دبي، 17 مارس 2014، أخبار الآن –

لا تُذكر القاعدة إلا وتذكر معها الممارسات المروعة في حق سكان أو عابري المناطق التي يستحوذون عليها. من أفغانستان إلى باكتسان، العراق، سوريا، القرن الإفريقي، وشمال إفريقيا، تتشابه القواعد في هذا الترويع الذي يتخذ من الدين دائماً غطاء له. ما يقلق في هذا التشابه والتلاقي هو أن “الانحراف” ليس رهناً ببيئة أو ظرف قد لا يوجد مثيله في مكان آخر، بل هو في أصل الفكر الذي يستند إليه أتباع القاعدة. فليس ثمة ما هو طارئ في ممارسات القاعدة بغض النظر عن جغرافيتها ونشأتها. وبالتالي فمن ينفي “تطرفاً” في مكان أو زمان على أساس أن “ليس كل من يبدو مثل القاعدة هو قاعدة” إنما يدفن رأسه في الرمل. الأمر الآخر الذي يُقلق هو زجّ هؤلاء بالدين في أعمالهم بما انعكس وينعكس سلباً على صورة المسلمين. فتظهر لديهم الانتقائية في الأحكام كما تظهر عند من يعتبروه عدواً أو مرتداً.

استمراء العنف والوحشية لدى القاعدة ظهر في أبشع صوره في تقطيع الرؤوس في سوريا، وفي رجم طفلة في الثالثة عشرة في الصومال، وفي اغتصاب فتيات في مالي، وتقطيع أيدي وأرجل شباب في اليمن. ومن نقاط الالتقاء في هذا الاستمراء الاعتباطية في تنفيذ الأحكام والهجمات المروعة. ومن ذلك أن قدمت القاعدة – داعش وقاعدة اليمن وقاعدة الصومال– ثلاثة اعتذارات مرة لنحر شاب “خطأ” وثانية لقتل مرضى وأطباء في مستشفى “خطأ” أيضاً، وثالثا لمقتل طفل في الثامنة. فيما يلي نورد نماذج من ممارسات كانت الأكثر  حضوراً في الذاكرة. 

داعش

النحر

لم تكن حادثة قطع رأس محمد فارس من حركة أحرار الشام أبشع ما فعلته داعش في سوريا؛ لكنها كانت الأكثر حضوراً في الإعلام في تلك الفترة المبكرة نسبياً من تسلط داعش على السوريين في شمال سوريا وشرقها.

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

في منتصف شهر نوفمبر 2013، ظهر اثنان من داعش في حي الأنصاري بحلب يحملان رأساً لمقاتل قالا إنه من المليشيات الشيعية التي كانت تقاتل وقتها في منطقة اللواء 80. لكن المقاتل كان محمد فارس من مقاتلي أحرار الشام الموالية لداعش في ذلك الوقت.  وفي التفاصيل، أن المقاتل أصيب في المعارك فنقل إلى المستشفى الميداني وأخضع لإجراء جراحي تطلب تخديره. وفي هذيانه، قال كلمات مثل “يا حسين”؛ يعتقد البعض أنه كان ينادي على أحد رفاقه. سمعه من الخارج اثنان من داعش، فدخلا غرفة العمليات وجزّا عنقه بالرغم من توسل الطبيب لهما بالتوقف.

استمراء الذبح كان واضحا في شهادة أدلى بها معتقل سابق لدى داعش. يقول الشاب إن الجلاد في سجن داعش في الدانا، شمال إدلب، كان “يتحسس” الرقاب “الطرية”، ويعلق: “لن أحتاج إلى شحذ السكين.”  ويصف كيف حمّلوه رأساً وسألوه: “كم يزن برأيك؟” قبل أن يقولوا له: “اليوم أنت تحمله، وغداً، سيأتي آخر يحمل رأسك.” ويتابع الشهادة بوصفه “مسلخاً” تعلقت في الجثث؛ بعضها بلا رأس. الشاب كان على لائحة النحر لولا أن اقتحم الجيش الحر الدانا في مطلع 2014.

