برلين تطرد دبلوماسيين إيرانيَين

أعلنت المانيا، الأربعاء، طرد دبلوماسيين يعملان في السفارة  الإيرانية في برلين بعد حكم إعدام أصدرته محكمة إيرانية في حق مواطن يحمل جنسية البلدين، ودعت ابنته الأوروبيين إلى “استخدام كل الوسائل” لإنقاذه.

وندد المستشار الألماني أولاف شولتس بالحكم على جمشید شارمهد (67 عاماً)، معتبراً في تغريدة أنه “غير مقبول”، وطالب “النظام الإيراني بالعودة عن قراره”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان الأربعاء “استدعيت القائم بأعمال السفارة الإيرانية. أبلغناه بأننا لن نقبل الانتهاك الجسيم لحقوق مواطن ألماني”.

وأضافت أنّ “الحكومة اعتبرت موظفين في السفارة الإيرانية في برلين غير مرغوب فيهما وطلبت منهما مغادرة ألمانيا على الفور”، وطالبت بـ”إجراءات استئناف عادلة وتتماشى مع القانون”.

إلى ذلك دعت فرنسا الأربعاء طهران إلى “إعادة النظر في حكم الإعدام” الصادر في حق جمشید شارمهد، واصفةً القرار بـ “غير المبرر وغير المقبول إطلاقاً”.

وأعربت باريس على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر عن “تضامنها مع السلطات الألمانية وعائلة (شارمهد) ودعمها لهما”، غداة إعلان السلطات الإيرانية حكم الإعدام.

وأضافت لوجاندر أن “فرنسا تكرر معارضتها المتواصلة لعقوبة الإعدام في كل مكان وفي كل الظروف وتدين استخدامها سياسيًا في إيران”. كما دعت باريس إيران إلى “إنهاء سياسة الاعتقالات التعسفية”.

برلين تطرد دبلوماسيين إيرانيَين رداً على حكم إعدام مزدوج الجنسية

الفرصة الأخيرة

والثلاثاء، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن “تطبيق حكم الإعدام على شارمهد سيواجَه بردّ قوي” من برلين.

ومثل جمشید شارمهد (67 عامًا) أمام محكمة في طهران في شباط/فبراير 2022 حيث اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصًا في نيسان/أبريل 2008.

ووجه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع “عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية” الأميركية وبأنه “حاول الاتصال بعملاء الموساد الإسرائيلي”.

ورفض أنصار شارمهد في ألمانيا الاتهامات، وحثوا برلين على “التحرك الفوري … لإنقاذ حياته”.

وقالت ابنته غازيل شارمهد لوكالة فرانس برس إن الدول الأوروبية “يجب أن تستخدم كل الوسائل السياسية المتاحة” للضغط على طهران، داعية إلى “إجراءات متشددة”.

وحذرت من أن “هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة والدي”، منبّهةً من تدهور حالته الصحية في السجن.

وقالت “لا نعرف حتى أين هو، ولا نعرف كيف هي حالته أو حتى إذا كان يعلم بالخبر المروع هذا”، بشأن الحكم الصادر عن محكمة درجة أولى ويمكن بالتالي استئنافه أمام المحكمة العليا.

وكانت إيران قد أعلنت في آب/أغسطس 2020 توقيف شارمهد الذي كان مقيمًا حينها في الولايات المتحدة، من خلال “عملية معقّدة”، دون أن تحدّد مكان أو كيفية تنفيذها.

أمّا أسرته، فتقول إن أجهزة الأمن الإيرانية اختطفته أثناء عبوره في دبي في العام 2020 وتم نقله قسرًا إلى إيران.

لعبة قذرة

نددت منظمات غير حكومية بالحكم وبينها منظمة العفو الدولية.

وقال مدير منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية محمود أميري مقدم الثلاثاء “خطفوا جمشید شارمهد والآن يرسلونه إلى الموت بعد محاكمة صورية”، مضيفًا “في الواقع، تهدد إيران  ببساطة بقتل رهينة”.

وأثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية بعدما أعدمت في كانون الثاني/يناير المسؤول السابق في وزارة الدفاع، الايراني البريطاني، علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة.

ويواجه معارض آخر هو الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي أيضًا عقوبة الإعدام. وأوقف رضا جلالي وهو طالب جامعي خلال زيارة إلى إيران في نيسان/أبريل 2016 وحُكم عليه بالإعدام في 2017 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وتؤكد أسرته أنه ما زال ينتظر تنفيذ حكم الإعدام.

ويأتي حكم الإعدام على جمشيد شارمهد غداة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران، استهدفت وزيرين إيرانيين و30 كيانا ومسؤولاً آخرين الإثنين على خلفية قمع التظاهرات في إيران التي اشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق.

وما لا يقل عن 16 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، من بينهم ستة فرنسيين، محتجزون في إيران، ومعظمهم مزدوجو الجنسية لكن إيران لا تعترف بوضع الجنسية المزدوجة لمواطنيها.

وقالت غازيل شارمهد “والدي وجميع مزدوجي الجنسية كبش فداء في هذه اللعبة القذرة التي” تنخرط فيها السلطات الإيرانية.