هل الذكريات تصنعنا أم نحن من يصنع الذكريات؟
مخمخة
هل الذكريات تصنعنا أم نحن من يصنع الذكريات؟
/

هل الذكريات تصنعنا أم نحن من يصنع الذكريات؟

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة  هل الذكريات التي تصنعنا أم نحن من يصنعها؟  نحن نتاج الذكريات و الصدمات النفسية في حياتنا لكن  هل نستطيع حذف الذكريات المؤلمة و التي لانرغب بها من ذاكرتنا؟ ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

هل الذكريات التي تصنعنا أم نحن من يصنعها؟
نحن نتاج الذكريات و الصدمات النفسية في حياتنا لكن  هل نستطيع حذف الذكريات المؤلمة و التي لانرغب بها من ذاكرتنا؟ و كيف نتعامل مع صدماتنا النفسية؟  و ما أسبابها و ماعلاماتها؟
كل هذه المحاور و اكثر ستسمعونها اليوم مع ضيفي الاخصائي و المعالج النفسي عباس الكامل

عباس الكامل أخصائي في علم النفس العيادي
ومعالج نفسي ديناميكي تكاملي.
وباحث دكتوراه

إعداد وتقديم: آميتس كراد⁣

نص الحلقة :

آميتس كراد : " هل نحنا الي بنصنع الذكريات ولا الذكريات يالي بتصنعنا ، الحياة البشرية هي خليط من الظروف و أحداث متعددة ومتقلبة بين النجاح والإنكسار ، السعادة والحزن ، الانتصار والظلم ، لكن كل هاي الأحداث بترسخ بذاكرتنا ذكرى تلو الأخرى  وكل ما كانت الذكريات مرتبطة بالعاطفة كل ما كان تفاعل الجسد أعلى مع الحدث كل ما ترسخت وانغرست الذكرى في داخلنا وكل ما احتفظ فيها عقلنا لكن المشكلة انه نحنا ما بنتحكم دائما في حفظ الذكريات او حذفها وخاصة الذكريات الأليمة يالي غالبا بنحاول الهروب منها وبنحاول دفنها وطمسها لكن الذاكرة سواء بالوعي أو بالاوعي في دماغتنا تحتفظ فيها وبسترجعها بين الحين والآخر ورغم الرغبة الشديدة في طمر ودفن الذكريات المؤلمة الا انها بتطاردنا نحنا لحتي تأدي في بعض الأحيان الى اضطرابات نفسية مثل الإكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو الرهاب أو القلق المزمن لكن مو بس هيك المعاناة من أي صدمة نفسية تجاه أي حدث في الماضي ممكن يجزء تفاصيل الحدث يالي صار أو تنسي هاي الذكرى اساسا لكن جسمك واللاوعي عندك ما بينسى لدرجة ممكن ترجع هاي الذكريات من خلال الكوابيس او من خلال رائحة متعلقة بنفس الذكرى فبيتعامل جسدك مع الذكرى وكأنه تكرار للحدث يالي صار بالماضي عبر آلام جسدية مختلفة : تشنج عضلات ، تسارع نبضات القلب ، صعوبة في التنفس ، شحوب الوجه والى آخره ، ومرحلة الطفولة هي أكتر مرحلة بحياة الانسان بيكون معرض من خلالها لإمتصاص الصدمات وتخزينها في العقل الباطن بس السؤال الأهم كيف أنا بدي أعرف الفرق إذا الذكريات يالي بتوجعني هي مجرد ذكريات ولا هي صدمات نفسية .

 

أعزائي مستمعي راديو الآن في بودكاست مخمخة أهلا وسهلا فيكم من أي مكان كنتوا عم تسمعونا انا معكم آميتس كراد بموضوع جديد عن سلوكياتنا البشرية والنفسية .

