رعب في المغرب بعد فقدان الاتصال بـ51 مهاجرا كانوا في طريقهم إلى جزر الكناري
أعلنت السلطات الإسبانيّة أنّها أنقذت ما لا يقلّ عن 350 مهاجرًا خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، كانوا في خمسة قوارب انجرفت قبالة جزر الكناري، غداة حادث غرق أودى بحياة شخصين على الأقلّ.
وقالت خدمات الطوارئ في جزر الكناري، الأرخبيل الواقع في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا، إنّها تكفّلت “خلال الليل بـ114 مهاجرًا كانوا مسافرين على متن قاربَين” أنقذهما رجال الإنقاذ البحريّون الإسبان.
وأضافت أنّه تمّ تقديم الرعاية لهؤلاء المهاجرين في جزيرة لانزاروت وفي جزيرة غران كناريا حيث “نُقِل طفل ووالدته إلى أحد المستشفيات”.
وأشارت إلى إنقاذ زورق ثالث عند الفجر وإرسال ركّابه البالغ عددهم 54 إلى لانزاروت.
وكان زورقان آخران قد أُنقِذا أيضًا بعد الظهر، حسبما قالت متحدّثة باسم خدمة الإنقاذ البحري الإسبانيّة لوكالة فرانس برس.
حيث رُصِد الأوّل قبالة جزيرة هييرو وعلى متنه 121 شخصًا بينهم ستّ نساء وأربعة أطفال معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، فيما رُصِد الثاني وهو قارب مطّاطي على بُعد نحو 13 كيلومترًا من جزيرة غران كناريا وعلى متنه 61 شخصًا.
خريطة توضيحية لجزر الكناري الإسبانية
وتأتي عمليّات الإنقاذ الجديدة هذه، غداة حادث غرق دامٍ على بُعد حوالى 160 كيلومترًا من سواحل جزيرة غران كناريا.
وقال رجال الإنقاذ البحريّون الإسبان في البداية لوكالة فرانس برس إنّهم انتشلوا جثّة قاصر، قبل أن يرصدوا لاحقا جثّة أخرى تعود إلى رجل.
فقدان 51 مهاجرا مغربيًا
قال متحدث باسم عائلات 51 مهاجرا مغربيا الخميس إنها فقدت الاتصال بهم منذ 12 يوما، بعدما كان يفترض أن يعبروا بشكل غير نظامي نحو جزر الكناري الاسبانية في المحيط الأطلسي.
وأوضح أمين أهروي وهو قريب أحد المفقودين لوكالة فرانس برس أن “51 مهاجرا كان يفترض أن يعبروا فجر الأحد 11 حزيران/يونيو على متن قارب انطلاقا من سواحل أكادير (جنوب) باتجاه جزر الكناري، لكننا لا نملك حتى اليوم أي معلومات عما حل بهم”.
وأضاف “نرجو من السلطات أن تعمل على كشف مصيرهم”، مشيرا إلى أنهم من بلدة العطاوية قرب مراكش.
يتزامن ذلك مع إعلان السلطات الإسبانية الأربعاء مصرع مهاجرَين على الأقل، في غرق قارب حوالي 160 كيلومترا عن ساحل جزيرة غراندي كناريا، فيما تم إنقاذ 24 آخرين.
لكن أمين أهروي أوضح أن عائلات المفقودين المغاربة “لا تملك أية معلومات مؤكدة عما إذا كانوا من بين هؤلاء”.
ولم يتسن لوكالة فرانس برس الحصول على معلومات من مصادر مغربية رسمية.
يعد المغرب ممرا تقليديا للهجرة غير النظامية سواء عبر البحر الأبيض المتوسط أو جيبي سبتة ومليلية شمالا، أو عبر المحيط الأطلسي جنوبا باتجاه جزر الكناري.
وازدادت في السنوات الأخيرة محاولات المهاجرين عبور الطريق الأخير، بعد تشدد السلطات في التصدي للهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط.
ويشتهر المحيط الأطلسي بتياراته القوية التي تجعل محاولات عبور كهذه بغاية الخطورة، لكنها تزايدت في الأيام الأخيرة بفعل تحسن الأحوال الجوية، وهي في الغالب من سواحل الصحراء الغربية المتنازع عليها.
ويقبل على “قوارب الموت” كما تسمى في المغرب مهاجرون أفارقة من بلدان جنوب الصحراء، ولكن أيضا مغاربة يحلمون بحياة أفضل في أوروبا.
وتعلن السلطات المغربية بشكل منتظم في الأشهر الأخيرة عن تفكيك شبكات مهربين، وأحبطت حوالي 26 ألف محاولة للهجرة غير النظامية خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، بحسب معطيات رسمية.