خبير لـ “أخبار الآن”: أزمة المناخ تهدد حضارة الإنسان على كوكب الأرض

  • حرائق الغابات التي نشاهدها اليوم سوف تُصبح “أمرًا يوميًا”
  • 62 ألف شخص في الاتحاد الأوروبي توفوا العام الماضي بسبب الحر

لا يزال الحديث عن أزمة المناخ والتغيرات التي يشهدها العالم يتصدر أولويات الحكومات والأفراد، والشغل الشاغل، تحديدًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة على نحوٍ غير مسبوق في صيف هذا العام.

وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” لقاءً مع وائل حميدان، المتخصص في مجال البيئة والمناخ، لمعرفة أسباب تلك الظاهرة وتداعياتها على كوكب الأرض، وسبل تفاديها من جانب الحكومات والأشخاص.

وإلى ذلك، قال حميدان إن: “أزمة المناخ مشكلة عالمية تهدد حضارة الإنسان على كوكب الأرض”، مشيرًا إلى أن: “المشاكل بسبب ارتفاع حرارة الكوكب وبعض البلدان، كما يحدث في العراق سوف تؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة”.

مخاطر الغازات الدفيئة

وتابع: “موجة الحر التي شهدتها أوروبا على سبيل المثال، أدت إلى قطع الكهرباء بين مالطا وإيطاليا لـ 6 أيام متواصلة وهو ما لم يحدث في السابق، ومثل هذه المشاكل سوف تتزايد بفعل تفاقم أزمة المناخ”.

خبير لـ "أخبار الآن": ضحايا أزمة المناخ في ازدياد.. ويجب التحول للطاقة المتجددة

وشدد في معرض حديثه: “علينا أن نعمل كثيرًا من أجل تفادي العواقب المستقبلية الكارثية، فالحرارة التي نشهدها اليوم سوف تزداد في المستقبل، كلما زاد استهلاكنا واعتمادنا على انبعاثات الغازات الدفيئة، التي تسبب تغيرات مناخية، وتزيد من حرارة الكوكب على نحو خطير”.

ولفت حميدان إلى أن حوادث الحرائق التي تشهدها الكثير من دول العالم اليوم سوف تُصبح “أمرًا يوميًا”.

تداعيات أزمة المناخ

وفيما يخص عواقب تلك الأزمة التي تعصف بالعديد من الدول، أكد حميدان: “سوف نرى انهيارًا بالزراعة والأمن الغذائي وكذلك قدرة الأشخاص على العمل”، مضيفًا: “أزمة المناخ سوف تؤثر على الناس وتحول بين ذهابهم إلى عملهم، لتفاديهم درجات الحرارة خشية الموت”.

وأكد: “العام الماضي، توفي 62 ألف شخص في الاتحاد الأوروبي بسبب الحر، وهذا الرقم سوف يزداد بكل تأكيد هذا العام”.

خبير لـ "أخبار الآن": ضحايا أزمة المناخ في ازدياد.. ويجب التحول للطاقة المتجددة

كما لفت: “أثار أزمة المناخ سوف تؤدي إلى مشاكل أخطر بكثير، فنحن اليوم نرى أمورًا لم نراها مسبقًا، كحرائق هاواي والجزائر، وأيضًا انقطاع الكهرباء في مالطا بسبب ارتفاع الحرارة الذي أثّر على كابل تحت الماء يربطها مع إيطاليا”.

وفي هذا الصدد، أشار حميدان إلى أنه: “لم يسبق في تاريخ الحضارة الإنسانية، ومنذ أن بدأنا تسجيل الحرارة، أن رأينا مثل هذا الارتفاع في الدرجات، حيث أننا تخطينا معدل درجة حرارة الأرض والبالغ 17% درجة مئوية”.

الحلول

وعن الحلول التي يُمكن اتباعها من أجل تفادي درجات الحرارة المرتفعة، قال حميدان إن: “بعض الدول تجعل أيام الحّر الشديد عطلة، ولكن هذا يؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، بينما هذا أفضل خشية تعريض الأشخاص للموت، حيث هناك خطر على الناس تحديدًا ممن يُعانون من أمراض قلبية أو عارض صحي يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، فالأفضل هو تجنب هذا الطقس”.

كما أوضح: “بإمكان الأشخاص اتباع بعض النصائح التي تبقيهم بعيدًا عن خطر الحرارة، كعدم البقاء تحت الشمس، وشرب الماء بكميات كافية”.

وأضاف: “لابد من وجود استراتيجيات من جانب الحكومات لتوعية المواطنين بكيفية تفادي ارتفاع درجات الحرارة”.

خبير لـ "أخبار الآن": ضحايا أزمة المناخ في ازدياد.. ويجب التحول للطاقة المتجددة

ضرورة التحول إلى الطاقة المتجددة

وفي سياق تجنب مخاطر أزمة المناخ، أكد حميدان على: “ضرورة التحول سريعًا إلى الطاقة المتجددة، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأشار: “يجب أن يكون هذا الموضوع (الطاقة المتجددة) أولوية سياسية بالنسبة للحكومة للتحول سريعًا إليه، كي نتفادى الحرارة المرتفعة في المستقبل”.