وفي وقت لاحق مع انحسار وجود داعش في البلدات التي سيطرت عليها مثل اعزاز وحريتان في حلب، والدانا، في إدلب، تكشفت مجازر داعش؛ فوجدت قبور جماعية؛ جثث متعفنة؛ وأخرى متفحمة.

أحكام اعتباطية

وفي فبراير 2014، نقل موقع أخبار الآن عن شهود عيان في الرقة أنهم حضروا “تنفيذ قصاص” في شاب قالت داعش إنه “سبّ الذات الإلهية.” شهود العيان توسلوا لداعش أن ترأف بالرجل وأن “يُستتاب”، لكنهم أصروا على قطع رأسه بحجة أنه ينتمي إلى التنظيم. الشاب صرخ فيهم وقال إنه إنما أراد ترك التنظيم؛ لكنهم استدركوه. أعدم الشاب.

ومن الممارسات التي نُقلت عن داعش ما جاء في شهادة مقاتل تونسي انشق عنهم واختار أن يرجع إلى بلده. الرجل رفض أن يُظهر وجهه خوفاً من ملاحقة داعش. إلى هذه الدرجة داعش تخوّف أتباعها ومناوئيها على حدّ سواء. ومما قاله المقاتل المنشق أنه كان يوكل مهام مثل جلد طفل في الثانية عشرة من عمره “لاتهامه بارتكاب الزنا.”

 تقطيع الأيدي

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

لا يقل عن هذا بشاعة ما حدث في الرقة أيضاً مطلع آذار 2014 عندما أعلنت داعش هناك أنه سيُقام حدّ قطع اليد في شاب اعترف بتهمة السرقة. في ساحة وسط المدينة، حشدوا الأهالي كباراً وصغاراً وقرأوا ما يشبه لائحة اتهام وباشروا بقطع يد الشاب. في إحدى الفيديوهات التي تصور الحادثة، يظهر أن القطع لم يكن حاداً بل جاء متقطعاً بحيث ظلت اليد عالقة في الجسد مع استمرار الطرق بالسيف.

انتحاريو داعش

زادت داعش من تفجيراتها سواء بالمفخخات أو الأفراد في الأشهر القليلة الأخيرة بعد إعلان الحرب المفتوحة على شقيقتها جبهة لنصرة من ناحية والجيش الحر من ناحية أخرى.

في الأول من فبراير 2014، أرسلت داعش ثلاث سيارات مفخخة لتفجير مدرسة المشاة في حلب. بحسب شهود عيان، انفجرت السيارة الأولى بالقرب من المدرسة؛ ثم أطلق الرصاص على السيارة الثانية التي تراجعت باتجاه محطة للوقود (أو كازية) قريبة من هناك وفجر الانتحاري نفسه هناك؛ ثم سيارة ثالثة في نفس المكان تقريبا. في فيديوهات وثقت وصول المصابين إلى  مستشفى قريب، يظهر رجال بلباس مدني كانوا ممن أصيبوا في محيط (الكازية)؛ وظهر على الأقل طفل واحد.

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

الداعية عبدالله المحسيني  الذي ظل مناصراً لداعش حتى مطلع العام تعقب مفخخات داعش. وفي تسجيل أعقب بيانه سحب الغطاء عن داعش فيما عُرف بـ”ألا هل بلغت” يفصّل كيف أن المفخخات إنما أضرت بالسوريين البسطاء وأن أهدافاً عسكرية لم تكن في المنظور.

ومن التفجيرات التي لا بد من التوقف عندها ما حدث في مطلع فبراير 2014 في سجن بلدة الراعي القريبة من الباب شمال شرق حلب. في التفاصيل، أن اثنين من داعش جاءا إلى السجن الذي كان مقراً لقيادات في الجيش الحر. عرّفا عن نفسيهما بأنهما “رسولي سلام” جاءا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. سُمح لهما بالدخول إلى غرفة العمليات حيث القيادات العليا من الجيش الحر. وهناك فجر أحدهما نفسه في الحضور.

