سارة نتنياهو هي زوجة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين
أكدت القناة الـ13 الإسرائيلية أن إقالة وزير دفاع إسرائيل يوآف غالانت كان من المفترض أن تتم، لكن سارة زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تحسم موقفها بعد من أهلية غدعون ساعر لخلافة غالانت.
وتحدثت القناة الـ13 عن خشية داخل حكومة بنيامين نتنياهو من أن ترد الولايات المتحدة على إقالة غالانت بعدم دعم إسرائيل في مواجهة الجنائية الدولية.
فيما نقلت صحيفة هآرتس عن دبلوماسي أوروبي قوله إن يوآف غالانت “الوحيد الذي يمكن الوثوق بكلمته” بعد مغادرة بيني غانتس وغادي آيزنكوت حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال الدبلوماسي “نعمل بلا كلل من أجل صفقة تبادل، وسيكون محبطا أن نعمل مع وزير دفاع إسرائيلي يعارضها”.
وأضاف “غالانت يدرك أنه إذا بدأت إسرائيل حرباً مع لبنان فلا يمكن التنبؤ إن كانت ستنتهي سريعا”.
في المقابل، نقلت هآرتس عن مصدر في الإدارة الأمريكية قوله إن واشنطن ستجد “طريقة للتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الدفاع في إسرائيل”، وأشار إلى أن غدعون ساعر لن يتمتع بنفس العلاقة الوثيقة مع واشنطن التي تمتع بها غالانت.
تحكم في الظل
تتربع سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عرش دوائر صناعة القرار داخل إسرائيل، ولو في الظل.
وفيما يرتبط اسم سارة نتنياهو بعدد من القضايا المتعلقة باستغلال المال العام، وتلقي الهدايا وانتهاك حقوق العمال وهي قضايا مثلت للتحقيق في عديد منها، فإنها تتحكم بقرارات زوجها السياسية، إذ تعمل بوصفها أقرب مستشارة له. وتتعرض لانتقادات؛ بسبب انشغالها بأمور سياسية منذ اندلاع حرب غزة.
سارة نتنياهو.. بين الصحافة وعلم النفس
سارة هي ابنة شموئيل أرتزي، وُلدت في شمال إسرائيل، وتحديداً في بلدة كريات طبعون بالقرب من حيفا. تعلّمت سارة في المدرسة الثانوية غرينبرغ في كريات طبعون، ثم عملت في وقت لاحق مراسلةً لصحفية معاريف، وهي أسبوعية إسرائيلية لها انتشار واسع بين الشباب.
عملت سارة في الجيش الإسرائيلي معدةً نفسيةً، ثم عملت في قسم العلوم السلوكية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان. حصلت على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة تل أبيب عام 1984، ثم درجة الماجستير من الجامعة العبرية في القدس عام 1996.
كما عملت مقيمةً ومُعدةً نفسيةً، حيث اهتمت بالأطفال الموهوبين في معهد تشجيع الشباب على الإبداع والتميز برئاسة الدكتور إريكا لانداو، الذي كان يعمل في مركز لإعادة التأهيل تابع لوزارة العمل. عملت في وقت لاحق من مسيرتها المهنية مضيفة طيران.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز، التقى نتنياهو وسارة في عام 1988 خلال وجود في مطار شيفول بأمستردام. كانت تبلغ من العمر 30 عاماً وتعمل مضيفة طيران، بينما كان عمره 39 عاماً، وكان يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي.
تواعدا عدة مرات، ولكن وفقاً لبن كاسبيت في كتابه “سنوات نتنياهو”، لم يكن هناك توافق بينهما. وبعد فترة وجيزة أخبر نتنياهو أصدقاءه عن انفصالهما.
لكنهما التقيا مجدداً في عام 1991. وتزوجا في شهر مارس من ذلك العام في منزل والديه في القدس، وباتت سارة التي بدت حاملاً بشكل واضح في ذلك الوقت الزوجة الثالثة لنتنياهو.
