البيت الأبيض: لا مؤشرات على استعداد روسيا لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا
أكدت الولايات المتحدة الأربعاء، أنها لم ترصد أي مؤشرات على إمكان استخدام روسيا أسلحة نووية في أوكرانيا، وذلك بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين استعداده لنشرها بحال تعرضّت سيادة موسكو للتهديد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن الخطاب الروسي بشأن الأسلحة النووية “متهور” منذ غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وأضافت ردا على سؤال بشأن تعليقات بوتين “لم نرَ أي أسباب تدفعنا لتعديل وضعنا النووي، ولا أي مؤشر على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا”، وذلك ردا على سؤال لصحافيين بشأن تصريحات بوتين.
ورجحت جان-بيار في تصريحات للصحافيين المسافرين مع الرئيس جو بايدن في زيارة انتخابية إلى ميلووكي، أن بوتين كان “يعيد ذكر العقيدة النووية الروسية” بعد أن سُئل خلال مقابلة حول استخدام الأسلحة.
وتابعت “مع ذلك، كان الخطاب النووي الروسي متهورا وغير مسؤول طوال هذا النزاع”.
وكررت أن “روسيا هي التي غزت أوكرانيا بوحشية دون استفزاز أو مبرر، وسنواصل دعم أوكرانيا في دفاعها عن شعبها وأراضيها من العدوان الروسي”.
,أشاد بوتين الأربعاء بترسانة موسكو النووية وحذر من أنه مستعد لنشر الأسلحة إذا تعرضت سيادة روسيا للتهديد.
ويتفاخر الكرملين بقوة موسكو النووية منذ شنّ الهجوم قبل عامين في أوكرانيا. وتأتي تصريحات بوتين الأخيرة قبل أيام من الانتخابات الروسية التي يبدو أنها ستمنحه ست سنوات أخرى في السلطة.
وكان بايدن أعلن الثلاثاء عن أسلحة جديدة بقيمة 300 مليون دولار لدعم أوكرانيا بعد المكاسب الروسية الأخيرة، بينما يتواصل في الكونغرس الأمريكي تعطيل حزمة مساعدات جديدة ضخمة.
وثائق سرية
وفي السياق، تمكّن قراصنة من الاستيلاء على وثائق سرية يُزعم أنها موجهة لمكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتحدث عن استعدادات لحرب عالمية ثالثة.
ووفقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن هذه الوثائق التي وصفتها بـ”الحكومية”، ولم تؤكدها موسكو أو تنفيها، تشير إلى أن “فلاديمير بوتين يستعد لشن حرب عالمية ثالثة”.
وقال مركز المقاومة الوطنية الأوكراني إن “قراصنة اعترضوا الوثائق عبر البريد الإلكتروني، وهي تحدد خطة من خمس خطوات سيتم طرحها بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الأسبوع المقبل”، وذلك وفق ما نقلته الصحيفة.
وفي رسالة يُعتقد أنها موجهة إلى بوتين، اقترح فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما (البرلمان)، سياسات لولاية بوتين المقبلة “من شأنها أن تغرق أوروبا على الأرجح في الحرب”.
وتكشف الوثيقة عن خمس أفكار رئيسة، تتمثل في “تأميم الصناعات الرئيسة، والزيادة الهائلة في الرقابة، وسحق المعارضة، والتخلص التام من التغريب في روسيا، وتصدير الفوضى إلى مختلف أنحاء أوروبا”.
وقد جاء في نص الرسالة: “بعد انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسقوط نظام كييف، فإن المواجهة بين روسيا والغرب لن تتوقف، بل ستشتد”.
وانتقدت الوثيقة أيضاً معاهدة بريست ليتوفسك “المخزية”، وهي معاهدة السلام الموقعة عام 1918 بين روسيا السوفياتية والقوى المركزية، والتي أنهت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى.
وبموجب شروطها، فقدت روسيا السيطرة على أوكرانيا، وبولندا، وبيلاروسيا، ومقاطعات البلطيق؛ الآن ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، ومقاطعتي كارس وباتوم في القوقاز.
كما شدّدت الرسالة على “ضرورة إلغاء المعاهدة”، الأمر الذي قد يعرّض تلك الدول للخطر.
وكان قد تحدث بوتين في مقابلة مع الوكالة والتلفزيون الرسمي أنه “إذا قامت الولايات المتحدة بإجراء تجارب نووية فإن روسيا قد تفعل الشيء نفسه”، مشدداً بالقول: “مستعدون لاستخدام الأسلحة النووية في حال وجود أي تهديد لروسيا”.
وأضاف قائلاً أن “روسيا مستعدة من الناحية العسكرية والفنية لحرب نووية، لكن ليس كل شيء يدفع باتجاهها في الوقت الحالي”.
وفي رده على سؤال بشأن “اتفاق شرف” مع الغرب، قال بوتين إن “روسيا لا تثق في أحد وتريد ضمانات موقعة”.