 

موضوع اليوم ممكن كتير ناس عم بتعاني منه لكن بتجهله وهو عن الصدمات النفسية ، كيف بدنا نعرف اذا نحنا متعرضين لصدمات نفسية ، شو الأسباب يالي بتأدي لصدمات نفسية وشو طريقة علاجها وليش نحنا كبشر بنضل نتذكر ونحتفظ بالذكريات المؤلمة أكتر بكتير من الذكريات المفرحة كل هاي المحاور اليوم راح نتحدث فيها مع ضيفي الأخصائي النفسي " عباس الكامل "

عباس الكامل هو أخصائي في علم النفس العيادي ومعالج نفسي ديناميكي تكاملي ، وباحث دكتوراه ، أستاذ عباس أهلا وسهلا معي شرفتني جدا في بودكاست مخمخة "

 

عباس الكامل : " أهلا وسهلا وشكرا على إستضافتي في هذا البودكسات ، حقيقة أحييكي على اهتماماتك بمواضيع الصحة النفسية و تناولها بشكل مبسط وعلمي طبعا من المهم ان تصل هذه المواضيع الي فيها عريضة من المجتمع لأهميتها في رفع مستوى الثقافة والوعي النفسي "

 

آميتس كراد : " شكرا ، أنا كمان أستاذ عباس ولكل شخص مثلك عم بيساهم في نشر التوعية الصحية النفسية يالي تعتبر هي جزء أساسي من بناء مجتمعيات صحية ، من بناء أسر صحية ، علاقات سليمة بين كل شخصين أو حتى علاقات العمل أو حتي على الصعيد الشخصي والفردي، فشكرا ألك كمان وكلامك شهادة أعتز فيها أستاذ عباس موضوع اليوم عن الصدمات النفسية بس بداية بدنا نعرف شو المعنى الدقيق للصدمات النفسية لحتى الشخص يقدر يعرف يفرق بين ذكريات عادية وبين الصدمة النفسية من الحدث ذاته "

 

عباس الكامل : " حينما نتحدث عن الصدمة النفسية يجب استحضار جانبين مهمين لتقييم الصدمة الجانب الأول وهو الحدث الخارجي أو الحدث الصدمي و نوعه وشدته ومدى تكراره ، أما الجانب الآخر هو الآثار المترتبة على هذا الحدث الصدمي ، الآثار يمكن أن تكون على المستوى الجسمي والنفسي والإنفعالي والإجتماعي أيضا ، من هذا المنطلق يمكن لنا تعريف الصدمة النفسية بما يحدثه الحدث الصدمي الخارجي من توتر انفعالي  على الفرد لدرجة ان جسمه و دماغه وعقله لا يتحمل التعامل مع هذا الحدث الصدمي أو بيعجز عن استيعابه عقليا ومعرفيا أو حتى يتكيف معه بطريقة فعالة "

 

آميتس كراد : " طيب أستاذ عباس امتى الأحداث بتتحول لصدمة نفسية عنيفة في الانسان ؟ ، شو الأسباب والعوامل يالي بتأدي للصدمات النفسية ؟ "

 

عباس الكامل : "  هناك أسباب وعوامل كثيرة حقيقة يمكن أن تحول موقف ما لصدمة نفسية ، تعرض لأي حدث سلبي يكون مهدد للحياة أو أي حدث يثير مشاعر التوتر الشديد و الحدث هذا سبب عدم استقرار نفسي وعقلي وانفعالي وفسيولوجي يمكن أن يكون سببا للصدمة النفسية .

 

الصدمات يمكن أن تكون بطبيعتها جسمية مثل حوادث السيارات التي تؤدي الى إعاقة جسمية ويمكن أن تكون بطبيعتها نفسية مثل وفاة شخص عزيز والغالي انها تجمع بينهما الاثنين وتسبب أيضا الألم النفسي والجسمي مثل الحوادث ، العنف ، التعذيب ، الاغتصاب .

بالمجمل لا يوجد اتفاق على أسباب ومصادر الصدمة النفسية لكن كتجربة انسانيه هناك اتفاق شبه عام أن بعض الأحداث تثير الصدمة مثل العنف والاعتداء والجريمة والتعرض لمرض مهدد للحياة ، وموت عزيز و الكوارث الطبيعية "

 

آميتس كراد  : " طيب شو هن أعراض وتأثيرات الصدمة النفسية ؟ ، يعين كيف الشخص بدوا يعرف حاله هو عنده صدمة نفسية أو لا  ؟ "

 

