قيابو، مانيلا، الفيلبين، 05 ديسمبر، جمال لعريبي، أخبار الآن –  

بعد متابعاتي اليومية لمخلفات إعصار هايان والتقارير التي كانت شاهدا على عزيمة الفليبين في التحدي وتجاوز محنتهم، كان لابد لي ان أتوجه الى القرية المسلمة  لأتعرف عن كثب على هذه المنطقة وماتحويه من قصص تختبئ تحت وطأة الحياة اليومية.

توجهت  الى حي يمثل أكبر تجمع للمسلمين… منطقة خاصة بالمسلمين تجمعهم تحت كلمة واحدة وهي كلمة الاسلام.  القرية  على الرغم من بساطتها، فهي تحمل الكثير من حب الاهالي لبعضهم ومؤازرتهم لبعض.

تجمع المسلمين  هذا يبلغ عدد أفراده 50 ألفا.  رغم كل مظاهر الفقر الذي فيه، تقف محترما لهؤلاء…

للوهلة الاولى، يغمرك شعور بالامن والامان.  يلفت انتباهك، وانت تجوب الازقة، مشاهد لاطفال يلعبون دون تمييز بين الجنسين، يجمعهم اللعب الصبياني والدين الاسلامي.

الفتيات منهم تلمحهن بخمارهن، والصبيان يجلسون متلهفين مع اخواتهن على حفظ القران وباللغة العربية ايضا. هناك في المسجد الذهبي  والذي اطلق عليه هذا الاسم لان قبته مكسوة باللون الذهبي اللامع معلم يرجع بنا إلى اواخر السبعينات ، تاريخ تشييده.

من بعيد  يبدو بناء المسجد صغيرًا، بقبة لونها أخضر، يجلس في الاستقبال عدد من الشباب، بينما في باحة المسجد عدد من المصلين، والبعض سكن للنوم. وبدت القبة في حاجة للترميم، والمكان بشكل عام يحتاج إلى الكثير من العناية.

بالرغم من كون المسجد يمثل اكبر مساجد مانيلا، فإنه يبقى صامدا لتأدية دوره التعليمي رغم قلة المصاحف وحاملات المصاحف والالبسة. دعوات للمساعدة اطلقها مسلمو مانيلا والفلبين علها تجد صداها في القريب العاجل.

المسجد يمثل حلقة الوصل في المنطقة، فحوله تدب الحياة مختلفة الالوان والانواع. على بعد امتار قليلة من المسجد، تدب حياة طبيعية جدا، تجد نفسك وسط سوق كبيرة للبضائع المنسوخة والمقلدة ومئات الدكاكين التي تبيع كل مستلزمات الحياة بأسعار رخيصة جدا  

انتهت زيارتي لهذه المنطقة، وبقيت قصص كثيرة عالقة في ذاكرتي، بعض من هذه القصص صورتها والبعص الاخر رسمت في ذاكرتي لن تفارقني.