قائد مرتزقة فاغنر يُعلق على فشل القوات الروسية في التقدم

  • بريغوجين: من أجل السيطرة على باخموت يجب قطع كل طرق الإمدادات
  • حوالي 80 بالمئة من القوات البرية الروسية مكرسة للمجهود الحربي

توقع قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية السيطرة على باخموت، مركز المعارك الجارية في شرق  أوكرانيا، في “آذار/مارس أو نيسان/أبريل” ناسبا البطء في تقدم القوات الروسية إلى “البيروقراطية العسكرية الرهيبة”.

وقال يفغيني بريغوجين  في مقاطع فيديو نشرت ليل الأربعاء الخميس على تلغرام أنه “من أجل السيطرة على باخموت، يجب قطع كل طرق الإمدادات”، منددا بـ”البيروقراطية العسكرية الرهيبة” الروسية لفشلها في السيطرة على المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك قبل نهاية العام 2022.

فاغنر تعترف بمواجهة مقاومة أوكرانية قوية

وفي وقت سابق اعترف بريغوجين في مقابلة نادرة نشرت الجمعة، بأن القوات الروسية تواجه مقاومة شرسة من المدافعين الأوكرانيين عن مدينة باخموت الاستراتيجية، التي قال إنه من المهم جداً لروسيا استردادها والسيطرة عليها للمضي قدماً في حملتها، في الوقت الذي انتقد فيه القيادة العسكرية الروسية وبعض المسؤولين المتنفذين.

وأضاف، في مقابلة أجراها معه مراسل عسكري روسي، أن على روسيا أن تضع أهدافاً واضحة في حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتمثل ذلك في ترسيخ وجودها بقوة في شرق أوكرانيا أو المضي قدماً للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

هجمات فاشلة

جددت الهجمات الروسية “الفاشلة” على مدى الأسابيع الماضية في شرق أوكرانيا التساؤلات بشأن قدرة موسكو العسكرية على مواصلة الهجمات البرية واسعة النطاق، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز“.

وكانت روسيا قد كثفت هجماتها في شرق أوكرانيا خلال الفترة الماضية للسيطرة على مدينة فولدار، التي ينظر إليها على أنها خطوة افتتاحية لشن الهجوم الكبير خلال الربيع المقبل.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن حجم الخسائر الروسية جراء الهجمات المكثفة التي جاءت منذ  الأسبوع الأخير من يناير، بدأت في الظهور مع ترك لواءين في حالة يرثى لها.

وترسم روايات المسؤولين الأوكرانيين والغربيين والجنود الأوكرانيين والجنود الروس الأسرى والمدونين العسكريين الروس، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعية، صورة لـ “حملة روسية متعثرة” لا تزال تعاني من خلل في ساحة المعركة، بحسب “نيويورك تايمز”.

وأثارت هذه النكسات الروسية الجديدة التساؤلات حول التكتيكات العسكرية التي تستخدمها موسكو في ساحة القتال.

في الأسابيع الأخيرة، دفعت موسكو بعشرات الآلاف من الجنود إلى الخطوط الأمامية، إذ إن عديد منهم مجندين جدد يفتقرون إلى الخبرة في وقت تسعى فيه قوات الرئيس، فلادمير بوتين، لإظهار التقدم قبل حلول الذكرى الأولى للغزو الشامل في 24 فبراير.

 

ويقدر المسؤولون الغربيون أن جزءا كبيرا من الجيش الروسي يقاتل بالفعل في أوكرانيا، مما يثير المزيد من الشكوك حول القدرات الهجومية الروسية.

والأربعاء، قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، لشبكة “بي بي سي” إن “97 بالمئة من الجيش الروسي” موجود في أوكرانيا، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

ويقدر المسؤولون العسكريون الأمريكيون أن حوالي 80 بالمئة من القوات البرية الروسية مكرسة للمجهود الحربي.

لطالما كانت بلدة فولدار، التي تقع عند تقاطع الجبهة الشرقية في منطقة دونيتسك والجبهة الجنوبية في منطقة زابوريجيا، في أنظار موسكو.

وقد استخدمتها أوكرانيا كقاعدة لمضايقة الشحنات على خط سكة حديد مهم يزود القوات الروسية.

قال المتحدث باسم القوات العسكرية الأوكرانية في المنطقة، الكولونيل أوليكسي دميتراشكيفسكي، في مقابلة، “تكبد العدو خسائر فادحة”.

وأضاف أن الهجمات على فولدار لم تكن مفاجئة، بل إن الروس حذروا الأوكرانيين من هجوم قادم عبر قنوات التواصل الاجتماعي في محاولة على ما يبدو لإخافتهم.

وقال دميتراشكيفسكي: “لقد تم الإعلان عن ذلك ونشره. لقد تم القيام بذلك لتقليل الروح المعنوية للمقاتلين”.

وأكد أن اثنين من أكثر ألوية النخبة في روسيا – كتيبتي المشاة البحرية 155 و40 – تم تدميرهما في فولدار.

وذكرت مخابرات وزارة الدفاع البريطانية الأسبوع الماضي أن الوحدات الروسية “عانت على الأرجح من خسائر فادحة بشكل خاص حول فولدار”.

منافسات بين الجيش الروسي وفاغنر

في الأسابيع الأخيرة، اندلعت منافسة بين قوات فاغنر والجيش الروسي النظامي، حيث زعمت مجموعة المرتزقة أن مقاتليها أكثر قدرة.

كانت منصة “Gray Zone”، وهي قناة عبر تلغرام تابعة لمجموعة فاغنر، تنتقد بشدة جهود الجيش الروسي في فولدار، ودعت القادة الروس المسؤولين عن الخسائر إلى أن يحاسبوا في محاكمات علنية.

وقاد مقاتلو فاغنر الحملة الروسية الدموية التي استمرت لأشهر للسيطرة على مدينة باخموت على بعد 100 كيلومتر شمال فولدار، بينما كانت القوات في فولدار تتكون أساسا من وحدات الجيش الروسي النظامية، على الرغم من وجود بعض مقاتلي فاغنر، حسبما قال مسؤولون أوكرانيون.

وقال جندي من مشاة البحرية الروسية قاتل في فولدار لموقع “7×7” المحلي، ومقرها منطقة كومي في روسيا، إن من نجوا من المعركة يعتبرون فارين.

وقال الجندي، الذي لم يكشف الموقع الإخباري عن هويته، مشيرا إلى ضرورة حماية سلامته، إنه جزء من السرية الثالثة من اللواء 155.

وأضاف أنه بعد الهجوم الفاشل، لم يبق على قيد الحياة سوى ثمانية جنود من فرقته. وختم قائلا: “كان من الأفضل لو تم إلقاء القبض علي ولم أعد أبدا”.