الإنسان الزهري.. بين الحقائق والشائعات

الإنسان الزهري هو شخصية شائعة في المعتقدات الشعبية وخاصة في شمال إفريقيا، حيث يُعتقد أنه يتمتع بصفات في الجسم تجعل لديه قدرات خارقة تميزه عن البشر العاديين.

وتتنوع القصص والآراء حول الزهريين، وهي تتراوح بين الاعتقاد بقدراتهم الفائقة مثل (رؤية المستقبل أو رؤية الأموات أو حتى التواصل مع العالم الآخر) وبين آخرين يعتبرون أن هذه الصفات مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة.

الحقائق العلمية والدينية

الرأي العلمي

يقول الدكتور أيمن الحطاب، استشاري أمراض الجينات الوراثية، بجامعة الشارقة إن الصفات المنسوبة للزهريين هي مجرد تشوهات خلقية ولا توجد أي أدلة علمية تدعم وجود هذه القدرات الخارقة.

كما ينفي “الحطاب” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” وجود حالة يكون فيها لون الدم زهريًا.

أسطورة أم حقيقة.. ماذا تعرف عن الإنسان الزهري؟

الرأي الديني

الشيخ عبده الأزهري أوضح أن عوالم السحر والجن مليئة بالأسرار، وأن السحرة قد يستغلون بعض الأشخاص لغايات معينة، مشيراً إلى أن الطلبات التي يقدمها السحرة للجن تتطلب أحيانًا ضحايا بصفات معينة.

وفي تأكيد آخر، أشار، الراقي البحريني حسن المدني لأخبار الأن أن هذه الحالات موجودة في الواقع كعمليات يقوم بها السحرة بأوامر وإيعازات الشياطين بعد أن أطلقوا عليها هذا الإسم، وهي من خداع إبليس لهم. المسألة تتعلق بتقديم قربان للجن أو حبس شخص بأمر من إبليس لمآرب بين الجن والساحر.

السحر في الإسلام

الإمام و أستاذ الشريعة الإسلامية عصام سوكال أكد أن السحر حقيقة قرآنية، ويستخدم لإخضاع الإنسان ،وفيما يخص الأشخاص الزهريين، هناك من يؤكد وجودهم وهناك من ينفي ذلك، مع وجود أدلة دينية متباينة.

 

الأساطير والحقائق

الاستخدامات في السحر

الراقي الجزائري خالدي لخضر أشار إلى أن دماء الزهري تُعد كنزًا بالنسبة للسحرة وتستخدم لاستخراج الكنوز وتقوية القوى الشيطانية.

الرأي الشعبي: الزهريين غالبًا ما يكونون مستهدفين من قبل السحرة والمشعوذين، ويعتقد أن لديهم قدرات تتيح لهم التواصل مع عوالم الجن.

الأصول والاختلافات الثقافية

غموض الزهريون 

الأصول

الزهريين ليس لهم أي وجود موثق في المصادر العلمية أو الدينية المعروفة. المصطلح شائع في الأساطير الشعبية في إفريقيا والمغرب والجزائر وحتى مصر.

التسمية:

تختلف الآراء حول أصل التسمية. بعضها يعود إلى الحظ (النرد) أو إلى كوكب الزهرة، بينما يرى آخرون أنها مرتبطة بكتاب الزوهار اليهودي.

وجدير بالاشارة هنا الى أن هذا المصطلح إن لم يكن غائبا فهو شبه غائب عن باقي البلدان العربية والإسلامية وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

أما الزهري انقسمت الآراء حول هذا اللقب فرأي يقول أنه مشتق من الزهر أو كما هو متعارف في بلاد الشام النرد حيث يدل هذا على الحظ أي أن هذا الإنسان محظوظ لعدة اعتبارات.

بشكل عام الإنسان الزهري بحسب المعتقدات الشعبية للمغرب و الجزائر و حتى مصر هو إنسان  يتمتع بصفات معينة تجعله قادرا على الاتصال بالعوالم الأخرى وبالأخص بعالم الجن ما يجعله مستهدفا من قبل السحرة والمشعوذين  يقصد به الطفل الذي لم يتجاوز سنة العشر سنوات.