 

تصفية الصحفيين

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

 مع بدء الحرب التي أعلنتها داعش في شمال وشرق سوريا، كانت اعزاز، شمال حلب، من أول البلدات التي سقطت في أيديهم. في أكتوبر 2013، وصلت أنباء بأن داعش أطلقت الرصاص على متظاهرين يطالبون بخروج داعش من البلدة التي تمثل رمزاً في الثورة السورية. كانت داعش من البطش بحيث خرج الأهالي والصحفيون من البلدة. في تلك الأحداث، قُتل ناشطون إعلاميون شباب مثل حازم العزيزي. وآخرون اضطروا لتغيير أسمائهم ونجوا بحياتهم  إلى تركيا وإلى أبعد من تركيا.

جبهة النصرة

كأي فرع للقاعدة، جبهة النصرة تتبع النهج نفسه الذي تعتمده القاعدة في إعمال العنف. فهي  لا تختلف في هذا عن داعش. ليس من حيث المبدأ ولا التطبيق؛ وإنما من حيث المجاهرة والإفصاح.

فقد كان واضحاً في كلام الجولاني، زعيم النصرة، في خطابه “ليتك رثيتني” الذي أعطى فيه مهلة لداعش كي تلتزم بحكم “علماء” الجماعة، كان واضحاً الاتفاق على مبدأ “التكفير” . قال: “نحن لا ننكر أن هناك جماعات ممن تقاتلكم قد وقعت في ردة و كفر كحال الأركان والائتلاف ومن يقوم على مشروع الجيش الوطني الذي يسعى من خلاله لتثبيت حكومة علمانية والقضاء على مشروع إسلامي راشد.”

عارفون بجبهة النصرة، يشترطون السرية، يقولون لنا إن النصرة حريصون على عدم “تصوير” عملياتهم؛ وأن يهادنوا الإعلاميين؛ وألا يختلطوا بالمدنيين. ويقولون أيضاً إن النصرة لا تُبقي على أسراها.

النحر

في فيديو يوثق هجوم النصرة على مشفى جاسم في درعا مطلع يناير 2014، يظهر شباب يقول الفيديو إنهم من جنود النظام كانوا في المستشفى. يتم التحقيق معهم بسؤالهم “هل أنت سني؟” في فيديو آخر يظهرون وقد قُتلوا. ولا يتضح كيف تم ذلك. 

 

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

في الفيديو الثاني، وفي الجزء الثاني منه يظهر عناصر النصرة أنفسهم وقد اعتقلوا أحد جنود النظام. يظهر بلباس عسكري. ونسمع أحدهم يقول: “ع السكين.” في دعوة إلى ذبحه. يحاول آخر أن يكسر عنقه. وينتهي المشهد دون أن يتضح مصيره.

وفي مطلع العام، عندما سيطرت النصرة على مشفى الكندي في حلب، ظهر في شريط فيديو عناصر النصرة وقد أسروا عدداً من جنود النظام. قال متحدث، يبدو أنه كان قائد العملية، إنهم سيحسنون معاملة الأسرى. في فيديو آخر ظهرت سيارة بكب تراكمت فيها جثث لمن يبدو أنهم جنود النظام، كان عناصر النصرة يجوبون فيهم شوارع حلب. ناشط إعلامي في شمال سوريا نقل عن شاهد عيان أن النصرة قطعوا رؤوس أسرى مشفى الكندي وعرضوها في حي الإنذارات بحلب. ونقل عن آخر أنه رأى 50 رأساً علقتها النصرة في المرجة ووضعت عليها شرائط تشير إلى حزب الله. ليس لدينا ما يوثق هاتين الشهادتين.

انتحاريو النصرة

في فبراير 2013، نفذ عنصر من النصرة هجوماً انتحارياً في معامل الدفاع في حماية. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، انفجرت حافلة أمام المعامل وقت العصر عند انتهاء الدوام ما أوقع 54 قتيلاً بينهم 11 امرأة. المرصد قال إنهم كانوا مدنيين.

