قطر أعلنت أنها تلقت الرد من حماس ولم تخض في تفاصيلها
أعلنت قطر، أحد الوسطاء الرئيسيين بين حماس وإسرائيل، أنها تسلّمت رداً “إيجابياً” بشأن مقترح هدنة يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة، وذلك في خضم جولة يجريها وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة.
وعشية دخول الحرب شهرها الخامس، يتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 107 قتلى خلال 24 ساعة. وطال القصف الاسرائيلي منطقتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في العاصمة الدوحة “تلقينا رداً من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي”.
وقال آل ثاني إنه “متفائل” لكنه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظراً إلى “الظروف الحساسة”.
وأكدت حماس من جهتها، أنها سلّمت ردها على المقترح إلى مصر وقطر.
وقال بلينكن الذي يقوم بجولته الخامسة في الشرق الأوسط إنه سيناقش الاقتراح الأربعاء في إسرائيل.
في الأسبوع الماضي أفاد مصدر في حماس بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
وتبلور المقترح في نهاية كانون الثاني/يناير في باريس حيث اجتمع الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون.
“عمل كثير يتعيّن القيام به”
أتاحت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إدخال مساعدات إلى القطاع وإطلاق سراح 105 رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
وزار بلينكن في جولته السعودية ومصر وقطر. وهو سيزور إسرائيل الأربعاء ومن ثم الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967 حيث مقر السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
في الدوحة قال بلينكن “لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري بالفعل، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه”.
واعتبر أن المقترح يفتح الأفق أمام “تهدئة طويلة الأمد” وأمام “الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات” إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية “كارثية” وفق الأمم المتحدة، وقد شدد على أن هذا الأمر “سيكون مفيدا للجميع”.
إلا أن حماس تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة، فيما تشدّد إسرائيل على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد “القضاء” على حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.
“آخر معقل لحماس”
وبموازاة المساعي الدبلوماسية والمحادثات، تتواصل الضربات الإسرائيلية في غزة وخصوصا خان يونس ورفح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض “معارك عن قرب” في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة. وتقول إسرائيل إنّ عناصر حماس أعدّوا في خان يونس لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر غير المسبوق على أراضيها، وبأنّ كبار مسؤولي حماس يختبئون في المدينة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة الثلاثاء مقتل ستة من عناصر الشرطة في قصف إسرائيلي على مركبة في مدينة رفح (جنوب) فيما اكد شهود عيان أنهم كانوا يؤمنون شاحنة مساعدات.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1,3 ملايين نازح، أي خمسة أضعاف عدد سكانها الاصليين، من أصل عدد سكان غزة البالغ 2,5 مليون نسمة، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الإثنين من أن الجيش “سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد (…) حتى آخر معقل لحماس، أي رفح”.