابلس وليس في أطمة؛ واعتقال تركيا قيادياً تعتقد أنه جمعة عواد البدري بوصفه الخليفة أبي الحسن الهاشمي القرشي. لكن لفتت افتتاحية العدد بعنوان ”حقيقة الابتلاء بالجهاد“ والتي نقرأ فيها مواساة للأنصار بأن الابتلاء ”يميز الخبيث من الطيب“ في مواجهة ما وصفته ب”حملات تشويه“ يتعرض لها التنظيم. 

وفي الافتتاحية نقد لجماعات جهادية لم تُسمهم مثل طالبان وهيئة تحرير الشام التي برأيهم ”تساقطت .. تحت بريق الدعم المالي أو الاعتراف الدولي أو إزالتهم عن لوائح الإرهاب.“ 

 

طالبان وعقدة الأمم المتحدة

أصدر فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي تقريراً بتاريخ ٢٥ مايو ٢٠٢٢يتعلق بحالة طالبان في أفغانستان. خلص التقرير إلى نتائج تتعلق بحكم طالبان وأخرى تتعلق بعلاقة الجماعة مع القاعدة وداعش.  

أما داخلياً، يقول التقرير إن طالبان تحابي البشتون على حساب أعراق أخرى في أفغانستان مثل الطاجيك والأوزبك. كما يشير إلى خلافات مركبة بين فريق حقاني ممثلاً بسراج الدين حقاني وزير الداخلية وفريق الملا بردار، نائب رئيس الوزراء ومهندس اتفاق الدوحة. هذا من جهة. من جهة أخرى، ثمة خلاف بين حقاني ووزير الدفاع الملا يعقوب ابن الملا عمر مجاهد الطامح إلى تولي الزعامة أسوة بأبيه. يلحظ التقرير أن يعقوب أحبط تعيين مقربين من حقاني في وزارة الدفاع فيما عطّل حقاني تعيينات موالين من يعقوب في الداخلية. 

أما عن القاعدة، يقول التقرير إن العلاقة بين طالبان والقاعدة ”وثيقة“ وأن القاعدة لا تزال تحظى ”بملاذ آمن“ في أفغانستان“ خاصة عن طريق شبكة حقاني. ويرجح التقرير أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري لا يزال في أفغانستان. 

وبخصوص داعش، يذهب التقرير إلى أن طالبان أضعف من أن تتصدى لخطر داعش. يقول: ”ولئن كانت طالبان قوية بما يكفي لفرض نفسها في معظم أنحاء البلد، فإنها لا تستطيع السيطرة عليه بالكامل. يعول تنظيم (داعش) على قدرته على الصمود في وجه حَملة طالبان ضده حتى يظل متجذراً في الأرض الأفغانية … فقد تجد طالبان صعوبة في طردهم. وعلى عكس السلطات الأفغانية السابقة مع حلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي، لا تملك طالبان أي قدرة جوية عملية ولا يمكنها توفير غطاء جوي للقيام بعمليات برية ضد التنظيم.“ 

 

طالبان رفضوا التقرير وأكدوا ألا علاقة لهم بأي جماعة. 

 

حراس الدين على قائمة إرهاب جديدة

أدرج الاتحاد الأوروبي تنظيم حراس الدين فرع القاعدة في الشام على قائمة الإرهاب. كما أدرج القياديين فاروق السوري القائد العام وسامي العريدي الشرعي العام. 

البيان الصحفي على موقع الاتحاد قال أن التنظيم ضالع في التخطيط لهجمات إرهابية خارجية، مؤكداً أن عدة مقاتلين أوروبيين انضموا إلى التنظيم.

في ٢٠١٩، أدرجت الخارجية الأمريكية حراس الدين وقائده السوري على قوائم الإرهاب؛ وأعلنت مكافآت مليونية لمعلومات عن السوري والعريدي. 

غير واضح لماذا قرر الأوروبيون الآن إدراج التنظيم خاصة بالنظر إلى تردي أحواله بعد انقضاض هيئة تحرير الشام في صيف ٢٠٢٠ وملاحقة قيادته بالسجن والقتل. 

 

أزمة القاعدة في الجزائر

بعد شهر على انقضاء شهر رمضان المبارك، نشرت مؤسسة الأندلس الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي خطبة عيد الفطر ألقاها مقاتل شاب غير معروف اسمه حمزة أبو المعتصم. 

أهم ما في الخطبة أن أشاد الخطيب بطالبان واعتبر أن ”تراجع المجاهدين في الشام“ قابله ”تمكين طالبان في أفغانستان. 

تنظيم القاعدة في الجزائر تحديداً يعاني منذ قتل زعيمه أبي مصعب دروكدال في يونيو ٢٠٢٠، وبعد توجيه ضربات أمنية ضد فلول التنظيم في سكيكدة شرق الجزائر. 

قبل ثلاثة أسابيع، بث التنظيم كلمة لـ أبي خليل إدريس، أمير المنطقة الغربية، رافضاً دعوة لوضع السلاح أطلقها مفتي التنظيم عاصم أبو حيان المعتقل لدى السلطات الجزائرية.


قائمة الحلقات