عباس الكامل  : " هناك عدد كبير جدا من الأعراض النفسية الي بتسبب معاناة لدي الشخص الذي تعرض للصدمة النفسية، أهم أعراض الي ممكن تصيب الشخص الذي تعرض لصدمة نفسية هو التيقظ الانفعالي ، hyperarousal

بمعنى أن الجهاز العصبي يعني بات حصول الحدث الصدمي يصبح أكثر تحسسا لأي منبه مرتبط بالصدمة و يصبح الجهاز العصبي يتفاعل مع هذا المنبه وكأن الصدمة يعني ، الحدث الصدمي حاضر بالتو وهذا حقيقة أكثر شئ مزعج للمصابين يعني ، تخيل لو أن حدث ما حصل من سنوات في هاي اللحظة انت تصبح مثل حبيس للذكرى حبيس لهذه الصدمة .

 

بالطبع للشي الي يترتب على التيقظ الانفعالي كثير من الأعراض المزعجة ، نذكر من هذه الأعراض مثلا مشاعر التوتر والقلق الشديد ، نوبات هلع متكررة ، تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز ، أيضا ينتاب الأشخاص مشاعر غصب شديدة وضعف بالتحكم بهذه المشاعر والانفعالات ، أيضا قد يحصل حساسية من الأصوات العالية ، صعوبة في النوم أو النوم المتقطع والنوم المصاحب بكوابيس كثيرة ، تقلبات سريعة بالمزاج ، أيضا من ضمن الأعراض المتكررة هو ظهور أحاسيس جسمية مزعجة للمصاب طبعا الجانب هذا غالبا بيكون مقلق للمصاب وبيستشيروا الأطباء وبيعملوا فحوصات كثيرة لكن في الأخير يعني ما تحصل أي نتيجة يعني ما يجدوا أي خلل عضوي حقيقي ممكن يفسر مثل هذه الأحاسيس الجسمية ، وبالتالي احنا نعرف من خلال خبرتنا العيادية وأيضا من خلال الأبحاث ان مثل هذه الأحاسيس نعزوها لآثار الصدمة والي يترتب عليها التيقظ الانفعالي الشديد وبسبب الآثار النفسية والانفعالية و البيولوجية المرتبطة بالصدمة التي تحاصر المصاب فالشخص هنا بيصير يكون مدفوعا بشكل لاإرادي لوقف هذا الخلل في التنظيم الانفعالي لكن الي بيحصل هو ان الشخص المصاب سيدور بحلقة مفرغة من المحاولات البائسة لوقف هذا الخلل أو وقف هذا الألم من خلال السلوكيات تحقق له الأمان مؤقتا والابتعاد عن فرصة وقوع الحدث الصادم مرة أخرى ، من هذه السلوكيات مثل الانسحاب من الحياة الإجتماعية وبالتالي انسحاب الشخص من الحياة الإجتماعية يقلل من فرص حصول الدعم النفسي و العاطفي من الآخرين وبذلك يعني تستمر اثار الصدمة لفترة طويلة جدا ، أيضا من ضمن المحاولات لتخفيف الصدمة هو حصول ما نسميه بالخدر الانفعالي أو الخدر العاطفي وهي عملية تلقائية يعني يحص في الجسم بحيث انه الجسم يصل الى مستوى لا يتحمل هذا الألم لا يتحمل مثل هذه المشاعر فيصيبها نوع من الخدر والانفصال بين المشاعر الي بيشعر فيها الشخص المصاب يعني في جسمه ، بقي على أن أوضح أن أغلب هذه الأعراض تحصصل على المستوى اللاواعي و هذه ردات الفعل الانفعالية والسلوكية غالبا هدفها حماية الذات و أيضا عدم حصول أو تكرار الصدمة مرة أخرى وبالتالي يحقق نوع من الحماية للشخص لكن للأسف يعني هذا الشي لا يتحقق وتظل مثل هذه الأعراض تتكرر في حياة المصاب وتزيد ألمه و الأفضل بالطبع في هذه المرحلة هو التوجه  لأخصائي نفسي متخصص في معالجة الصدمات من أجل يعني علاج هذه المشكلة بشكل علمي وفعال "

 