القاعدة في بلاد المغرب العربي (عقيم)

في شمال مالي، نكّل عناصر القاعدة بالمجتمع المحلي المتأصل في المنطقة حتى وقت اندلاع الحرب هناك مطلع العام 2013 والتي انتهت بإنهاء وجود القاعدة هناك.

اغتصاب

قبل اندلاع الحرب بشهرين اعتقلت شرطة عقيم في بلدة تمبكتو، شمال مالي، شابة، نُقدّر أنها لم تتجاوز العشرين من عمرها. اعتقلوها لأنها لم تكن تضع الحجاب كما يجب. جاء أهلها: أبوها وأخوها وأمها، لضمان إطلاق سراحها. قالوا لهم إنهم سيفرجون عنها قريباً. لكن ما حدث لاحقاً هو أن خمسة من شرطة عقيم – الجهاديين- تناوبوا على اغتصابها. تقول: “وجّهوا الكلاشينكوف إلى رأسي. لم أستطع الصراخ. أدرت وجهي إلى الناحية الأخرى وحسب.”

 

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

أحكام اعتباطية

ومن المشاهدات التي نقلتها جنان موسى من أخبار الآن أثناء وجودها في شمال مالي كيف أن المتشددين هناك – عقيم وأنصار الشريعة-  كانوا يحتجزون النساء في زنزانات لا تتجاوز المتر المربع الواحد؛ وكيف كانوا يضعون ضوابط متشددة على اللباس في هذا البلد. ومن الروايات ما نقلته جنان عن صبي في بلدة دوينتزا، على الطريق إلى تمبكتو؛ حيث قال: “في مرة من المرات، أزيح حجاب أمي عن رأسها. لم يكن مثبتاً. أمسكت بها شرطة المتشددين وجلدوها أمامي.”

قطع الأيدي

في المنطقة نفسها، أقام المتشددون محاكمهم وقضوا على شابين بقطع يديهما بتهمة التجسس لصالح الحكومة. الشابان يبيعان الآن البنزين في العاصمة باماكو.

مهاجمة الأماكن العامة

في الجزائر، أقام عناصر عقيم الحواجز خارج العاصمة الجزائر لقتل رجال الشرطة. في 2009، أقاموا على طريق المنصورة إلى الشرق من العاصمة، كميناً قُتل فيه حوالي 40 دركياً. في الفيديو الذي نشرته مؤسسة الأندلس، ذراعهم الإعلامية، بعد هذا التاريخ بعام، ظهر كيف قتلوا الدركيين ولاحقوهم في االوديان، وأضرموا النار في مركباتهم.

ومن الأحداث الدموية التي لا تزال حاضرة في الذهن ما وقع في يناير 2013 عندما سيطرت جماعة بلمختار على منشأة للغاز الطبيعي في إن أميناس شرق الجزائر، محتجزين كل من فيها رهائن. انتهت الأزمة بمقتل 67 شخصاً من جنسيات مختلفة.

الفديات وتصفية الصحفيين

احتجاز الرهائن يشكل مصدراً أساساً في تمويل عقيم. دراسة لمعهد كارنيغي في سبتمبر 2012 قالت إن مجموع ما جنته عقيم من الفديات منذ عام 2008 وصل إلى 65 مليون دوالار.

في نوفمبر 2013، اختطف عناصر من عقيم صحفيين من راديو فرنسا الدولي هما جيسلان دوبون وكلود فيرلون. وفي تفاصيل تكشفت عن الاختطاف، اتضح أن العملية لم يكن مخططاً لها على مستوى قيادت عليا وإنما على مستوى أفراد بعد أن أخذوا الضوء الأخضر من أحد القادة في المنطقة. الهدف من العملية كلها كان أخذ مال فدية لتسديد قيمة مال كان أضاعه أحدهم. ما حدث لاحقاً هو أن المركبة التي كانت تقل المختطفين تعطلت في طريق الوصول إلى نقطة ما، فآثر الخاطف أن يقتل الصحفيين ويفر قبل أن تصله القوات الأمنية. لاحقاً، قالت عقيم إن مقتل الصحفيين جاء رداً على ممارسات فرنسا والغرب ضد المسلمين.

