الجيش الإسرائيلي ينفي مطالبته منظمة الصحة العالمية بإخلاء مستودع أدوية في جنوب غزة

نفى الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء ما أعلنته منظمة الصحة العالمية من أنّه طلب منها إخلاء مستودع للمواد الطبّية في جنوب غزة في غضون 24 ساعة قبل أن يصبح غير قابل للاستخدام نتيجة العمليات العسكرية البرية في جنوب القطاع.

وقال مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) إنّ “الحقيقة هي أنّنا لم نطلب منكم إخلاء المستودعات، وقد قلنا ذلك، بوضوح وخطّياً أيضاً، لمسؤولي الأمم المتّحدة المعنيّين”.

وأضاف المنشور “من مسؤول في الأمم المتحدة نتوقّع، على أقلّ تقدير، مزيداً من الدقّة”. وأتى نفي المكتب بعيد إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ الجيش الإسرائيلي أبلغ الوكالة الأممية بوجوب إخلاء مستودع للمساعدات الطبية في جنوب غزة قبل أن تجعله “العمليات البرية” في المنطقة غير قابل للاستخدام.

وقال المدير العام في منشور على “إكس” إنّ “منظمة الصحة العالمية تبلّغت اليوم من جيش الدفاع الإسرائيلي بوجوب نقل إمداداتنا من مستودعنا الطبي في جنوب غزة في غضون 24 ساعة، لأنّ عمليات برّية ستضعه خارج الخدمة”.

وأضاف “نناشد إسرائيل سحب هذا الأمر واتّخاذ كلّ التدابير الممكنة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الإنسانية”.

وخلال مؤتمر صحافي في القاهرة، أكّد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري أنّ “منظمة الصحة العالمية قلقة للغاية إزاء استئناف الأعمال القتالية، بما في ذلك القصف المكثف في غزة”.

الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي طلب منا إخلاء مستودع طبي بجنوب غزة خلال 24 ساعة

وتثير الحصيلة المرتفعة للقتلى في غزة والأزمة الإنسانية في القطاع تنديداً حول العالم.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلا، 70 في المئة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وشنّت إسرائيل هجومها ردّاً على هجوم حماس الذي أوقع وفق الدولة العبرية نحو 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين سقطوا في اليوم الأول للهجوم الذي اقتادت فيه الحركة نحو 240 رهينة إلى غزة.

وطلبت الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، من الدولة العبرية بذل مزيد من الجهود لتجنّب سقوط مدنيين مع توسيع العمليات الإسرائيلية لتشمل مناطق في جنوب القطاع حيث لجأ كثر من الفلسطينيين هربا من المناطق الشمالية المدمرة.

إسرائيل تُطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بتحري الدقة فيما يخص الوضع في غزة

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية “شهدنا ما حصل في شمال غزة. هذا الأمر لا يمكن أن يشكّل نموذجاً للجنوب”.

وأشار إلى أنّ “تكثيف العمليات العسكرية على الأرض في جنوب غزة، خصوصاً في خان يونس، يهدّد بحرمان آلاف الأشخاص من الرعاية الصحية”.

وبحسب منظمة الصحة العالمية تراجع عدد المستشفيات العاملة في غزة من 36 إلى 18 منذ بدأت الحرب قبل شهرين. وثلاثة من بين هذه المستشفيات لم تعد تقدّم سوى الإسعافات الأولية الأساسية، فيما يقتصر ما تقدّمه المستشفيات الأخرى على الخدمات الجزئية.

وفي جنوب القطاع هناك 12 مستشفى لا تزال تعمل، بحسب المنظمة.