آميتس كراد  : " هلا فهمنا الأسباب وفهمنا كمان الأعراض بس بقي نعرف شو طريقة التعامل مع الصدمات النفسية ، هل هي دائما في حاجة علاج عند اخصائي ولا لا في طريقة معينة نحنا بذاتنا تقدر نتعامل معاها ونعالجها ؟ "

 

عباس الكامل  :  " الحقيقة المشاهدة هو أن الكثير من الأفراد المصابين بالصدمة يتكيفون معها يتكيفون مع الكرب والتوتر التالي للصدمة لكن يبقى نسبة يصعب عليها تجاوز هذا الشي وهنا يتدخل الطب النفسي والعلاج النفسي لمساعدة هؤلاء الأفراد قبل تدخل الطب النفسي والرعاية النفسية هناك مجموعة من النصائح والارشادات المفيدة لنسبة كبيرة لمن يمر بصدمة نفسية هذه النصائح عليها أدلة بحثية قوية وأثبتت فعاليتها في تخفيف التوتر التالي للصدمة ، النصيحة الأولى هي : الاعتماد على دائرة العلاقات الشخصية ، من المهم الاعتماد على دائرة العلاقات الشخصية من أجل الحصول على الدعم النفسي والدعم الاجتماعي بالطبع نقصد بالعلاقات الشخصية العائلة والأصدقاء وهم حقيقة مصدر مهم للتعافي من الصدمة من خلال التحدث معهم حول الحدث الصادم ، التحدث عن المشاعر المرتبطة بالصدمة طبعا من الجانب الآخر على العائلة والأصدقاء أن يظهروا أيضا التعاطف و التفاهم حول هذه المشاعر ، حول الذكريات المرتبطة بالصدمة ، أيضا من المهم أن دائرة العلاقات الشخصية أو على دائرة العلاقات الشخصية أن يوفروا الدعم الاجتماعي و المساعدة في تخفيف بعض التوتر اليومي وبعض المسؤوليات على الفرد المصاب بالصدمة وتخفيف بعض المسؤوليات عليه خلال هذه الفترة ، أما النصيحة الثانية وهي بالنسبة لي مهمة وصعبة بداية في التطبيق لكن كثير من الأبحاث اثبتت أن هذا الجانب مهم جدا في عملية التعافي من الصدمة ونقصد بالنصيحة الثانية هي معالجة المشاعر ومواجهة المشاعر وتفهم المشاعر ، هذا هو الجانب الصعب مثل ما ذكرت في التكيف مع الصدمة من خلالها تتم معالجة المشاعر من خلال المواجهة ومن خلال فهمها وفهم الأفكار المرتبطة بها وليس تجنب التفكير أو استخدام مواد كحولية او مخدرة او مهدئه من أجل تهدئة هذه المشاعر ، مواجهة المشاعر وفهم المشاعر مهم جدا أيضا في فهم القصة وراء خلال الحدث الصادم ، ايجاد المعنى وراء الحدث الصادم ، أيضا يساعد على التعاطف مع ذاتنا وفهم لماذا نتصرف بهذه الطريقة لماذا نشعر بهذه الطريقة لماذا يعني الألم مازال موجود في داخلنا ، من خلال هذا الفهم وخلال ربطها بالقصة بشكل واقعي وايجاد المعنى نجد انه بتساعد نسبة كبيرة جدا في التعافي من الصدمة ، النصيحة الثالثة وهي العودة الي الروتين اليومي الاعتيادي قبل حدوث الصدمة ، أيضا ممارسة الأنشطة الخاصة ، ممارسة الرياضة ، ممارسة المشي خاصة المشي السريع ، تمارين الاسترخاء أيضا مفيدة ، تمارين التأمل ، اليقظة الذهنية ، تظبيط أوقات النون تعديل أوقات النوم بحيث نضمن عدد ساعات كافية للنوم ، كل هذه السلوكيات مهمة جدا حتى نعود الى الوضع الطبيعي ما قبل الصدمة والمهم في كل ذلك هو العودة الى ما اعتدنا عليه سابقا قبل حصول الصدمة وهذا يساعدنا في التكيف و تقبل الصدمة بشكل أفضل وأيضا التقليل من آثار الصدمة علينا .

