أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

أثارت قضية عودة النساء الأجنبيات اللواتي انخرطن في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي إلى بلادهن، الكثير من الجدل، لاسيما بعد اعتراض عددٍ من الحكومات على هذا الأمر، وأبرز مثالٍ على ذلك هو ما فعلته بريطانيا التي سحبت الجنسية البريطانية من شميمة بيغوم، إلى جانب رفض الولايات المتحدة الأمريكية دخول هدى المثنى إلى أراضيها.

وفي خضمّ هذه الاعتراضات والمواقف المتعلقة بهذه القضية، برزت جمهورية الشيشان كدولة معارضة، إذ أعلنت ترحيبها بنسائها العائدات من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم “داعش”، بخلاف باقي الدول الأخرى.

“الترحيب الشيشاني” هذا توقفت عنده صحيفة “الغارديان” البريطانية، حيث تطرّقت إلى الأسباب الكامنة وراءه. وفي تقريرها، لفتت الصحيفة إلى أنّ “روسيا تواجه مشكلة كبيرة، لأن عدد الروسيات اللواتي سافرن إلى سوريا بلغ نحو 4 آلاف، بحسب الرئيس فلاديمير بوتين، فضلاً عن 5 آلاف امرأة أخرى من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق”. وفعلياً، فإنّ “بوتين يدعم إعادة الأطفال، لكنه لم يفصل في مسألة النساء. هذا الأمر فسرته رحلات عودة الأطفال المولودين التي تواصلت فجأة في روسيا، إذ عاد نحو 30 طفلاً في ديسمبر/ كانون الأول إلى البلاد”.

وأوضحت الصحيفة أنّ “الناشطة الشيشانية، خيدا ساراتوفا، تبحث حالياً عن مصير نحو 7 آلاف امرأة سافرت من روسيا وكازاخستان وأوزبكستان إلى سوريا والعراق ومعهن حالياً نحو 1100 طفل. أما المفارقة، فهي أنّ رئيس الشيشان نفسه رمضان قاديروف يدعم حملة البحث عن هؤلاء النساء، وقد تدخّل لدى بوتين لتسهيل عودة النساء من تنظيم داعش، وقد نظمت رحلات لهن من سوريا والعراق إلى غروزني عاصمة الشيشان”.

لماذا أراد قاديروف ذلك؟

وتنقل “الغارديان” عن مراقبين أنّ “قاديروف يفعل ذلك من أجل مراقبة المتمردين المحتملين عن كثب، ورفع مكانته باعتباره قائداً مسلماً يرى أن النساء سافرن إلى معاقل داعش اتباعاً لأزواجهن”.

خطوة قاديروف هذه لاقت “مديحاً” من قبل عددٍ من المنظمات الحقوقية، وقد أشار الداعمون لها إلى أن “21 امرأة ومعهن 100 طفل عادوا إلى الشيشان في عام 2017 على متن هذه الرحلات”، وهم يعتقدون أن عودتهن تجعل البلاد أكثر أمناَ.

في المقلب الآخر، فإنّ المعارضين للعملية تدخلوا لوقف عودة النساء في 2017 بسبب شكاوى من أجهزة المخابرات الروسية. ولذلك، فإنّ عملية إعادة الأطفال لم يتم استئنافها إلا في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2018، لكن عودة النساء توقفت تماماً. ومن جهة المراقبين، فإنّ “روسيا هي أكثر استعداداً لاستقبال مواطنيها العائدين من داعش مقارنة بالدول الغربية، وقد أشادت منظمة هيومن رايتش ووتش بهذا الاستعداد، لكنها تقول إن وقف الرحلات لمدة عام كامل خيب آمال عائلات كثيرة”، وفقاً للصحيفة.

مصدر الصورة: BBC – AFP

للمزيد:

“الغارديان”: محاكمة الأسد بمساعدة أوروبا لا تزال ممكنة