صدامات بين الشرطة الروسية ومتظاهرين بعد الحكم بسجن ناشط

اجتاحت موجة من الاعتقالات في جمهورية باشكورتوستان الروسية في أعقاب الاحتجاجات التي جرت الأسبوع الماضي دعماً للناشط الباشكيري المسجون فايل ألسينوف وفق موقع ذا موسكو تايمز.

واحتج آلاف الأشخاص على الحكم على ألسينوف بالسجن لمدة أربع سنوات في مستعمرة جزائية بتهمة “التحريض على الكراهية العرقية” في بعض أكبر احتجاجات الشوارع في روسيا منذ غزو أوكرانيا. وشوهدت الشرطة وهي تضرب المتظاهرين بالهراوات وتستخدم الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان لتفريق الحشود.

وفتحت المحاكم في باشكورتوستان منذ ذلك الحين ما لا يقل عن 111 قضية إدارية مرتبطة بالمسيرات، وفقًا لموقع الأخبار الإقليمي Prufy.ru.

وقالت امرأة شابة من إحدى قرى منطقة بايمك: “إن منطقة بايمك مكان صغير جدًا، لذلك عندما تتحدث إلى شخص ما الآن، تسمع دائمًا أن قريبه أو جاره أو شخصًا من قريته قد تم اعتقاله من قبل قوات الأمن”. صحيفة موسكو تايمز طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب تتعلق بالسلامة.

غضب في جمهورية باشكورتوستان الروسية مع تزايد حملات القمع والاعتقالات

امتدت الاحتجاجات من بايماك إلى أوفا

أصيب متظاهرون وعناصر من شرطة مكافحة الشغب بجروح خلال مواجهات اندلعت في بلدة صغيرة في جمهورية باشكورستان وسط روسيا، بعد أن حكم على ناشط بالسجن أربعة أعوام.

ونادراً ما تنظم احتجاجات في شوارع روسيا التي نفذت حملة أمنية ضد المعارضة منذ أطلقت عمليتها العسكرية في أوكرانيا وتفرض قوانين صارمة تمنع التظاهر.

وذكرت مجموعة “أو في دي- إنفو” المستقلة التي تتابع الاحتجاجات في أنحاء روسيا أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مشيرة إلى اعتقال العشرات.

وأكدت لجنة التحقيق أنها فتحت تحقيقات جنائية في “أعمال شغب واسعة”، وهي جريمة قد تحمل عقوبة بالسجن مدة 15 عاماً، وفي عنف ضد ضابط عام، وهي جريمة يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن خمسة أعوام

وخرجت الاحتجاجات بعد أن قضت محكمة في البلدة بسجن ناشط مدافع عن البيئة وحماية اللغة الباشكيرية يدعى فايل ألسينوف أربعة أعوام بتهمة “التحريض على الكراهية”، وصدر الحكم خلال جلسة مغلقة.

وتم القبض على ما لا يقل عن 30 مشاركًا في الاحتجاج ونقلهم إلى مراكز الاحتجاز في حافلة لا تحمل أية علامات شوهدت وهي تتجول في شوارع عدة قرى في منطقة بايماكسكي يوم الأحد، وفقًا لتقارير شهود عيان وناشطين.

اعتقلت قوات الأمن في مدينة سالافات، الخميس، الناشطة الباشكيرية ألفينور رحماتولينا البالغة من العمر 60 عامًا، حسبما ذكرت قناة “روس نيوز” على تطبيق “تلغرام”، نقلًا عن ابنة الناشطة ليسان رافيلوفا.

واعتقلت الشرطة رحماتولينا، المتهمة بـ”المشاركة في الاضطرابات الجماعية”، بعد تفتيش منزلها ولا يزال مكان وجودها مجهولاً، بحسب وكالة أنباء روس نيوز.

في الأيام التي تلت الاحتجاجات الأخيرة في أوفا، كثف رئيس باشكورتوستان المعين من قبل الكرملين، راضي خبروف، جهوده لقمع المعارضة من خلال وصف أنصار ألسينوف بـ “الخونة” و”المتطرفين” و”الانفصاليين”.

 

تفاصيل الحدث

ترجع تفاصيل الحدث، عندما خرجت الأخبار من داخل روسيا، عن الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للكرملين في منطقة نائية في روسيا، وهو ما حاول الكثيرون بتحليلها وربطها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وزاد من هذا الربط، طريقة تعامل السلطات الأمنية مع تلك الأحداث.

وقد هددت السلطات الروسية المتظاهرين بعقوبات صارمة بعد اندلاع احتجاجات مناهضة للكرملين في منطقة باشكورتوستان النائية، وبحسب تقارير نشرتها صحيفة التلغراف البريطانية، فقد تم اعتقال 45 شخصا منذ الأربعاء في المنطقة التي تقع على بعد 1450 كيلومترا شرق موسكو، وكانت هذه هي أكبر المظاهرات في روسيا منذ غزو أوكرانيا عام 2022.