بسبب المياه.. إيران تسعى لتأجيج الداخل الأفغاني منذ سنوات

  • قيادي أفغاني: يمكن أن نغزو إيران في 24 ساعة

تسبب نهر هلمند بتبادل إطلاق النار بين جماعة طالبان وإيران، ويأتي الاشتباك في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت سابق من هذا الشهر طالبان من “انتهاك” حقوق إيران المائية لنهر هلمند.

وتمثل تصريحات “رئيسي” بعضًا من أقوى التصريحات حتى الآن، فيما يتعلق بالمخاوف طويلة الأمد بشأن المياه في إيران. وذلك نظرًا لأن الجفاف كان مشكلة في إيران منذ حوالي 30 عامًا، لكنه تفاقم خلال العقد الماضي، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وتقول منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية إن ما يقدر بنحو %97 من البلاد تواجه الآن مستوى معينًا من الجفاف.

هلمند يشعل التوترات بين إيران وأفغانستان.. وطهران تلجأ للتجربة العراقية

خسائر فادحة

وأفادت تقارير أن جماعة طالبان وإيران تبادلتا إطلاق النار على الحدود، مع تصاعد التوترات بشأن حقوق المياه بين البلدين.

واعترفت وكالة أنباء إيرنا الإيرانية الحكومية بالقتال على حدود إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني ومقاطعة نمروز الأفغانية، قائلة إن قواتها تسببت في “خسائر فادحة وأضرار جسيمة”.

من جهته صرح نائب قائد الشرطة الإيرانية قاسم رضائي، حول اندلاع الاشتباكات المسلحة قائلا: “عمل قوات طالبان على الحدود الإيرانية غير متوقع”.

وأضاف: “بدأت قوات طالبان في إطلاق النار بجميع أنواع الأسلحة، على نقطة تفتيش ساسولي الواقعة في منطقة حرس الحدود في زابل، بغض النظر عن القانون الدولي وحسن الجوار”.

هلمند يشعل التوترات بين إيران وأفغانستان.. وطهران تلجأ للحشد الشعبي

نهر هلمند بين أفغانستان وإيران (أرشيفية)

نهر هلمند:

يقع جنوب غربي أفغانستان وشرقي إيران. ويقدر طوله بـ 1150 كم

يعبر هذا النهر محافظات أفغانية من بينها وردك وباميان وأروزكان وهلمند ووردك، وأيضا المحافظة الإيرانية سيستان وبلوشستان.

ويعد المصدر الرئيسي لإمدادات المياه لسهل سيستان، وهو في الواقع شريان حيوي لمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.

خريطة توضح مسار نهر هلمند

سيناريو العراق في أفغانستان

منذ سنوات عملت إيران على تأجيج الفتنة الداخلية في أفغانستان من خلال تأسيس ميليشيات مسلحة “الحشد الشعبي في أفغانستان”، على غرار ما فعلته في العراق وسوريا.

وأكد قاسم وفائي زاده، المشرف في وزارة الاستخبارات والثقافة الأفغانية في وقت سابق، أن إعلان هذا الفصيل -الحشد الشعبي في أفغانستان- هو نوع من المؤامرة.

وأشار حينها إلى أن النظام الإيراني يخلق بهذه الخطوة، للحرب أبعاداً أوسع وأكثر تعقيداً. مضيفًا أن تأجيج التهديدات الأمنية ضد الشعب الأفغاني سيشعل نارًا يصل لهيبها إلى إيران أيضا.

وتابع أن “مثل هذه الجماعات المرتزقة وأدوات الأجانب لا مكان لها بين الشعب الأفغاني”.

توعد طالبان

تعليقا على الأحداث، هدد عبدالحميد خراساني، المعروف باسم ناصر بدري، القيادي البارز في طالبان، في مقطع فيديو نُشر على “تويتر”، قائلا إن جنود الجماعة “سيقاتلون إيران بشوق أكبر من مقاتلهم الولايات المتحدة، وإذا حصلوا على الإذن فإنه بإمكانهم غزو إيران في 24 ساعة”.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، تراشق بين أنصار الجانبين، حيث كتب حساب “الفنار”: طالبان تدك مخفر لحرس الحدود الايراني ويأسرون ضابط برتبة عقيد وهروب الجنود الإيرانيين. غرّ هؤلاء كلام رئيسهم الذي أمهل طالبان شهرًا أو العقوبة إذا لم يرسلوا حصة إيران من نهر هلمند. هل كان يظن أنها حدود العراق ليتجاوزها أم أنها أنهار العراق ليقطعها، أم هي حكومة الشيعة فيأمرها فتنفذ”.