الصين في مأزق بسبب كورونا

  • زعمت الصين أنها لديها القدرة في مكافحة الوباء استراتيجيات كصفر كوفيد  التي أثبتت فشلها الذريع
  • أعلى هيئة صحية حكومية في بكين كشفت إصابة نحو 37 مليون شخص بكورونا في يومٍ واحد

انتقدت الصين على مدارِ السنوات الماضية، دولًا عدة من بينها الولايات المُتحدة الأمريكية، على طريقة إداراتهم في مُحاربة وباء فيروس كورونا.

وإلى ذلك ادعت بكين مرارًا بأن أمريكا أصدرت تقاريرًا كاذبة، فيما يخص أعداد الإصابات والوفيات لديها بخصوص كوفيد-19، في حين زعمت الصين أنها لديها القدرة في مكافحة الوباء بصورة حازمة عبر استراتيجياتٍ عدة، ومنها سياسة صفر كوفيد – التي أثبتت فشلها الذريع.

نصف مليون إصابة بكورونا يوميًا

وفي اعتراف نادر، كشف مسؤول صحي صيني كبير أن نصف مليون إصابة بكوفيد تسجل يوميا في مدينة تشينغداو وحدها، بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس واقع حجم الانتشار الجديد للوباء، ورد في مقال طالته الرقابة بسرعة.

ومع تزايد استياء السكان، تخلت الصين مطلع الشهر الجاري عن الركائز الأساسية لسياستها الخاصة “صفر كوفيد” لاحتواء الوباء، وألغت إجراءات الإغلاق والفحوص والحجر وقيود السفر التي تؤثر كلها على الاقتصاد الصيني.

وتكافح المدن في جميع أنحاء الصين للحد من ارتفاع الإصابات الذي أدى إلى إفراغ رفوف الصيدليات وامتلاء غرف المستشفيات وكذلك مراكز إحراق الجثث.

لكن إلغاء هذه الإجراءات جعل من شبه المستحيل تتبع أعداد الإصابات بينما غيرت السلطات منهجها في تعريف الوفاة بسبب كوفيد في خطوة يقول خبراء إنها تهدف إلى خفض الأعداد المتعلقة بالوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.

37 مليون إصابة

كشفت تقديرات أعلى هيئة صحية حكومية في بكين، أن ما يقرب من 37 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا في الصين وذلك في يوم واحد هذا الأسبوع، وفقاً لوكالة Bloomberg الأمريكية.

وفقاً لمحضر اجتماع داخلي للجنة الصحة الوطنية الصينية عُقد الأربعاء، فإنه من المحتمَل أن يكون ما يصل إلى 248 مليون شخص، أو ما يقرب من 18% من السكان، قد أُصيبوا بالفيروس في أول 20 يوماً من ديسمبر الجاري.

وأدى تفكيك بكين السريع لقيود كوفيد إلى انتشار واسع لمتغير أوميكرون شديد العدوى في مجموعة سكانية ذات مستويات منخفضة من المناعة الطبيعية. وتفيد تقديرات الوكالة بأن أكثر من نصف سكان مقاطعة سيتشوان، جنوب غرب الصين والعاصمة بكين، أُصيبوا بالفيروس.

من غير الواضح كيف توصّل المنظم الصحي الصيني إلى تقديراته، حيث أغلقت البلاد شبكتها المنتشرة في كل مكان من أكشاك اختبار الكشف عن الفيروس في وقت سابق من هذا الشهر. وكان من الصعب تحديد معدلات إصابة دقيقة في المدن الأخرى أثناء الجائحة، حيث استُبدِلَت الاختبارات المعملية التي يصعب الحصول عليها، وحل محلها الاختبار المنزلي بنتائج لم تُجمَع مركزياً.