أما  الرأي الآخر

فيقول أن هذا الطفل عند ولادته كان كوكب الزهرة هو الكوكب الطالع لذلك سمي بالزهري.

وهو ما ينفيه البعض باعتبار أن الإنسان الزهري يولد بأي وقت بحسب المؤمنين بهذه الظاهرة.

أسطورة أم حقيقة.. ماذا تعرف عن الإنسان الزهري؟

أما الرأي الذي يثير الجدل فهو أن هذا الإسم مشتق من كتاب الزهار والذي يعد من أهم كتب اليهودية الذي تناول فلسفة الكابالا وهي من أخطر كتب السحر اليهودي والذي يطلق عليه ايضا كتاب التنوير من المعروف أن اليهود كان لهم وجود منذ القدم في إفريقيا والمغرب والجزائر وربما يكون أصل التسمية أو حتى هذه الظاهرة مرتبط بشكل ما باليهود القدماء وكتاب السحر لديهم.

لماذا يعد زهريا ؟

تشير أغلب المصادر أن هذا الإنسان يملك من الحظ ما يفتح له كل الأبواب الموصدة وأنه يجلب الحظ لكل مكان يذهب اليه وذلك بسبب الطاقة الروحانية الهائلة التي تحيط به والتي بحسب هذه الأقاويل فإن الجن والشياطين يخنعون أمام هذا الشخص والأغرب أن الإنسان الزهري يستطيع أن يرى ما في باطن الأرض من كنوز مخبأة محروسة من الجن .

وبالتالي الوصول إليها من دون خوف منه أو بمعنى الآخر فهو يعتبر حلقة الوصل بين عالم الجن وعالم الإنس , لذلك يلهث المشعوذون والسحرة وراء هذا الإنسان ويحاولون الوصول إليه بمختلف الطرق الطبيعية منها والبشعة .

هل لهذا  الإنسان الزهري صفات معينة ؟

بالنسبة إلى  الصفات المميزة لهذا الإنسان, كما ذكرنا سابقا فإن الإنسان يعد زهريا بسبب صفات خارجية تميزه عن غيره وصفة مخفية لا يستدل عليها إلا المشعوذون والسحرة وصفات أخرى لا تعتبر حاسمة, من جهة إذا ما كان هذا الشخص زهريا أو طبيعيا لنبدا بالصفات الخارجية أو الظاهرة المميزة للزهري عن غيره.

 

أسطورة أم حقيقة.. ماذا تعرف عن الإنسان الزهري؟

لون العين المختلف من الصفات المزعومة للإنسان الزهري  (سوشيال ميديا)

الصفة الأولى وهي الأهم أن يكون مفلوق اللسان أي خط يقطع لسانه بشكل طولي غير متعرج وبسبب هذه الصفة يواجه الطفل صعوبة في الكلام كما في تناول الطعام.

 

 

أسطورة أم حقيقة.. ماذا تعرف عن الإنسان الزهري؟

الفلق في اللسان من الصفات المنتشرة لشخصية الزهري المزعومة

الصفة الثانية تتعلق باليدين حيث يكون هنالك ما يشبه الخط العرضي المستقيم في وسط اليد يقطعها بشكل عرضي وهو ما يختلف عن الخطوط الموجودة على ايدينا اذا ما أمعنا النظر وقد تظهر هذه الصفة بيد واحدة أو بالاثنتين.

الصفة الثالثة تتعلق بالعينين حيث يكون بالعينين حول خفيف بحيث تكون العين اليمنى تصب قليلا في العين اليسرى وفيها بريق خاص وهو ما يعتبر في التشخيصات الطبية عيب خلقي يتطلب متابعة طبية, إلا أنه يعد دليلا آخر على ماهية هذا الطفل.

هذا بالنسبة للصفات الخارجية أما الصفة المخفية والتي تعد من أهم الصفات ولا يستطيع إلا السحر والمشعوذين تحديدها فهي بلون الدم الفاتح.