 

النصيحة الرابعة هي لا تستعجل النتائج  ، حقا لا تستعجل النتائج لأن التعافي من الصدمة هي عملية قد تطول وقد تقصر لكن من المهم التفاؤل بأن التغيرات التي تقوم به في حياتك من شأن ذلك يحدث فرق وتحسن في الحالة النفسية والجسمية مقارنة لو قمت بمعالجة مشاعرك بطريقة سلبية من خلال تجنب المشاعر من خلال تعاطي الكحول او المهدئات او العقاقير المخدرة  ، الأبحاث تؤكد أن هذه السلوكيات السلبية تعيق عملية التعافي من الصدمة وتعيق أيضا ما نسميه بالنمو ما بعد الصدمة و نمو ما بعد الصدمة هي حالة ايجابية يصل فيها الفرد بعد تعرضه للصدمة بحيث يصبح أكثر مرونة في التعامل مع الصعوبات الحياة اللاحقة والصدمات اللاحقة وأيضا النمو من خلال خلق رؤية واسعة ومرنة للحياة تحقق الكثير من المرونة وتحقق أيضا أصالة في فهم الذات وفهم الآخرين وفهم العالم بشكل خلاق وبشكل واقعي ، هذه أهم النصائح وهي فعالة بنسبة كبيرة للناس ولكن بالطبع هناك فروق فردية قد لا تعمل هذه النصائح جميعها او بعضها بسبب ظروف صعبة يعيشونها لذلك اللجوء الى رعاية طبية ونفسية مهم جدا في هذه الحالة "

 

آميتس كراد  : " أستاذ عباس كان في سؤال دائما بيخطر على بالي ،ليش الانسان بيحتفظ بالذكريات الأليمة وبيسترجعها اكتر بكتير من الذكريات المفرحة ، يعني بنلاقي الانسان غالبا حبيس للذكريات السلبية اكتر مو بس هيك انما لما بيسترجع الذكريات السلبية فبيشعر بنفس الدرجة من الألم والحزن التعاسة انما حتى لو اتذكر الذكريات المفرحة ممكن مع الأيام تقل وهج هاي الذكريات المفرحة مقارنة مع الذكريات السلبية "

 

عباس الكامل  : " هذا صحيح و هذه الظاهرة معروفة في علم النفس بأن الذكريات السلبية نتذكرها بسرعة وتبقي في ذاكرتنا لفترة طويلة جدا مقارنة بالذكريات والصور الايجابية ، تفسير هذه الظاهرة ان الذكريات السلبية هي ليست سلبية تماما بمعنى أن لها قيمة تساعدنا على التكيف بشكل أفضل ، تساعدنا أيضا على تجنب المخاطر الموجودة في البيئة بمعنى ان اذا واجهتنا او واجهنا موقف ما هذا الموقف كان سلبي فهيظل هذا الموقف في ذاكرتنا ويساعدنا في مراحل لاحقة بحيث نتجنب الموقف الصادم او هذا الموقف السلبي بحيث انه ما يتكرر مرة ثانية لذلك لها قيمة تكيفية ، قيمة تساعدنا على البقاء والتكيف بشكل أفضل هذا جانب ، الجانب الآخر بأن الذكريات السلبية خاصة الذكريات الصادمة منها تتخزن في الذاكرة بمستويات عميقة ومتعددة بمعنى انها تظل في جوانا في الجانب الواعي من الذاكرة وبنسميها بالذاكرة الصريحة وأيضا في الجانب اللاواعي من الذاكرة وبالذاكرة الضمنية ، فتخزينها بشكل عميق يجعلها تبقي لفترة طويلة مقارنة بالذكريات الايجابية "

 

آميتس كراد  : " هلا كنوع من العلاج او الحلول لإزالة الذكريات المؤلمة نهائيا من ذاكرة الانسان آخر الأخبار العلمية بتقول انه علماء الأعصاب بتغيير ذاكرة الفئران فماذا لو نجحوا أيضا على الانسان بمعنى يمحوا تماما كل الذكريات المؤلمة من ذاكرة الانسان فهل هذا هو الحل القادم ولا لا ، تعليم الفرد التعامل مع صدمات الحياة هو الحل الأفضل والآمن من اننا نمحي نهائيا كل الذكريات المؤلمة في دماغه "

 

