مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن
نفت إيران الاثنين ضلوعها في هجوم بطائرة مُسيّرة أودى بحياة ثلاثة جنود أمريكيّين في الأردن، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجيّة نقلته وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا).
ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله إنّ “هذه الاتّهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة”، وذلك تعقيبا منه على بيان لوزير الخارجيّة البريطاني ديفيد كاميرون دعا فيه طهران إلى “وقف التصعيد”.
وقُتل ثلاثة من عناصر الجيش الأمريكي الأحد وأصيب 34 آخرون على الأقل في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن حمّل الرئيس جو بايدن مسؤوليّته إلى فصائل مدعومة من إيران، متوعّدًا بالردّ.
وهذه المرّة الأولى التي يُقتل فيها عسكريّون أمريكيّون بنيران مُعادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزّة.
ويُفاقم الهجوم التوتّرات في المنطقة ويغذّي المخاوف من توسّع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران في شكل مباشر.
وقال بايدن في بيان “بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أنّ جماعات مسلّحة متطرّفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفّذته”.
وقالت حركة حماس على لسان القيادي سامي أبو زهري إنّ مقتل الجنود يُظهر أنّ دعم واشنطن لإسرائيل قد يضعها على خلاف مع العالم الإسلامي بكامله إذا استمرّت الحرب في غزّة وقد يؤدّي ذلك إلى “تفجير كلّ الأوضاع في المنطقة”.
وتابع بايدن “سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يُساوِرَنّكُم شكّ في أنّنا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها”.
وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن بحث في التطوّرات الأحد مع نائبته كامالا هاريس ووزيري الخارجيّة والدفاع ورئيس السي آي إيه.
وأعلنت القيادة العسكريّة المركزيّة الأمريكيّة أن عدد جرحى الهجوم الذي وقع قرب الحدود السوريّة بلغ 34 عسكريًّا أمريكيًّا أجلي ثمانية منهم خارج الأردن، وقالت إنّ هويات القتلى ستُحجَب إلى حين إخطار عائلاتهم.
وقالت القيادة المركزيّة الأمريكيّة في بيان إنّ نحو 350 عسكريًّا من سلاحَي البرّ والجوّ الأمريكيَّيْن ينتشرون في القاعدة، وينفّذون عددًا من مهمّات الدعم الأساسيّة، بما في ذلك دعم قوّات التحالف ضدّ تنظيم داعش.
وقال أبو زهري إنّ الهجوم “رسالة للإدارة الأمريكيّة بأنّه ما لم يتوقّف قتل الأبرياء في غزة فإنّ عليها أن تكون في مواجهة الأمّة جمعاء”. وأضاف “استمرار العدوان الأمريكي الصهيوني على غزّة كفيل بتفجير كلّ الأوضاع في المنطقة”.
إدانات واسعة
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن شعوره بالـ”غضب والحزن العميق” لمقتل وإصابة جنود أمريكيّين.
ويشكّل الصراع في الشرق الأوسط تحدّيًا لبايدن في عام انتخابيّ، حيث يسعى العديد من السياسيّين الجمهوريّين إلى استغلال هجمات كهذه لتسجيل نقاط سياسيّة، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصف الوضع بأنّه “نتيجة لضعف جو بايدن واستسلامه”.
من جهته، أكّد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنيّة مهنّد مبيضين في بيان الأحد أنّ الهجوم على القوّات الأمريكية استهدف “موقعًا متقدّمًا على الحدود مع سوريا يضمّ قوّات أميركيّة تتعاون مع الأردن في مواجهة الإرهاب”.
ونقل البيان الحكومي عن مبيضين قوله إنّ “الأردن يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعًا متقدّمًا على الحدود مع سوريا، وأدّى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيّين، وجرح آخرين من القوّات الأمريكيّة التي تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود”.
وأضاف أنّ “الهجوم الإرهابي لم يؤدِّ إلى أيّ إصابات في صفوف القوّات المسلّحة” الأردنيّة.
وأكّدت مصر في بيان الأحد إدانتها الشديدة لأيّ “أعمال إرهابيّة” تُهدّد أمن الأردن واستقراره.
بدورها، أعربت البحرين عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكّدةً تضامنها الراسخ مع الأردن وتأييده ودعمه في جهوده المستمرّة ضدّ الإرهاب.
ودانت بريطانيا الهجوم، ودعا وزير خارجيّتها ديفيد كامرون إيران إلى “وقف التصعيد في المنطقة”.
وعلى حسابها في تلغرام، تبنّت “المقاومة الإسلاميّة في العراق” التي تضمّ فصائل عدّة موالية لإيران “هجماتٍ شُنّت فجر الأحد بمسيّرات” على ثلاث قواعد، بينها التنف والركبان.
واستُهدفت القوات الأمريكيّة وقوّات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش المنتشرة في العراق وسوريا بأكثر من 150 هجومًا منذ منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر، وفق وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون)، ونفّذت واشنطن ضربات انتقاميّة في كلا البلدين.
وأعلنت “المقاومة الإسلاميّة في العراق” مسؤوليّتها عن كثير من الهجمات على القوّات الأمريكيّة، وهي عبارة عن تحالف من فصائل مسلّحة مرتبطة بإيران تُعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها بغزّة.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عندما نفذت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.