الغموض يكتنف قصة اختفاء نانسي إنج في غواتيمالا

كثيراً ما تحدث حوادث غرق سواء في المسابح أو البحار والبحيرات بمختلف أنحاء العالم، ولكن حادثة الغرق هذه المرة تختلف تماماً عن نظيراتها، فلم تكن مجرد واقعة لشخص غرق في المياه وانتهت حياته عند هذا الحد، بل أصبحت قضية رأي عام يتحدث عنها الجميع في كل مكان، فمن هي نانسي بطلة قصتنا المفقودة؟ وما الذي حدث معها بالضبط؟

نانسي إنج فتاة أمريكية عمرها 29 سنة، تحب الحياة كثيراً وتعشق المغامرات، بهذه الطريقة وصفها أهلها وكل من عرفها، تحب ممارسة الرياضات كالتزلج واليوغا، ولكن كما تقول المقولة “ومن الحب ما قتل”، فَما تسبب في اختفاء نانسي هو حبها لليوغا!

ففي عام 2023 نظم مدرب اليوغا الخاص بها رحلة تأملية إلى بحيرة أتيتلان في جزيرة غواتيمالا المعروفة بجمالها والتي يتم فيها ممارسة مختلف الرياضات كالسباحة والتأمل والتجديف وكان هدف الرحلة الابتعاد عن التكنولوجيا والتواصل مع الطبيعة، حيث يتعين على كل المشاركين إغلاق هواتفهم، وبالفعل ذهبت نانسي للرحلة وكان من المفترض أن تمتد الرحلة لأسبوع تقريباً من 15 إلى 22 أكتوبر، وعند وصولها والمجموعة للفندق أرسلت نانسي رسالة لعائلتها بأن هاتفها سيكون خارج الخدمة لمدة أسبوع أي ستغلق هاتفها والإنترنت طيلة هذه الفترة كون الرحلة تتطلب ذلك، وكان هذا آخر تواصل لها مع عائلتها.

سر اختفاء فتاة في بحيرة أتيتلان في غواتيمالا

ولا توجد معلومات حول أول أيام الرحلة، لكن في صباح اليوم الخامس بتاريخ 19 أكتوبر استأجر المشاركون بالرحلة جميعهم قوارب للتجديف في البحيرة “بحيرة أتيتلان”، ولكل شخص قاربه الخاص، وكانوا 10 أشخاص، وقبل انطلاقهم صوّر أحد من الفريق مقطع فيديو ونشره، والمفترض أنه بعدما انتهت رحلتهم المائية عادوا وسلّم كل واحد منهم قاربه للمكتب، وذهبوا للفندق ومر اليوم بسلام.

لكن هذه الغريب أنه في صباح اليوم التالي الموافق 20 أكتوبر، قامت إلين صاحبة مكتب القوارب بالاتصال بالفندق الذي يمكث فيه الفريق للتحدث مع المدرب من أجل أن يدفع المبلغ المتبقي عليه، لأن القوارب التي تم استئجارها أمس كان عددهم 10 ولكن المكتب تسلم 9 قوارب فقط، كانت المفاجأة أن المجموعة بأكملها جمعت أغراضها وغادرت الفندق!

وحسب إلين فإن القوارب التي وصلت في البدايةً كانت 8 وشاهدت قاربان يأتيان من بعيد وتوقعت بأن يسلموهم فاطمئنت وقتها، ولكن وصلت الفتاة الأولى التي كان يبدو عليها التوتر وهي “كريستين” وسلّمت قاربها، أما الثانية وهي “نانسي” بطلة قصتنا لم تصل…..

ومنذ ذلك اليوم لا تزال نانسي مختفية، ورغم مرور عدة أشهر على الحادثة والاستعانة بأشهر فرق البحث والتفتيش مثل “بلاك وولف” واهتمام الـFBI  مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي بالقضية إلا أنه لم يتم إيجاد أثر لنانسي ليومنا هذا، أما عائلتها فتسعى بكافة الطرق للعثور عليها ولم تفقد الأمل أبداً.

لكن المثير في قصة نانسي أن هناك شخص اتصل بوالد نانسي وقال له أن نانسي لن تعود مرة أخرى وستبقى بالجزيرة، واستغربت العائلة لماذا لم تتصل هي وتخبرهم، وحاول جوناثان ونيك إخوة نانسي الاتصال بالرقم مرة أخرى ولكن لم يجيب أحد.

سر اختفاء فتاة في بحيرة أتيتلان في غواتيمالا

الشرطة في غواتيمالا أبلغت العائلة بأن نانسي مفقودة، وحاولوا البحث بغرفة نانسي بالفندق لكنها كانت مقلوبة رأسا على عقب وقالوا إنها تعرضت للنهب ولكن لم يتم معرفة ما تم سرقته.

وبعد 3 أسابيع من بداية البحث حدث تطور بالموضوع، فقد وصل بريد إلكتروني من مكتب المدعي العام للعائلة يقول بأن أحد الشهود قام بإدلاء شهادته وهي كريستين التي كانت موجودة مع ناسي وقت اختفائها والتي قالت بأنها كانت تتحدث وتدردش مع نانسي قبل اختفائها وبينما هم يتكلمون لاحظوا بأن المياه أصبح لونها أغمق وصعب التجديف فيها بسبب الجو غالبا، وعندما وصلوا لنقطة معينة قالت نانسي بأنها تود القفز في المياه والسباحة ولكن كريستين نبهتها نظرا للمياه وصعوبة الجو ولكن فجأة وقبل أن تكمل كلامها قفزت نانسي لتسبح، وكانت هناك أمواج لذا قامت كريستين بإمساك قارب نانسي وانتظرتها لتخرج كي لا ينجرف قاربها وأخذت تناديها ولكن لم تجيب لذا عادت بعد فترة من الوقت ونانسي بقيت مختفية.

المستغرب في القصة أن كريستين لم تصرح بما حدث منذ البداية، وبررت بأنها كانت تعاني من صدمة ما بعد الحادث كما أنها كانت خائفة من التصريح حتى لا يتهمها أحد ويظن أنها قامت عمدا بإغراقها وما إلى ذلك.

وهناك نظريات تقول إن نانسي كانت تعرف شيئا أو اكتشفت شيئا خطيرا حول المجموعة التي سافرت معها وأرادوا التخلص منها عن طريق كريستين.

لكن يظل التساؤل المهم من الذي اتصل بالأهل يوم اختفاء نانسي وأخبرهم بأنها لن تعود؟؟؟