عباس الكامل  : " هذا صحيح من خلال الاطلاع البسيط بهذا الموضوع علماء الأعصاب نجحوا بتغيير ذكريات الفئران ، الذكريات هاي تشكلت بالمختبر ومن خلال هندسة الروتين تم محو بعض هذه الذكريات ، لكن ذاكرة الانسان تعمل بشكل مختلف عن ذاكرة الفئران وهي أكثر تعقيدا وهناك عوامل كثيرة تؤثر على ذاكرة الانسان ، محو الذاكرة هي فكرة ليست بجديدة على علم النفس والعلاج النفسي بالعكس هي فكرة قديمة جدا ومعروف انه أول تقنية علاجية في العلاج النفسي والتنويم المغناطيسي ا و ما يسمى حديثا بالتنويم الايحائي ، هدف التنويم المغناطيسي هو محو الذكريات او اعادة تشكيل هاي الذكريات بشكل مختلف عن صورتها الحقيقية هذا جانب ، الجانب الثاني ان ذاكرة الانسان لا تعمل مثل ذاكرة المسجلة ، ذاكرة الانسان يحصل فيها دائما updating  يحصل فيها تغيرات كثيرة تحصل فيها تشوهات أيضا بمعنى أن الذاكرة الأولية لا تبقى كما هي بل يحصل أن صور وأفكار وتغيرات كثيرة تحصل وتغير المشهد بشكل كامل او بشكل كبير جدا ، من ناحية عيادية ومن ناحية علاجية اعتقد ان محو الذاكرة ليست فعالة كثيرا مع الصدمات لأن الاشكالية هي ليست بالصور الي بنذكرها على المستوى الواعي ومن خلال الذاكرة الصريحة ، مشكلة الصدمات هي الذاكرة الغير صريحة هي الأمور الي تأثر على اللاوعي وعلى الاستجابة الانفعالية في الجسم نفسه بمعنى ان الذكريات ممكن ننساها ممكن بشكل او بآخر ننساها حتى من خلال ميكانيزمات (آليات) الدفاع الي هي موجودة في الانسان بشكل طبيعي ، الذكريات السلبية نحاول بشكل او بآخر ان ننساها تماما وننجح كثير في هذا الموضوع لكن الاشكالية ان العواف والانفعالات المرتبطة بمثل هذه الذكريات تظل حبيسة في اجسامنا و تذكرنا بأي موقف مرتبط بالصدمة وهنا أيضا اشكالية كبيرة حقيقة اذا نسينا الصدمة وانفعالات الصدمة موجودة في اجسامنا وبالتالي لا يصبح لدينا الوعي حول سبب مثل هذا الانفعالات ونبدأ نفسرها بطريقة مشوهة او بطريقة يعني تدخلنا أيضا بتعقيدات أخرى كأمراض جسمية ، كنوبات قلق شديد ، كنوبات هلع لكن أساس مثل هذه الانفعالات هي ذكريات صدمية "

 

آميتس كراد  : " فقرة سؤال من متابع ، سؤال اليوم من صبية بتقول تعرضت للإغتصاب من قبل أخي ولهلا مخبية الموضوع عن الكل وها الشي خلاني اخاف على بنتي في اي مكان مع رجل حتى اني اتركها مع اخوها الصغير طبعا للأسف هيك سؤال حساس بيوصلني بكثرة وما انه الأول و للأسف حتى هاي المواضيع مهمشة ومخباية في مجتمعاتنا ما بتنعمل عليها احصائيات ما بيتم معالجة الصحايا ما بيتم التعامل معاهم لأنه لسه ثقافة التعامل مع الضحية موجودة عندنا كأنها المذنبة ممكن أصلا تتعرض للعقاب بدال الاحتواء فأستاذ عباس من خلال اختصاصك في العلاج العيادي شو الحل لهيك سؤال ؟ "

 

عباس الكامل  : " بالطبع تحتاج الفتاة الي تقييم طبي ورعاية طبية ومن المهم أيضا التقييم النفسي والرعاية النفسية و تدخل علاجي نفسي متخصص في علاج آثار الصدمات الجنسية و للأسف المصابين  او الذين تعرضوا لصدمات جنسية آثار هذه الصدمات تبقي لفترة طويلة من حياتهم لذلك ارى من المهم التدخل السريع ومعالجة هاي الآثار ونتمنى لها الصحة والسلامة "

