وثائق الشرطة الصينية المسربة تسلط الضوء على اعتقالات مسلمي الإيغور في شينجيانغ
- ما هي “كذبة القرن” الصينية؟
- مليونَي شخص من سكان جنوب شينجيانغ تحت القمع الصيني
رجل صيني من مسلمي الإيغور ظن أنه فقد شقيقه للأبد، أو هذا ما كان يتخيله بعد أن اختفى لسنين طويلة ولم يعلم عنه شيئًا.
ولكن مع انتشار وثائق الشرطة الصينية في الأونة الأخيرة، والتي تحتوي على العديد من الملفات الخاصة بمسلمي الإيغور المحتجزين قسرًا داخل أروقة السجون التابعة للنظام الصيني.
أخذ العديد من شعب الإيغور المهاجرين خارج الحدود الصينية في البحث عبر تلك الوثائق المسربة أملًا في أن يجدوا من فقدوهم، وهو بالفعل ما حدث مع “ماماتجان جمعة” المواطن الإيغوري والذي ظن أنه فقد شقيقه للأبد، إلا أنه وجد صوره ضمن وثائق الشرطة الصينية، وعلى الرغم من فرحته الشديد بالعثور على شقيقه بعد كل تلك السنوات، إلا أنه كان حزينًا لرؤيته بهذا المنظر والذي وصفه قائلًا “يبدو أنه فقد روحه”.
هذه الواقعة تعيد إلى أذهاننا العديد والعديد من الصور لمعتقلين بمن فيهم نساء وقصّر ومسنّون، لنسلط الأضواء على وضع المسلمين الإيغور في شينجيانغ.
نشرت هذه الوثائق في أكثر من 14 وسيلة إعلام عالمية من بينها صحيفة “لوموند” الفرنسية، الوثائق التي أُرسلت من مصدر مجهول إلى الباحث الألماني أدريان زينز وهو أول من اتّهم عام 2018 النظام الصيني باحتجاز أكثر من مليون من أفراد الإيغور في “مراكز لإعادة التثقيف السياسي”.
الترويج لخديعية “كذبة القرن”
ولكن لطالما نفت بكين وجود هذا العدد من الأشخاص في المراكز مندّدة بما تعتبره “كذبة القرن”، مؤكّدةً أن هذه المعسكرات هي في الواقع “مراكز تدريب مهني” تهدف إلى محاربة التطرف الديني، بعد سلسلة هجمات دامية في المنطقة. إلا أن الوثائق التي نُشرت تُظهر أن وجود “متدّربين” في هذه المراكز ليس أمرًا طوعيًا. وقال زينز في حوارٍ سابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية” إن الوثائق “تنسف الدعاية الصينية”.
تتضمن المستندات أكثر من 2800 صورة هوية لمعتقلين بينهم زيتونيغول أبليهيت وهي مراهقة تبلغ 17 عامًا أوقفت لأنها استمعت إلى خطاب محظور، وبلال قاسم البالغ من العمر 16 عامًا المُدان على ما يبدو لعلاقاته بسجناء آخرين.
والأكبر سنًّا ضمن اللائحة امرأة تبدو نحيفة ومرتبكة في الصورة وتُدعى أنيهان هاميت، كانت تبلغ 73 عامًا عند توقيفها. تُظهر صورة أخرى حراسًا يحملون هراوات ويحاولون السيطرة على سجين مقيّد بسلاسل.
تثبت الوثائق المكتوبة فكرة وجود قمع منظّم من رأس الدولة الصينية. وجاء في خطاب نُسب إلى الوزير المكلّف بشؤون الشرطة الصينية تجاو كيتجي عام 2018 أن الرئيس شي جينبينغ أمر بتوسيع مراكز الاعتقال. وقال تجاو “إن مليونَي شخص من سكان جنوب شينجيانغ على الأقلّ قد يكونون متأثرين بشكل خطير بتغلغل الفكر المتطرف”.
يشكل الإيغور نحو معظم سكان شينجيانغ البالغ عددهم 26 مليون نسمة. وأمر حاكم المنطقة تشين قوانغوو في خطاب ألقاه عام 2017، الحراس بأن يطلقوا النار على الأشخاص الذين يحاولون الهروب و”بمراقبة المؤمنين عن كثب”. ورفضت بكين بشكل قاطع خلاصات أدريان زينز.