بايدن وشي في لقاء وسط تنافس حاد بين واشنطن وبكين
لخص الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء، الرهان من لقائه نظيره الصيني شي جينبينغ بعبارة واحدة “التأكد من عدم تحول المنافسة إلى نزاع”، فيما حذر شي من التداعيات “التي لا تحتمل” لأي مواجهة بين القوتين العظميين.
وعبر مصافحة بينهما عند مدخل مقر يقع في ريف ولاية كاليفورنيا، استأنف الرئيسان مسارا حواريا بينهما توقف منذ أكثر من عام.
وبعد انتهاء القمة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنّ القمّة التي عقدها مع نظيره الصيني شي جينبينغ للحدّ من التوتّرات بين بلديهما أحرزت “تقدّماً حقيقياً”.
وقال بايدن في منشور على منصّة إكس “أثمّن الحوار الذي أجريته اليوم مع الرئيس شي”، مضيفاً “اليوم أحرزنا تقدّماً حقيقياً”.
I value the conversation I had today with President Xi because I think it's paramount that we understand each other clearly, leader to leader.
There are critical global challenges that demand our joint leadership. And today, we made real progress. pic.twitter.com/rljB0Ow7JA
— President Biden (@POTUS) November 15, 2023
ولم يتحادث الزعيمان في شكل مباشر منذ اجتماع طويل عقداه على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي. وتخلل هذه الفترة توتر متنام بين البلدين.
وفي القمة، جلس الرئيس الأمريكي إلى طاولة خشبية طويلة قبالة نظيره الصيني يحوط به وفده، ودعا في تصريح مقتضب إلى إدارة المنافسة في شكل “مسؤول”.
من جانبه، اعتبر شي بحسب ترجمة لتصريحاته إلى الإنكليزية إن من واجب الصين والولايات المتحدة “ألا يدير أحدهما ظهره للآخر”.
وقال إن “الكوكب كبير بما يكفي ليزدهر بلدانا”، في ظل تنافس حاد بين واشنطن وبكين على الصعد الاقتصادية والتكنولوجية والاستراتيجية والعسكرية.
ودعا بايدن إلى بذل “جهود مشتركة” لمكافحة تهريب المخدرات والتعامل بحكمة مع الذكاء الاصطناعي.
وحرص كل من الرجلين على التذكير أن علاقتهما بدأت قبل أن يصل الرئيس الديموقراطي (ثمانون عاما) إلى البيت الأبيض.
وأكد بايدن أن “لقاءاتنا كانت دائما صريحة ومباشرة ومفيدة”، مضيفا “من الحيوي أن يفهم كل منا الآخر بوضوح”.
ورد شي “أؤمن بشدة بمستقبل واعد للعلاقة الثنائية”.
ولن يصدر أي بيان مشترك اثر القمة، لكن من المقرر أن يعقد بايدن مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق.
وقبل الاجتماع، أطلق البلدان مجموعة عمل مشترك حول المناخ بهدف تعزيز التنسيق في شأن “أحد أكبر التحديات في زمننا”.
منطاد تجسس
لم يلتق الزعيمان شخصيا منذ عقدا محادثات في بالي في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وتدهورت العلاقات بعدما أسقطت الولايات المتحدة ما يشتبه بأنه كان منطادا صينيا لغرض التجسس في شباط/فبراير هذا العام.
تأتي المحادثات أيضا على وقع معركة طويلة للتفوق عالميا بين الولايات المتحدة والصين التي توسّع هيمنتها.
وتعد قضية تايوان من بين الأكثر حساسية إذ تطالب بكين بالسيادة على الجزيرة الديموقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي ولم تستبعد انتزاعها بالقوة.
ويتوقع أن يحذّر بايدن الصين من التدخل في الانتخابات المرتقبة في غضون شهرين في تايوان، مشددا على أن من شأن ذلك أن يرفع منسوب التوتر.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان الاثنين “إنها علاقة معقّدة قائمة على المنافسة يمكن بكل سهولة أن تتحول إلى نزاع أو مواجهة ما لم تتم إدارتها بشكل جيد”.
شهدت الشهور الأخيرة سلسلة تحرّكات دبلوماسية صينية أمريكية أثمرت الإعلان عن حضور شي قبل أقل من أسبوع من موعد انعقاد القمة.
وتشمل “الأهداف الرئيسية” لبايدن إعادة تفعيل الخط العسكري الساخن بين البلدين الذي قطعته بكين في 2022 بعدما زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينذاك نانسي بيلوسي تايوان، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية.
كما أن هناك أملًا في تحقيق “تقدّم” في التعاون الرامي للحد من الصادرات الصينية لمكوّنات مادة فنتانيل التي تحدث أضرارا كبيرة في مدن أمريكية بينها سان فرانسيسكو، بحسب المسؤول.
كما يتوقع أن يناقش الزعيمان النزاع بين إسرائيل وحماس والحرب الروسية الأوكرانية التي يدعم كل منهما طرفا فيها، وهو أمر يفاقم التوتر العالمي.
وفي هذا الصدد، أكد الكرملين الأربعاء أنه سيتابع مجريات القمة. وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف إن “البلدين يبنيان علاقات ثنائية، وهو حقهما”، مضيفا أن “كل اجتماع من هذا النوع يشارك فيه أكبر اقتصادين في العالم يحمل أهمية بالنسبة للجميع”.
يتوقع أن يضغط شي من جانبه لوضع حد للقيود التجارية والعقوبات في وقت يكافح الاقتصاد الصيني لزيادة النمو بعد فرض سياسة “صفر كوفيد” المتشددة.
وسيستضيف الرئيس الصيني بعد القمة عشاء مع الرؤساء التنفيذيين لشركات أمريكية “لإيصال رسالة بأن الصين ما زالت مكانا جيّدا للاستثمار”.