5 تحديات تواجه إسرائيل في حرب غزة

بعد مرور أكثر من ثلاثين يوماً على العملية المباغتة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي، وحسب تقارير تجد إسرائيل نفسها متورطة في صراع في غزة دون أن تلوح نهاية واضحة في الأفق، بينما تستمر خسائر الجيش الإسرائيلي في الارتفاع.

بل ولا تزال البلاد تحت نيران الصواريخ المستمرة، ولا تزال تعاني داخليا من صدمة الهجوم.

صحيفة جيروزاليم بوست تناولت الموضوع في أحدث مقالاتها موضحة التحديات الخمسة الأساسية التي تواجهها إسرائيل حالياً.

التحدي الأول: تراجع الدعم الدبلوماسي

وتذكر الصحيفة أنه في اليوم التالي لتسلل حماس إلى إسرائيل والخسارة المأساوية لحياة 1400 مدني، أعرب الساسة من مختلف أنحاء العالم الغربي عن إدانتهم، وتعهدوا بتقديم الدعم الثابت لدولة إسرائيل.

ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثين يوماً، ومع استمرار إسرائيل في ضرب حماس، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين، أصبح الدعم أقل حتى على الجانب الأمريكي الحليف القوي لإسرائيل.

فقد كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أول من أدان المأساة الإنسانية في غزة، كذلك وزير خارجيته أنتوني بلينكن، وروجوا لمناقشات حول هدنات إنسانية مؤقتة، وهو الموقف الذي يتعارض مع رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأغلب الظن حسب تقرير جيروزاليم بوست أن النهج الأمريكي تأثر بالضغوط المتزايدة من الناخبين الأمريكيين المسلمين الذين أعربوا عن نيتهم الامتناع عن التصويت لبايدن في انتخابات عام 2024 بسبب دعم الرئيس القوي لإسرائيل في أعقاب المأساة في غزة.

5 تحديات تواجه إسرائيل مع دخول حربها ضد حماس شهرها الثاني

الدخان واللهب يتصاعد خلال الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما يظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة، في جنوب إسرائيل، 5 نوفمبر، 2023. (RONEN ZVULUN/REUTERS)

وأظهرت الاستطلاعات أن دعم بايدن لإسرائيل يهدد طموحه في ولاية رئاسية ثانية حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الأمريكيين الشباب أكثر تأييدًا للفلسطينيين من تأييدهم لإسرائيل، فوجد استطلاع حديث أجرته جامعة هارفارد أن ما يقرب من نصف الشباب (48%) يقولون إنهم يقفون إلى جانب فلسطين بدلاً من إسرائيل في هذا الصراع، وتقول نفس النسبة إنهم لا يوافقون بشدة على سياسة بايدن المؤيدة لإسرائيل.

كما تواجه إسرائيل نداءات متكررة من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

التحدي الثاني: ارتفاع نسبة كراهية إسرائيل

وحسب الصحيفة فقد ارتفعت الأعمال المناهضة لليهود بسبب الغضب الشديد مما ترتكبهه إسرائيل في غزة في جميع انحاء العالم، فقد كانت هناك زيادة غير مسبوقة بنسبة 1200% في الدعوات عبر الإنترنت للعنف ضد الإسرائيليين وفقًا لتقرير صدر الشهر الماضي عن نظام مراقبة معاداة السامية عبر الإنترنت (ACMS).

وأوضح التقرير أن عدة حوادث وقعت بالفعل مثل مقتل حاخامة أمام منزلها في ديترويت، وطعن امرأة يهودية في فرنسا، كما اقتحمت حشود مطارا روسيا بحثا عن إسرائيلين قادمين على متن طائرة من تل أبيب، وإثر هذه الحوادث حذرت إسرائيل مواطنيها من السفر إلى الخارج.

التحدي الثالث: حالة صدمة جماعية

وحسب جيروزاليم بوست فحتى قبل أن تتسلل حماس إلى إسرائيل، وجدت دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الدولي أن ما يصل إلى 27% من الأطفال الإسرائيليين اليهود في بعض مناطق البلاد قد تم تشخيص إصابتهم باضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة.