خيانة ولّدت عقداً
بعد الزواج بعامين، صدم نتنياهو العالم عندما ظهر على الهواء واعترف بخيانة زوجته سارة. وبحسب نيويورك تايمز ظهرت تقارير في الصحافة الإسرائيلية عقب اعترافه، حول شائعات مفادها بأن سارة وافقت على البقاء معه فقط بعد أن جعلته يوقّع على نوع من الاتفاق السري الذي ينص على أنه لا يستطيع الاتصال بنساء أخريات من دون علمها، ولا يمكنه الذهاب إلى أي مكان من دونها. كما أنها تدخلت في عمله.
وكتب بن كاسبيت في كتابه: “قال لي المساعد الكبير السابق لنتنياهو: كان هدفنا كله هو بناء حائط دفاع حول بيبي لحمايته من جنون سارة والسماح له بالقيام بعمله”.
وأضاف بن كاسبيت: “الصورة التي تظهر من مثل هذه القصص هي لامرأة محتقرة وغاضبة. وعلى مر السنين وبسبب عديد من الدعاوى القضائية يبدو أن هذه الصورة تثبت صحتها”.
ووفق “نيويورك تايمز”، في عام 2021، انتشر مقطع فيديو غير عادي في إسرائيل لرجل يدعى ديفيد أرتزي، النائب السابق لرئيس شركة صناعات الطيران الإسرائيلية. التقى أرتزي مع ديفيد شيمرون، ابن عم نتنياهو الذي كان آنذاك محاميه الخاص في عام 1999، والذي أطلعه على عمله مع نتنياهو.
ووفق الصحيفة “فتح شيمرون حقيبته وأخرج العقد الذي كان قد أبرمه بين سارة ونتنياهو، كان طول التقرير 15 صفحة”، ووفقاً لأرتزي، فقد “تضمن بنداً بأنه لن تكون لدى نتنياهو بطاقات ائتمان، وسارة فقط مَن ستملكها، وأنه إذا احتاج إلى المال فستعطيه إياه نقداً”.
وقال أرتزي إن العقد حدد أيضاً حق النقض الذي تتمتع به سارة على التعيينات، بمَن في ذلك رؤساء أركان الجيش والشاباك والموساد.
في حين نفى شيمرون رواية أرتزي، ورفع دعوى قضائية ضده منذ ذلك الحين بتهمة التشهير. وفي شهادتها في وقت سابق من هذا العام، قالت سارة نتنياهو إن هذا الاتفاق غير موجود. ووصف نتنياهو رواية أرتزي بأنها كذبة فادحة.
نتنياهو يكذّب الادعاءات
لاحقاً شهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة أمام المحكمة بأنه لا يوجد عقد سري بينهما يمنح شريكة رئيس الوزراء الحق في المشاركة في التعيينات السياسية والمهنية.
وحضر نتنياهو وزوجته إلى محكمة الصلح في ريشون لتسيون كشهود في دعوى تشهير رفعها ابن عم رئيس الوزراء الثاني ومحاميه السابق ديفيد شيمرون.
وقد رفع شيمرون دعوى قضائية ضد مسؤول سابق في صناعة الدفاع ورئيس معهد التصدير السابق ديفيد أرتزي، الذي زعم أن شيمرون صاغ “اتفاقية سرية” من 15 صفحة في التسعينيات بين نتنياهو وزوجته، ومنحها سيطرة شاملة على جوانب أساسية من الشؤون الوطنية، بما في ذلك حق النقض على التعيينات العليا والحق في المشاركة في المداولات الأمنية.
ونفى شيمرون ونتنياهو الاتهامات، ورفع شيمرون دعوى التشهير ضد أرتزي بمبلغ 425 ألف شيكل (121 ألف دولار) في مارس/آذار 2021.
وقال نتنياهو يوم الاثنين إن زوجته ليس لديها إمكانية الوصول إلى أسرار الدولة فحسب، بل إنها لا تعرف حتى ما كان يفعله أثناء خدمته العسكرية عندما كان عضوا في وحدة الكوماندوز النخبة “ساييرت ماتكال”.
وقال رئيس الوزراء عن العقد المزعوم: “إنها كذبة كبيرة”. وبرر اصطحاب زوجته له في رحلات إلى الخارج، قائلاً إن ذلك يرجع إلى “علاقتهما الرائعة”، ورفض أي تلميح محتمل إلى أن هذا يرجع إلى الاتفاق المزعوم بينهما.