أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

تكبدت طالبان خسائر فادحة في تحالفها مع القاعدة لأكثر من عقدين من الزمن. ساهمت العلاقة في عزل طالبان دولياً أثناء وجودها في السلطة. وجود القاعدة كان مصدراً لصراع داخل التنظيم، وحث البعض الملا عمر على طرد الجماعة. وكان بعضهم في طالبان محبطاً من تصريحات بن لادن الخاصة بالحرب، وأعمال القاعدة الإرهابية ضد الولايات المتحدة في السنوات السابقة لعام 2001.  وباعتراف القاعدة نفسها: ” طالبان تقريبا ليست بحاجتنا”.

وفي بعض الأوقات، وخاصة خلال التسعينات، كانت طالبان بحاجة إلى أموال من القاعدة. لكن لم يعد هذا هو الحال الآن. إذ إن خزائن طالبان مهيئة جيداً من خلال علاقاتها مع مختلف الداعمين، بما في ذلك باكستان وإيران وروسيا، فضلاً عن مشاركتها في تجارة المخدرات في أفغانستان.

اقرا: مقتل وإصابة 19 من بينهم قادة في طالبان بأفغانستان

هذا التدبير يؤتي ثماره مع القاعدة لأن التمرد في أفغانستان ليس أولوية كبرى. في السنوات الأخيرة، غادر عدد من الخبراء العسكريين وخبراء المتفجرات أفغانستان الى سوريا. وباعتراف أيمن الظواهري نفسه، فإن أفغانستان حاليا على هامش المعركة الكبرى، وأن القيادة في العراق وسوريا تعد أكثر أهمية.

الرابطة التي كانت تجمعهم في المقام الأول هي العلاقة الشخصية بين الملا عمر وأسامة بن لادن. لكن الظواهري لا يتمتع بنفس مكانة بن لادن مع طالبان أو حتى بين حلفاء القاعدة الآخرين. لقد عانى خلفُ الملا عمر من نقص شرعيتهم. وبالتالي، لقد سعوا إلى الرجوع إلى تصريحات الظواهري الخاصة بالبيعة وتفحصها بعناية شديدة. لقد قَبـِلَ الملا أختر محمد منصور بيعة الظواهري علناً، ليقوم بإزالة الإعلان من موقع طالبان على الإنترنت لاحقاً. لم يقر زعيم حركة طالبان الحالي الملا هيبة الله أخوند زاده بيعة الظواهري الأخيرة علانية.

كما قامت طالبان ببعض المناورات الخطابية لتنأى بنفسها عن القاعدة علناً. الجدير بالذكر أن زعيم طالبان الحالي تعهد بأن الجماعة لن تسمح باستخدام أفغانستان لشن هجمات على بلدان أخرى.

 

اقرا ايضا

وثائقي #أفول_القاعدة – الجزء الأول

وثائقي أفول القاعدة – القائد الغائب

من هم قادة تنظيم القاعدة الطلقاء؟