 

آميتس كراد : " يعني بهيك وضع ممكن غالبا الضحية ما تلاقي مساعدة من الآخرين ويمكن أصلا ينطلب منها التكتم على الموضوع في حالة الأهل عرفوا ، مشكلة  الأهالي عندهم ثقافة التعامل مع ضحية ناجية من اغتصاب جنسي وخاصة من المقربين منها مثل الأخ ، الأب ، العم، الخال ، للضحايا ارجوكم انتوا حاولوا تلاقوا مساعدة نفسية من قبل اخصائيين وفي حال كان الموضوع لسه مستمر الجأوا للسلطات الجأوا لأي قانون ما تخافوا وما تخجلوا من الشي الي صار معكم لأنه هاد مو ذنبكم انما ذنب مرتكب الجريمة الي لازم يتحاسب فبتمنى السلام والأمان لكل اناث العالم ولكل البشر عامة وشكرا كتير أستاذ عباس لتواجدك اليوم معنا وبنتمنى نكون قدمنا معلومات مفيدة وغنية للمستمعين وفي حال كان عندكم أسئلة بتحبوا نجاوب عليها مع الأخصائيين فما تترددوا بإرسال سؤالكم عبر انستجرام راديو الآن او عبر صفحتي الشخصية وشكرا لحسن الاستماع ودمتم بأمان الله والى اللقاء في  موضوع جديد في الاسبوع القادم


قائمة الحلقات

  • صحتنا النفسية و مشاكلها تحتاج لمخمخة
    ليلى العوف

    صحتنا النفسية و مشاكلها تحتاج لمخمخة

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة بحسب تحذيرات العلماء و منظمة الصحة العالمية فإن الاكتئاب سيكون أكثر الأمراض انتشاراً و مسبباً الموت للبشر بحلول عام 2030 لذلك قدمنا التوعية النفسية على مدار 11 موضوع ...

  • أتحب نفسك حقاً؟ أم تعاني من جرح نرجسي؟
    ليلى العوف

    أتحب نفسك حقاً؟ أم تعاني من جرح نرجسي؟

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة كثيراً ما نسمع عن حب الذات و أهميته في حياتنا. لكن كثيراً ما يخلط الناس أيضاً بين حب الذات و بين النرجسية و الأنانية فما الفرق بين حب الذات و ...

  • حقائق و خرافات العلاقات العاطفية
    ليلى العوف

    حقائق و خرافات العلاقات العاطفية

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة الحب ليس مجرد مشاعر إنما ثقافة سلوك و تعامل. فما هي علامات العلاقات الصحية و العلاقات السامة؟ ما هي الأخطاء التي نمارسها بدون  وعي في العلاقات؟ و وما ...

  • هل الذكريات تصنعنا أم نحن من يصنع الذكريات؟
    ليلى العوف

    هل الذكريات تصنعنا أم نحن من يصنع الذكريات؟

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة  هل الذكريات التي تصنعنا أم نحن من يصنعها؟  نحن نتاج الذكريات و الصدمات النفسية في حياتنا لكن  هل نستطيع حذف الذكريات المؤلمة و التي لانرغب بها من ذاكرتنا؟ ...

  • كلماتك قد تهدم المراهق أو تبنيه
    ليلى العوف

    كلماتك قد تهدم المراهق أو تبنيه

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة مابين الهدم والبناء يقف المراهق، و كلماتك فقط قد تدفعه للسقوط او تساعده في البناء. فكيف ذلك؟ و كيف يعيد المراهق بناء ذاته؟ متى يستعد للزواج؟ و كيف ...

  • ما يحدث في جسد و عقل المراهقين
    ليلى العوف

    ما يحدث في جسد و عقل المراهقين

    راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة المراهقة ليست مجرد مرحلة عمرية، إنما مرحلة إنتقالية وتكوينية للإنسان. ترافقها الكثير من التغيرات البدنية والعاطفية والنفسية التي تجعل المراهقين عرضة لمشاكل نفسية. فماذا يحدث في أجسامنا في ...