تلوث الهواء في إيران

  • السلطات الإيرانية تغلق المدارس في طهران بسبب ارتفاع مستوى تلوث الهواء
  • تلوث الهواء يودي بحياة آلاف الإيرانيين

بينما تنفق إيران على التجارب النووية، وتسليح الجماعات المتشددة، والتدخل في دول الجيران يعيش الشعب الإيراني على أزمة حانقة ومتواصلة بسبب تلوث الهواء، وهو ما يعتبره المراقبون عجزا حكوميا بامتياز في إدارة هذا الملف الذي يضرب الشعب في صحته.

أظهرت مؤشرات تلوث الهواء أن العديد من المدن الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران، تعاني من تزايد معدلات تلوث الهواء بشكل ملحوظ.

وأُغلقت المدارس في طهران بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء، وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا”. وبسبب التلوث أغلقت المدارس مرات عدة هذا العام في العاصمة وكذلك في محافظات أخرى بأمر من السلطات بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء.

طهران

منظر لشارع في وسط طهران خلال يوم ملوث للهواء في 24 مايو 2022 – Getty Images

فشل النظام الإيراني بحل مشكلة تلوث الهواء على مدار سنوات

ورغم تلوث الهواء في العاصمة طهران، إلا أن النظام فشل في الاهتمام بهذا الأمر الذي يقتل آلاف الإيرانيين كل عام، فيما تقوم بإنفاق مليارات الدولارات خارج البلاد في “مغامرات الحرس الثوري الإيراني” في المنطقة”.
وتعتبر طهران من المناطق الأكثر تلوثا في الهواء على مستوى العالم، وأغلقت السلطات الإيرانية المدارس في طهران أكثر من مرة خاصة بعد أن أصبحت مستويات التلوث “غير صحية بالنسبة للمجموعات الحساسة”، حيث يخيم الضباب الدخاني على المدينة لعدة أيام.

إيران تدق ناقوس الخطر.. تلوث الهواء في طهران يتفاقم

وتتجاوز مستويات التلوث في طهران بست أضعاف الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والبالغ 25 ميكروغراما للمتر المكعب، حيث وصل متوسط تركيز الجزيئات الخطرة المحمولة جوا إلى 145 ميكروغراما لكل متر مكعب في بعض الأيام من العام الماضي.

ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن أربعة من أصل أكثر 10 مدنٍ تلوثاً في العالم توجد في إيران، حيث تتربع الأهواز جنوباً على رأس القائمة. ومن أصل 1099 مدينة تم تقييمها فيما يتعلق بتلوث الهواء بشكلٍ عام، تم تصنيف طهران في المرتبة الـ82، حيث يعتقد العديد من خبراء التلوث أن الأوضاع تدهورت منذ نشر تقرير منظمة الصحة العالمية في عام 2015. كما يوجد في طهران حوالي أربعة أضعاف تركيز الجسيمات الملوثة من مدينة لوس أنجلوس الموبوئة بالضباب الدخاني.

وهناك العديد من العوامل وراء المشكلة، وبحسب المسؤولين، تسبب السيارات ما نسبته 48% من التلوث في طهران والدراجات النارية ما نسبته 22%. ويقضي الشخص البالغ الذي يعيش في طهران حوالي 250 ساعة في السنة في حركة المرور. وعلى مستوى الدولة، يتم قضاء حوالي 5 مليار ساعة سنوياً في الازدحام، مما يكلف الاقتصاد حوالي 2 مليار دولار.

تلوث الهواء في طهران ليس المشكلة الوحيدة في البلاد

وعلى الرغم من أن تلوث الهواء في طهران غالباً ما يتصدر عناوين الصحف، إلا أن هناك مشاكل أعمق في أجزاء أخرى من البلاد. ففي فبراير من عام 2018، اجتاحت العواصف الترابية مقاطعة خوزستان. كما وصلت نسب تلوث الهواء في الأهواز، عاصمة المحافظة التي تعاني بالفعل من الملوثات المنبعثة من صناعة البتروكيماويات المحلية، إلى 60 ضعف المستويات الآمنة.

وفي يومٍ واحد، تم إلغاء 30 رحلة جوية من وإلى الأهواز بسبب الغبار الكثيف. وأوقفت السلطات المحلية خدمات الحافلات ونُصح السكان بالبقاء في المنزل.

فهذه المنطقة مأهولة بالأقليات العربية، مما قد يُضيف المزيد من التعقيد إلى الوضع. وتلقي العديد من هذه الأقليات باللوم على السياسات التمييزية للدولة فيما يتعلق بالأزمة البيئية الحالية. وقد أدى ذلك إلى احتجاجاتٍ محلية تم قمعها من قبل شرطة مكافحة الشغب والحرس الثوري.

ففي المناطق التي يوجد فيها مزيجٌ من المجتمعات الدينية أو العرقية، يمكن بسهولة تسييس المشاكل البيئية. فقد أفسدت مشكلاتٌ مثل الإهمال السياسي ونقص الاستثمار في المحافظات المهمشة العلاقاتِ بين الدولة والمجتمع لعقودٍ من الزمن. ففي خوزستان، التي تواجه ما يُعتبر أسوأ تلوثٍ للهواء في العالم، هناك عدم ثقة تاريخية بين الأقليات العربية والحكومة المركزية التي يُسيطر عليها الفرس.

كما تحدث المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي علناً عن تلوث الهواء، ويتضمن موقعه الإلكتروني على الإنترنت قسماً يتعلق بالأحكام الإسلامية المرتبطة بالتلوث الشديد.

إيران تدق ناقوس الخطر.. تلوث الهواء في طهران يتفاقم

تلوث الهواء يودي بحياة آلاف الإيرانيين

وقال مسؤول بوزارة الصحة الإيرانية إن تلوث الهواء في البلاد تسبب بمقتل 20 ألفاً و800 شخص خلال عام 2021. فيما يعتبر السبب الرئيسي في تلوث الهواء في العاصمة طهران عدم جريان الهواء والكثافة السكانية وغازات عوادم السيارات القديمة والدراجات النارية.

وتلوث الهواء في طهران ناتج عن عدم جريان الهواء والكثافة السكانية وغازات عوادم السيارات القديمة والدراجات النارية شائعة الاستخدام.

تحت ذريعة العقوبات، لم تتخذ إيران أيّ إجراءات فعالة للتعامل مع أزمة المناخ، وقد واجهت إيران عقوبات غربية عدّة مرات في السنوات الأخيرة؛ بسبب برامجها النووية والصاروخية.

فساد النظام الذي يحكم طهران، والسياسات البيئة السيئة، قلبت حياة وسبل عيش الإيرانيين رأسا على عقب.

وتزايد وعي الإيرانيين بالمشاكل البيئة، وظهرت بعض الأصوات المعارضة والتي تنادي بحماية البيئة، وهو ما دفع النظام للتعامل معهم كعادته، بالقمع والاعتقال والسجن.