صيادون يبنون أقدم “جدار حجري” للحيوانات في ألمانيا

اكتشف باحثون من جامعة كيل في ألمانيا، جداراً حجرياً في بحر البلطيق، قبالة سواحل ألمانيا، يُعتقد أن عمره حوالي 11 ألف عام.

ويعود تاريخ هذا الجدار الذي يمتد لمسافة كيلو متر تقريباً، إلى العصر الجليدي الأخير، ويقع على عمق 21 متراً تحت الماء وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات شرق ريريك بألمانيا، في خليج مكلنبورغ.

وفقاً للجيولوجيين، شُيد هذا الجدار لصيد حيوانات الرنة والتي كانت من الأنواع الشائعة في ذلك الجزء من أوروبا في ذلك الوقت.

وإذا تم تأكيد التحقيقات الأولية، فسيكون هذا الاكتشاف أقدم هياكل الصيد التي تم اكتشافها في بحر البلطيق، الذي تحيط به الدنمارك وألمانيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وفنلندا والسويد.

رُصد الجدار، بالصدفة عندما قام علماء بتشغيل نظام سونار متعدد الاتجاهات من سفينة بحثية في رحلة طلابية على بعد حوالي 10 كيلومترات (ستة أميال) في عرض البحر.

كشف فحص دقيق للهيكل، الذي أطلق عليه اسم “جدار بلينكر”، عن حوالي 1400 حجر أصغر يبدو أنها وضعت لربط ما يقرب من 300 صخرة أكبر، والعديد منها مغطى بالطحالب.

اكتشاف جدار حجري عمره 11 ألف عام.. ما سر تشييده؟

الجدار الغاطس، الذي يُوصف بأنه “اكتشاف مثير”، مغطى بـ 21 مترًا من الماء، لكن يعتقد الباحثون أنه تم بناؤه من قبل صيادي القوت على اليابسة بجوار بحيرة أو مستنقع منذ أكثر من 10000 عام.

في حين يصعب إثبات الغرض من الجدار، يشتبه العلماء في أنه كان بمثابة ممر قيادة للصيادين في مطاردة قطعان من الرنة (حيوان الشمال).

وقال جاكوب جيرسين، عالم جيولوجيا البحر في معهد لايبنيتس لأبحاث بحر البلطيق في فارنمونده، وهي بلدة ميناء ألمانية على ساحل البلطيق “عندما تطارد الحيوانات، تتبع هذه الهياكل، ولا تحاول القفز فوقها”.

وأضاف: “الفكرة هي إنشاء عنق زجاجة صناعي بجدار ثان أو بشاطئ البحيرة”.

وقد يكون جدار ثانٍ يمتد على طول جدار بلينكر مدفونًا في رواسب قاع البحر، كما يكتب الباحثون في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

بدلاً من ذلك، ربما يكون الجدار قد أجبر الحيوانات على الدخول إلى البحيرة القريبة، مما أدى إلى إبطائها وجعلها فريسة سهلة للبشر المتربصين في الزوارق المسلحة بالرماح أو الأقواس والسهام.

اكتشاف جدار حجري عمره 11 ألف عام.. ما سر تشييده؟

بناءً على حجم وشكل الجدار الذي يبلغ طوله 971 مترًا، يرى جيرسين وزملاؤه أنه من غير المحتمل أن يكون قد تشكل من خلال عمليات طبيعية، مثل تسونامي ضخم يحرك الأحجار في مكانها، أو الأحجار التي خلفها نهر جليدي متحرك.

تتغير زاوية الجدار، الذي يقل ارتفاعه عن متر في الغالب، عند مقابلة الصخور الأكبر، مما يشير إلى أن أكوام الأحجار الأصغر قد تم وضعها عمداً لربطها. ويُعتقد أن أحجار الجدار تزن إجمالاً أكثر من 142 طناً.

إذا كان الجدار ممر صيد قديمًا، فمن المحتمل أنه تم بناؤه منذ أكثر من 10000 عام وغمر بمستويات مياه البحر الصاعدة منذ حوالي 8500 عام.

وقال الباحثون: “هذا يضع جدار بلينكر في نطاق أقدم الأمثلة المعروفة للهياكل المخصصة للصيد في العالم، وربما يجعله أقدم هيكل ضخم من صنع الإنسان في أوروبا”.