داعش يواصل الهجمات ضد المصالح الاقتصادية في إفريقيا

  • صحيفة التنظيم تستشهد بهجوم قديم على عناصر تنظيم القاعدة في بوركينا فاسو
  • استمرار مساعي داعش لتعطيل الانتخابات البرلمانية في الصومال

شنت صحيفة النبأ الأسبوعية، الناطقة بلسان تنظيم داعش، هجومًا على خصوم التنظيم مركزًة على تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية، وجماعة الإخوان المسلمين واصفةً هذه الجماعات بأنها سقطت شر سقطة لكنها تواصل هجومًا على خلافة داعش المزعومة، كما تبنى التنظيم اغتيال أحد وجهاء فرقة البريلوية الصوفية بباكستان.

ونشرت الصحيفة الصادر عن ديوان الإعلام المركزي لتنظيم داعش (عدد 378)، مقالًا افتتاحيًا بعنوان: “بعد ما رأوا الآيات” اعتبرت فيه أن خصوم تنظيم داعش من الجماعات الإسلامية والجهادية وكذلك من الدول والحكومات، ما زالوا يهاجمون تنظيم داعش ويشككون في منهجه ويتهمونه بالعمالة لأطراف خارجية، واصفةً أعداء داعش بأنهم سقطوا جميعًا وخسروا، على حد زعم الصحيفة.

داعش ينتقد القاعدة والإخوان.. ويهاجم الصوفية في باكستان

وركز تنظيم داعش، على مهاجمة غريمه التقليدي تنظيم القاعدة معتبرًا أنه يعيش حالة من التيه بعد أن تردى إلى قعر بئر سحيق، وفق تعبير صحيفة النبأ، كما أن حركة طالبان فشلت في تحقيق أي نتيجة ذات مغزى منذ انخراطها في عملية السلام مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت صحيفة النبأ أن مقاتلي داعش هاجموا تجمعات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المحسوبة على تنظيم القاعدة، في بوركينا فاسو وهو ما أدى إلى مقتل 24 من عناصر القاعدة وإصابة آخرين.

بيد أن الهجمات التي تحدثت عنها صحيفة النبأ وقعت في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، و1 و4 ديسمبر/ كانون الأول 2022، أي قبل أكثر من شهرين، وذلك وفقًا للتاريخ الذي أوردته الصحيفة للهجمات، بينما لم تكشف الصحيفة السبب خلف تأخر تبني هذه الهجمات.

ولعل تنظيم داعش يهدف من هجومه المتواصل على تنظيم القاعدة إقناع أنصار التنظيم الأخير بالانشقاق عنه والالتحاق بتنظيم داعش، كما يسعى للتمدد داخل المناطق التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي والذي يوليه داعش اهتمامًا متزايدًا.

وعلى صعيد متصل، أعلن التنظيم اغتيال “شيخ عبد الباقي” أحد شيوخ الطائفة البريلوية الصوفية بباكستان، مبررةً عملية الاغتيال بأنها تأتي لاستهداف أحد رؤوس هذه الفرقة المخالفة للتنظيم.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتبنى التنظيم فيها هجمات بباكستان، والتي اختفى أي ذكر بها في صحيفة النبأ، منذ شهر، فيما بقيت ولاية خراسان، فرع داعش المحلي في أفغانستان، غائبةً عن المشهد للعدد الخامس على التوالي، فلم تنشر صحيفة النبأ أي تقارير عن أفغانستان، لكنها نسبت هجومًا نفذه مقاتلي التنظيم في باكستان، والتابعين لما يُعرف بولاية باكستان، لـ”ولاية خراسان”، في محاولة لتسليط الضوء عليها في ظل عدم تمكن التنظيم من تنفيذ هجمات جديدة في أفغانستان.

داعش ينتقد القاعدة والإخوان.. ويهاجم الصوفية في باكستان

ارتفاع في هجمات التنظيم

وعلى صعيد متصل، طرأ ارتفاع على هجمات تنظيم داعش خلال الأسبوع الحالي الذي شهد 20 هجومًا، وهو أعلى معدل للهجمات في الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنةُ بـ11 هجومًا لكل من الأسبوع الماضي والأسبوع السابق له.

وارتفعت الهجمات في العراق من هجوم واحد في الأسبوع الماضي إلى 4 هجمات في الأسبوع الحالي، فيما انخفضت الهجمات في موزمبيق من 5 هجمات إلى هجوم واحد في نفس الفترة.

ومع تلك الزيادة تبقى هجمات داعش، في مستوى منخفض مقارنة بما كانت عليه الهجمات من قبل، كما أن غالبية الهجمات التي شنتها مفارز داعش في جميع مناطق داعش اتسمت بالتقليدية إلى حد كبير، باستثناء هجوم نوعي وقع في ولاية الساحل المزعومة حيث شن مقاتلون محسوبون على داعش هجومًا على رتل لقوات النيجر قبل قيامها بالتوغل في المناطق الحدودية مع مالي لمطاردة عناصر داعش فيها.

استمرار الحرب الاقتصادية في إفريقيا

إلى ذلك، واصل تنظيم داعش الهجمات التي تستهدف المصالح الاقتصادية، في وسط وجنوب القارة الإفريقية، ففي دولة الكونغو الديمقراطية (وسط)، هاجمت المجموعات المحسوبة على التنظيم القوافل التجارية على طريق “بيني- كاسيدي” شرق البلاد وأحرقت شاحنة بضائع، وفي موزمبيق (جنوب) شن التنظيم هجومًا في منطقة “مونتيبويز” بكابو ديلغاو، شمال شرق الدولة الإفريقية، مستهدفًا الوصول إلى المناجم والمواقع التي تعمل فيها شركات التعدين بالمنطقة، وذلك لاستنزاف موزمبيق اقتصاديًا.

ويركز داعش على تكتيك “الاستنزاف الاقتصادي” ضمن خطة أوسع يُطلق عليها إستراتيجية الحرب الاستنزافية، والتي اتبعها التنظيم، عقب انهيار خلافته المكانية في مارس/ آذار 2019، وتهدف إلى استنزاف خصوم داعش عسكريا واقتصاديا ولوجستيا، حسبما يقول التنظيم.

داعش ينتقد القاعدة والإخوان.. ويهاجم الصوفية في باكستان

ومن جنوب القارة الإفريقية إلى شرقها، قالت صحيفة النبأ إن مقاتلي داعش استهدفوا موكب لفريق يُشارك في تنظيم الانتخابات البرلمانية، بمنطقة وادي جعيل جنوب شرقي مدينة بوصاصو، ثالث أكبر مدينة في البلاد.

ومن الواضح أن تنظيم داعش يسعى لتعطيل الانتخابات البرلمانية، المقرر إقامتها في 24 فبراير/ شباط الجاري، واستهداف المرشحين والمنظمين لها والمشاركين في تلك الانتخابات.

وقالت أسبوعية النبأ، الناطقة بلسان التنظيم، إن عناصر داعش قاموا بحملة في بعض القرى والبلدات في المناطق القريبة من مناطق نشاط التنظيم ونبهوا على أهالي تلك المناطق بعدم المشاركة في الانتخابات، مؤكدةً أن التنظيم سيبذل ما في وسعه لمنع إقامة تلك الانتخابات على حد وصف الصحيفة.