5 تحديات تواجه إسرائيل مع دخول حربها ضد حماس شهرها الثاني

وكتبت مراسلة الصحة والعلوم في صحيفة جيروزاليم بوست جودي سيجل إن هذا الصراع “سيؤثر بلا شك على الإسرائيليين عاطفيا لعقود وربما لأجيال قادمة، مما سيضع طابعا من الصدمة والغضب والحزن، خاصة على أولئك الذين تأثرت أسرهم وأصدقاؤهم بشكل مباشر بأحداث الشهر الماضي”.

التحدي الرابع: الركود الاقتصادي

فمع استدعاء أكثر من 360 ألف جندي احتياط من وظائفهم، أرسلت مجموعة من 300 شخص من كبار الاقتصاديين الأسبوع الماضي رسالة إلى نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش كنداء عاجل للتعليق الفوري لجميع النفقات غير الضرورية في ميزانية الدولة وإعادة تقييم شامل لأولويات الإنفاق لمعالجة الأزمة الاقتصادية الوشيكة بشكل فعال.

وما ترتب على ذلك من شلل في أغلب القطاعات يقف اقتصاد

فقد كتبوا في رسالتهم حسب الصحيفة أن “الضربة القاسية التي تلقتها إسرائيل بواسطة حماس والحرب التي تبعتها تتطلب تغييراً جذرياً في ترتيب الأولويات الوطنية وتحويلاً هائلاً للميزانيات لمعالجة الأضرار التي سببتها الحرب، ومساعدة الضحايا، وإعادة تأهيل الدولة اقتصاديا”

وراجع بنك إسرائيل الشهر الماضي توقعاته للنمو للعام الحالي والعام التالي، وقال إنه من المتوقع الآن أن ينمو الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2.3% في عام 2023 و2.8% في عام 2024 نتيجة تداعيات الحرب. وتمثل هذه الأرقام تعديلاً نزولياً عن التقديرات السابقة التي أشارت إلى نمو بنسبة 3% لكلا العامين.

التحدي الخامس: حرب لا نهاية لها

وتقر الصحيفة بأن إسرائيل ورطت نفسها في حرب لا نهاية لها حيث وضعت إسرائيل لنفسها هدفا لا يبدو واقعيا.

وتوضح الصحيفة بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صرح بأنه “في نهاية الحرب، لن تكون هناك حماس في غزة، ولن يكون هناك تهديد أمني من قطاع غزة لإسرائيل، وستكون لإسرائيل حرية العمل الكاملة لتنفيذ أي إجراءات أمنية تحتاجها ضد أي شخص يهددها”. لكن تقرير الصحيفة يشير إلى أن هذه الرؤية ليست واقعية، مؤكدة أن تدمير حركة حماس بشكل كامل كما يتوعد نتنياهو أمر يبدو مستحيلا.

ويوضح التقرير أنه بالرغم من أن فكرة “تدمير حماس” قد تبدو جذابة، فإن التطبيق العملي لتحقيق هذا الهدف والعواقب المحتملة تظل غير واضحة، حيث تتشابك حماس بشكل عميق مع الحياة الاجتماعية والمدنية في غزة، وأضاف التقرير أن حل حماس لن يستلزم تحييد جناحها العسكري فحسب، بل أيضا تفكيك بنيتها التحتية المدنية.

5 تحديات تواجه إسرائيل مع دخول حربها ضد حماس شهرها الثاني

علاوة على ذلك، تقول جيروزاليم بوست إن حماس توظف عشرات الآلاف من المدنيين في غزة وتتمتع بالدعم في مساحات واسعة من الضفة الغربية.

وأخيرا تشير الصحيفة أنه حتى إذا تحققت فكرة تدمير حماس فستبرز حتما حركة جهادية أخرى ربما مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية

وتحتجز حماس أكثر من 240 إسرائيلياً ومواطناً أجنبياً كرهائن في غزة، وقالت إسرائيل إنها ملتزمة بتأمين إطلاق سراحهم. وبينما لا يمكن التحقق من مزاعم حماس، قالت الحركة يوم السبت أن أكثر من 60 رهينة في عداد المفقودين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة. وإذا كان هذا التأكيد دقيقا، فإن الغزو البري المتصاعد يمكن أن يعرض حياة هؤلاء الرهائن للخطر ويعقد تحقيق هدف إسرائيل بإعادة الرهائن.