النحر

يوليو 2010، قلت عقيم إنها قطعت رأس الرهينة الفرنسي مايكل جيرمانو. جيرمانو كان في ال78 من عمره، وكان يعمل في قطاع الإغاثة.

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

شباب الصومالية

مهاجمة أماكن عامة

في 21 سبتمبر 2013، اجتاح مسلحون من حركة شباب الصومالية الموالية للقاعدة، مركز التسوق Westgate ويستغيت في العاصمة الكينية نيروبي. الهجوم الذي استمر أربعة أيام أسفر عن مقتل 72 شخصاً: 61 مدنياً من الرجال والنساء والأطفل المتسوقين، 6 جنود كينيين، و 5 مقاتلين من شباب. أكثر من 200 آخرين أصيبوا بجروح. والصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في الداخل تظهر كيف أطلق المقاتلون الرصاص على جثث هامدة للتحقق من أنهم أجهزوا عليها. صور أخرى أظهرت أماً تحاول أن تنقذ أطفالها الثلاثة أصغرهم كان بالكاد يمشي.

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

انتحاريو شباب 

في أبريل 2012، فجر انتحاري نفسه في حفل رعته اللجنة الأولمبية الصومالية في المسرح الوطني في العاصمة مقديشو. أسفر الهجوم عن مقتل عشرة أشخاص. عندها كان قد مضى أسبوعان على إعادة افتتاح المسرح الذي اعتبره كثيرون مؤشراً على عودة الحياة إلى طبيعتها هناك.

في يوليو 2012، قام مسلحو شباب بهجوم مزدوج ضد مدنيين في  أوغندة كانوا يحضرون مباراة في كأس العالم. الهجومان وقعا بفارق أقل من ساعة. قُتل 74 شخصاً. الصور أظهرت جثثاً تصلبت في مكانها على الكراسي البلاستيكية قبالة شاشة العرض.

الاغتصاب والأحكام الاعتباطية

في 27 أكتوبر 2008، نفذت شباب حكم الإعدام رجماً بـ عائشة إبراهيم دولو التي اتهمت بارتكاب الزنا. عائشة لم تكن قد تجاوزت 13 عاماً من عمرها؛ وكانت قد اغتصبت من قبل مسلحين. في تقرير للتلفزيون السويدي، ظهر والد عائشة وأمها وشاهدا عيان رووا ما حدث ذلك اليوم. افتتح التقرير بشهادة أختها سارة التي وصفت كيف كانت الاثنتنان تلعبان معاً.

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

عائشة، التي عاشت في كسمايو، كانت في طريقها إلى جدتها في مقديشو عندما اعترضها ثلاثة مسلحين واغتصبوها. أخذتها عمتها إلى المخفر الذي يسيطر عليه مسلحو شباب كي تبلغ عن الحادثة. التقرير يقول إن المسلحين كانوا من شباب وأنها تعرفت عليهم. قالوا لها إن عليها أن تعود لاحقاً. وعندما عادت قالوا إن عائشة هي من أغرت غاصبيها وإنها ارتكبت الزنا. حكموا عليها بالإعدام رجماً. سيقت إلى ملعب كبير وحضر الإعدام 1000 شخص. أحد المسلحين المشرفين على الإعدام قال في الحضور إنها كانت تبلغ 23 عاماً من عمرها وإنها هي من أرادت العقاب على هذا الشكل وإنها كانت سعيدة لهذه النهاية. حفروا حفرة وجروها إليها. قاومت. كانت تصرخ “ماذا تريدون مني؟ لا أريد أن أموت. لا تقتلوني.” وضعت في الحفرة وطمروها حتى لم يظهر منها إلا رأسها. خمسون مسلحاً شاركوا في رجمها. بعد 10 دقائق أخرجوها من الحفرة ولكنهم وجدوا أنها لا تزال حية. أعادوها إلى الحفرة وتناوبوا عليها مرة أخرى. وماتت. حاول بعض الحضور نجدتها، لكن مسلحي شباب أطلقوا النار عليهم. من بين من قُتل طفل في الثامنة. شباب قدمت اعتذاراً لمقتل الطفل وقالت إن المتسبب في القتل سيُحاسب. 

