ثقافة الإيغور مهددة بالاندثار على يد الحزب الشيوعي الصيني

تحظى الصين بتقدير كبير لفن الخط، كما هو الحال في التقاليد الإسلامية، يُنظر إليه على أنه أحد أعلى أشكال الفن الصيني، وله قيمة ثقافية لا مثيل لها، وكانت الطريقة التي يكتب بها المرء لا تقل أهمية عما كتبه.

بدايات فن الخط الصيني ظهرت مع مقاطع الكتابة الصينية المكتوبة القديمة وهي “جياقوون”، أي الكتابة المنقوشة على عظام الحيوانات وتروس السلاحف، في الفترة ما بين القرن الرابع عشر والحادي عشر قبل الميلاد، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بـ”تشانبو” أي قراءة الطالع.

في العصور القديمة، كان الصينيون يستخدمون في التنجيم تروس السلاحف وعظام أكتاف البقر، وذلك عن طريق وضعها على النار. وكان الشامان “ووشي” يقوم بتفسير الشقوق الظاهرة على العظام للتنبؤ بالأحداث المستقبلية. في ذلك الوقت، كانت الكتابة تعتبر شيئا مقدسا، وتستخدم فقط للتواصل مع الآلهة أو التحدث لهم، على غرار الهيروغليفية في مصر القديمة.

"فن الخط".. تقدير في الثقافة الصينية لكن ماذا عن ثقافة الإيغور وفنونهم؟

 

وكان الأسلاف الصينيون يقدرون الكتابة والقراءة كثيرا. وورد ذلك في العديد من الأقوال المأثورة في الصين. مثل: “إذا قرأت عشرة آلاف كتاب، يمكنك أن تكتب مقالات بامتياز كما لو أنك تنال مساعدة من الآلهة”؛ وعبارة “بعد قراءة كتاب 1000 مرة تتجلى المعاني ذاتيا”.

استخدام الفرشاة للكتابة يختلف تماما عن استخدام القلم، والكتابة بها تتطلب تواصلا أعمق بين العقل والجسد، وتتطلب إظهار ما في أعماق قلب الخطاط على ورقة الكتابة. الخطاطون يعتبرون أعمالهم بمثابة إعادة تشكيل للعالم الكوني. ولكل خطاط أسلوبه وطريقته الخاصة في رسم وتجسيد كل مقطع من مقاطع الكتابة الصينية. ومن خلال الممارسة الطويلة لهذا الفن الصيني، قد يطورون أساليبهم المميزة في الكتابة؛ والتي قد تثير أحيانا مشاعر مختلفة تجاه أعمالهم.

ثقافة الإيغور.. الحزب الشيوعي الصيني يسعى لسحقها

الإيغور مسلمون وتعود أصولهم عرقيا إلى الشعوب التركية، ويعتبرون أنفسهم أقرب عرقياً وثقافياً لشعوب آسيا الوسطى.

ويبلغ عددهم في الصين 11 مليون شخص ويشكلون حالياً نحو 45 في المئة من سكان إقليم شينجيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة.

والإقليم الواقع في شمال غربي البلاد هو أكبر إقليم في الصين ويتمتع بالحكم الذاتي مثل التبت نظرياً، لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء من هذا القبيل. ويجاور الإقليم الهند وأفغانستان ومنغوليا.

وظل اقتصاد المنطقة لقرون قائما على الزراعة والتجارة، إذ كانت بعض المدن مثل كاشغار مراكز رئيسية على طريق الحرير الشهير.

وفي أوائل القرن العشرين أعلن الإيغور استقلالهم لفترة وجيزة، ولكن الأقليم وقع تحت سيطرة الصين الشيوعية عام 1949.

ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد كبير من عرقية الهان إلى الإقليم، فيما تخشى عرقية الإيغور من اندثار ثقافتها على يد الحزب الشيوعي الصيني.