أوكرانيا تتأهب لاستخدام دبابات “ليوبارد 2” في معركة باخموت

أعلنت القوات الأوكرانية والروسية الإثنين أنّها تخوض “معارك عنيفة” للسيطرة على وسط مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، والتي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ الصيف رغم تكبّدها خسائر فادحة.

وتحوّلت هذه المدينة إلى رمز للمقاومة الأوكرانية في مواجهة الكرملين، بينما تأمل كييف في استنفاذ قوات العدو هناك كي تصبح في وضع يمكّنها من شنّ هجوم مضاد واسع.

معركة شرسة في وسط باخموت.. ماذا لو سيطر الروس عليها؟

أعلن الجيش الأوكراني خوض جنوده معارك دامية لمنع القوات الروسية من السيطرة على وسط مدينة باخموت شرقيّ البلاد، فيما أنهى جنود أوكرانيون تدريبا على دبابات “ليوبارد2” ألمانية الصنع في ألمانيا وإسبانيا، تمهيدا لاستخدامها في جبهات القتال مع روسيا.

أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في آخر تحديث لها أن قواتها قتلت في الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من 700 جندي روسي.

كما قالت الوزارة إن قواتها دمرت عشر دبابات و15 عربة قتال مصفحة و16 قطعة مدفعية و11 طائرة مسيرة للجيش الروسي.

تتعهد كييف بأن تواجه موسكو “طريقا مسدودا” خلال سعيها للسيطرة على منطقة دونباس الواقعة بشرق البلاد.

وتعد قرية مينكيفكا هي آخر منطقة تسيطر عليها القوات الأوكرانية على الطريق السريع في شمال باخموت، حيث تخوض القوات الروسية بقيادة مجموعة “فاغنر معركة” بالأسلحة النارية مع المدافعين عنها عبر نهر باخموتوفكا، حسب تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.

معركة شرسة في وسط باخموت.. ماذا لو سيطر الروس عليها؟

وقال يفغيني بريغوجين رئيس مرتزقة “فاغنر” الذي يقاتل رجاله على الخطوط الأمامية لهذه المعركة، “كلما اقتربنا من وسط المدينة، ازدادت المعارك قسوة وكان هناك استخدام للمدفعية”.

واعترف بريغوجين أن قواته تواجه مقاومة شرسة، وقال في رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي “الوضع في باخموت صعب، صعب للغاية، العدو يقاتل من أجل كل متر”.

وأضاف “الأوكرانيون يلقون باحتياطات لا نهاية لها في المعركة”.

ومنذ أشهر، تحولت مدينة باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في أوكرانيا.

ورغم أن هذه المدينة التي دُمر جزء كبير منها بالقصف، تحولت رمزا للمقاومة الأوكرانية الشرسة للغزو، إلّا أن المحللين يشككون في أهميتها الاستراتيجية، حسب “فرانس برس”.

وتصد القوات الأوكرانية الهجمات الروسية على باخموت منذ ستة أشهر، مما تسبب في وقوع إصابات كبيرة بين صفوف الروس، لدرجة أن الخبراء يعتقدون أن موسكو تعمد إرسال مرتزقة إلى حتفهم كجزء من الاقتتال الداخلي في الكرملين، حسب “التايمز”.

ماذا لو سقطت باخموت؟

إذا سقطت مدينة باخموت، فهناك ثلاث طرق فقط يمكن للروس من خلالها الوصول إلى كراماتورسك، وفقا لـ”التايمز”.

والأول عبر الطريق السريع إلى سلوفيانسك، وهي مدينة تبلغ مساحتها ضعف مساحة باخموت تقريبا، ثم إلى كراماتورسك نفسها.

والطريق الثاني هو معركة عبر الوحل إلى قرية تشاسيف يار، حيث تعج الشوارع بمركبات المشاة القتالية الأوكرانية، وبعد ذلك، المزيد من القتال في الشوارع من خلال بلدة كوستيانتينيفكا، والتي يوجد بها خنادق مضادة للدبابات.

وسيشمل الطريق الثالث الالتفاف شمالا إلى بلدة سيفرسك، والتعرض لهجمات “الكر والفر” الأوكرانية على طول الطريق.

ولذلك يعتقد الخبراء أنه لا يوجد طريق يبدو معقولا لقوة روسية منهكة في باخموت وتعاني الاقتتال الداخلي بين الجيش النظامي والفاغنر، حسب “التايمز”.

وأكدت المخابرات العسكرية الأوكرانية أنه حتى لو تمكنت “فاغنر” من اختراق باخموت، فقد اشترت أوكرانيا وقتا كافيا لجعل الطريق إلى كراماتورسك “غير سالك” أمام الروس.

وقال ضابط كبير لـ”التايمز”، إن الطريق نحو كراماتورسك سيكون صعبا بالنسبة للقوات الروسية التي أصبحت “ضعيفة” في مواجه ضد بعض أقوى مواقع الدفاع الأوكرانية، مضيفا “لقد وصل بوتين إلى طريق مسدود في دونباس”.