قطع الأيدي

في صيف 2009، حُكم على 4 شبان تتراوح أعمارهم بين 17 و 25 عاماً بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف لاتهامهم بسرقة هواتف خلوية وأسلحة. أحد هؤلاء كان إسماعيل خليف عبدولي. كان في الـ17 من عمره. كان عائداً من المدرسة عندما اعترضه مسلحو شباب لتجنيده. رفض. بعد أيام عادوا واعتقلوه. زجوه في غرفة فيها ثلاثة شبان آخرون قيل له إنهم أيضاً ارتكبوا جرماً. بعد 25 يوماً، سيق الأربعة، جياعاً وعطشى، إلى ساحة كبيرة احتشد فيها مسلحو شباب وكانوا يحملون السيوف والمناجل. إسماعيل لا يذكر كيف قطعت ساقه اليسرى لأنه أغمي عليه من ألم قطع يده اليمنى. الأعضاء المبتورة علقت للعموم تحذيراً.

 

القاعدة: الرعب العابر للزمان والمكان

القاعدة في شبه جزيرة العرب

انتحاريو القاعدة

في 5 ديسمبر 2013، اقتحم انتحاريون من القاعدة في شبه جزيرة العرب مستشفى العرضي القريب من وزارة الدفاع في العاصمة اليمنية صنعاء. أسفر عن التفجير مقتل 56 شخصاً معظمهم مرضى وأطباء وممرضات. لاحقاً أصدرت القاعدة بياناً “اعتذرت” فيه عن هجوم المستشفى وقالت إن أحد عناصرها لم يلتزم بالتعليمات وإن المستشفى لم يكن مقصوداً. المواطنون اليمنيون وعوائل الضحايا رفضوا هذا “التبرير”.

أحكام اعتباطية

في ديسمبر 2012، أصدرت منظمة العفو الدولية (آمنستي) تقريراً بعنوان “أحلك ساعات اليمن”، قالت فيه إن القاعدة في شبه جزيرة العرب كانت تمارس انتهاكات لحقوق الإنسان “هي الأفظع” بحسب ما وصفته سيلينا ناصر، الباحثة في المنظمة. التقرير كان مخصصاً لانتهاكات القاعدة في أبين، جنوب اليمن، التي أعلنتها القاعدة “إمارة” في مارس 2011.

من الانتهاكات التي وثق لها التقرير كيف أن رجلاً أعدم ثم صُلب على عمود في ساحة عامة. الرجل كان متهماً بالتجسس.

في 12 أغسطس 2012، أعدمت القاعدة ثلاثة من بائعي القات كانوا في طريقهم من البيضاء إلى عدن وكانوا يحملون كميات من القات بغرض بيعها هناك. بحسب وكالة (براقش نت) اشتبه المسلحون في أن الباعة يريدون إيصال القات إلى اللواء 25 ميكا المحاصر في زنجبار. قُتلوا على الفور ونقلت المواد إلى مقر الأمن السياسي في زنجبار والذي يعد مقر إقامة أمير القاعدة هناك، جلال أبو حمزة.

قطع الأيدي

وفي أحد أيام سبتمبر 2011، نفذ أنصار الشريعة، الموالون للقاعدة، في مدينة جعار جنوب اليمن حكماً بقطع يد فتى في الخامسة عشرة وشاب في الخامسة والعشرين بتهمة سرقة كيبلات كهرباء. المسلحون جالوا باليدين المقطوعتين في أطراف المدينة.