حادث انفجار باكستان وقع عند الحدود مع أفغانستان.. وتزامن مع زيارة لنائب رئيس الوزراء الصيني

قتل ما لا يقل عن 44 شخصًا وأصيب عشرات بجروح في انفجار قنبلة الأحد في شمال شرق باكستان خلال تجمع لحزب متشدد، كما ذكرت الشرطة.

وفي حصيلة جديدة، قال وزير الصحة في ولاية خيبر بختونخوا رياض أنور لوكالة فرانس برس في وقت متأخر الأحد إن 44 شخصا قتلوا واصيب أكثر من 100.

وأضاف لفرانس برس “كان هجوما انتحاريا. فجر المهاجم نفسه على مسافة قريبة من المنصة”.

وأكد حاكم الولاية حاجي غلام علي لوكالة فرانس برس عدد القتلى.

وقال المصدر نفسه إن الانفجار استهدف حزب “جمعية علماء الإسلام المحافظ” الذي كان ينظم تجمعًا في بلدة خار قبل الانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا العام.

وصرح أختار حياة غاندابور المفتش العام للشرطة في ولاية خيبر بختونخوا الواقعة عند الحدود مع أفغانستان لفرانس برس أن “مسؤولا بارزًا في الحزب كان يفترض أن يلقي كلمة لكن قبل وصوله انفجرت قنبلة”

وكان أكثر من 400 من أعضاء وأنصار الحزب يتجمعون تحت خيمة عند وقوع الهجوم في بلدة خار القريبة من الحدود مع أفغانستان.

بالفيديو.. عشرات القتلى إثر تفجير انتحاري خلال تجمع سياسي في باكستان

الحاج غلام علي (وسط) ، حاكم إقليم خيبر باختونخوا يحيي رجلًا مصابًا في مستشفى في بيشاور في 30 يوليو 2023 ، بعد مقتل ما لا يقل عن 44 شخصًا وإصابة العشرات بجروح في تفجير انتحاري في تجمع سياسي لحزب بارز. في شمال غرب باكستان – أ ف ب

وقال صبيح (24 عاما) أحد انصار الحزب وقد اصيب بكسر في ذراعه بسبب الانفجار “كنا ننتظر وصول القيادة المركزية حين دوى صوت مفاجىء وقوي”.

واضاف في اتصال هاتفي مع فرانس برس “وجدت نفسي ممددا قرب شخص فقد أطرافه”.

https://twitter.com/zarrar_11PK/status/1685643254786617344

وأظهرت مشاهد من مكان التفجير نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جثثا ممدة في أنحاء موقع الانفجار، فيما كان متطوعون يساعدون على نقل المصابين المضرجين بالدماء إلى سيارات إسعاف.

ومن المتوقع أن يتم حل الجمعية الوطنية في باكستان في غضون الأسابيع القادمة قبيل انتخابات مرتقبة في تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر، بينما تستعد الأحزاب السياسية للقيام بحملاتها الانتخابية.

وتزامن التفجير مع زيارة مرتقبة لوفد صيني رفيع يضم نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ ويتوقع وصوله مساء الأحد إلى العاصمة.

 خريطة توضح حدود ولاية خيبر بختونخوا

نشاط للفرع المحلي لتنظيم داعش

لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الفرع المحلي لتنظيم داعش، شن مؤخرا هجمات استهدفت جمعية علماء الإسلام.

العام الماضي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات عنيفة استهدفت علماء دين مرتبطين بالحزب الذي يمتلك شبكة كبيرة جدا من المساجد والمدارس الدينية في شمال وغرب البلاد.

ويتهم التنظيم الإرهابي جمعية علماء الإسلام بالنفاق لكونها مجموعة دينية إسلامية دعمت حكومات متعاقبة والجيش.

بدأ زعيم الحزب فضل الرحمن نشاطه السياسي كرجل دين متشدد لكنه عمل على تلطيف صورته العامة خلال السنوات التالية سعيا لإبرام تحالفات مع أحزاب من سائر الأطياف.

ومع قدرته على حشد عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس الدينية، لا يجمع حزبه جمعية علماء الإسلام الدعم الكافي لتولي السلطة بمفرده، ولكنه عادة ما يكون لاعبا رئيسيا في أي حكومة.

وفي مايو الماضي، قُتل أربعة أشخاص بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند نقطة تفتيش للشرطة في سوق في شمال غرب باكستان، وفق ما أفادت الشرطة المحلية.

تشهد باكستان زيادة كبيرة في عدد الهجمات منذ عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان المجاورة عام 2021.

وقد وجّهت جماعة طالبان الباكستانية، “حركة طالبان باكستان” حملتها ضد مسؤولين أمنيين من بينهم عناصر الشرطة.

في كانون الثاني/يناير فجر انتحاري نفسه في مسجد داخل مجمع للشرطة في مدينة بيشاور الواقعة بشمال غرب باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شرطيا.

وتركزت هجمات المسلحين في مناطق متاخمة لأفغانستان. وتقول إسلام أباد إن بعضها يتم التخطيط له على أراض أفغانية، وهو ما تنفيه كابول.

وشهدت باكستان في السابق تفجيرات شبه يومية، لكن عملية تطهير عسكرية بدأها الجيش في 2014، تمكنت إلى حد بعيد من إرساء النظام.

وبسطت السلطات الباكستانية سيطرتها على سبعة أقاليم نائية محاذية لباكستان، وباجور واحد منها، عقب إقرار تشريع في 2018.

ويقول محللون إن المسلحين في المناطق القبلية السابقة الملاصقة لبيشاور والمحاذية لأفغانسان، باتوا أكثر جرأة منذ عودة طالبان إلى الحكم.

دان المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد الهجوم، وقال في بيان إن كابول “تقدم أصدق تعازيها لعائلات” الضحايا والمصابين.

https://twitter.com/zarrar_11PK/status/1685617345300160512

وقتل جنديان وشرطي ومدني بانفجار قرب مدينة داتا خيل في منطقة وزيرستان (شمال) على مسافة نحو 25 كيلومترًا من الحدود مع أفغانستان.

وقال المسؤول في الشرطة المحلية رسول دراز لوكالة “فرانس برس” حينها: “فجّر الانتحاري سيارته أثناء تفتيشه عند الحاجز”.

وأضاف: “يبدو أن الانتحاري أراد الوصول إلى وجهة أخرى، لكنه فجر نفسه عندما أوقفته الشرطة لإجراء تفتيش روتيني” مشيرًا إلى أن خمسة أشخاص أصيبوا.