هل يمكنكم تخيل  كيف يستطيع المشعوذون تحديدها ؟

المثير في الأمر أن دم الإنسان الزهري يعتبر الدم الأنقى والأطهر في عالم الشعوذة ,بل ويقال إن الجن تتسلط على صاحب الدم الزهري من كل حدب وصوب, فدم هذا الشخص بمثابة الزئبق الأحمر في عالمهم فيمنحهم القوه يتدرجوا في المراتب.

هناك علامات أخرى كلون الشعر و تقسيمه و لون العينين إلا أن هذه الصفات لا تعتبر مهمة بسبب  إمكانية ظهورها لدى الإنسان العادي

ما هي  تصنيفات الإنسان الزهري

  يصنف  المشعوذين هؤلاء الأشخاص بحسب كمية ونوعية العلامات فالإنسان الذي تتوافر فيه كل هذه العلامات يعد إنسانا زهريا من التصنيف الأول

أما الذي تتوافر فيه علامات الكفين واللسان فهو إنسان زهري من الدرجة الثانية ,وعدا عن ذلك من العلامات فهو من الدرجة الثالثة.

أما المريب فهو أن الطلب والاستخدام يختلف بحسب التصنيفات فصاحب التصنيف الأول يكثر استخدامه والطلب عليه وهكذا دوليك الجدير بالذكر أنه في المناطق التي يسود فيها الإعتقاد بهذه الظاهرة وبالأخص في القرى والمناطق النائية فإن العائلات التي يولد لها أطفال بهذه الصفات تحاول إخفائهم قدر الإمكان ولكن هل تعلمون لماذا ؟

لأن المشعوذين والسحرة الباحثين عن الكنوز المخفية يلاحقونهم ويختطفونهم بل وفي أغلب الأحيان تكون النهاية في قمة المأساوية و السوداوية. 

فهل عرفتم الآن المقصود  بالطلب والاستخدام؟ ما الذي قصدته بالطلب والاستخدام؟ الجزء الاكثر غرابة ورعبا 

هناك جماعات تُعرف بمافيا الإنسان الزهري، وهي تتاجر بهؤلاء الأشخاص لأغراض تتعلق بالسحر والجن. تقوم هذه الجماعات بإختطاف الأطفال الزهريين واستغلالهم في طقوسهم, تحاول الحكومات بشتى الطرق القضاء على هذه العصابات، لكن ما زال الخطر يُحدق بالأطفال الزهريين.

كما سبق الذكر المشعوذين يلاحقون الأطفال الذين يولدون بصفات  ذكرناها سابقا لهدف واحد ألا وهو استخدامهم للوصول الى الكنوز المخبأة في باطن الأرض وبالأخص الذي يحرسها الجن لأنه كما اردنا فإن الجن يهابون هؤلاء الأشخاص ويخنعون لهم بسبب الطاقة الروحانية المحيطة بهم والتي  يستطيعون عبرها إرشاد المشعوذين  إلى الكنوز إلا أن نهايتهم غالبًا ما تكون مأساوية.

حسب أغلب المؤرخين والعلماء المغاربة ومنهم أستاذ التاريخ عبد الحق زايدي فإن وجود الكنوز الأرضية المخبأة في بعض المناطق الجبلية يعود الى عوامل تاريخية أبرزها انهيار حكم الدولة الموحدية التي حكمت سنة 1121 إلى سنة 1269 حيث عمت فوضى أمنية هائلة.

بعد الانهيار دفعت الأهالي إلى دفن ثرواتهم ونفائسهم تحت الأرض ويتابع الأستاذ أن موضوع الدفن امتد حتى خلال الاستعمار الفرنسي و الاسباني للمملكة  فمع كل الفوضى أمنيه رجع الكثير من المغاربة إلى دفن كنوزهم في الأرض.

الكنوز موجودة والمشعوذين يريدونها ما السبيل للحصول عليها ؟

وسيلتهم هي هؤلاء الأطفال الزهريون بحسب الثقافة الشعبية فإن هذا الأخير يستطيع رؤية الكنز المخبأ في باطن الأرض و الوصول إليه, و إمساكه دون أن يمسه أذى و هذا سبب من أسباب اختطاف هذه الفئة.

العلامات السابقة وبحسب ما يروي بعض المشعوذين أن الطريق المتبعة بعد اختطاف الطفل الذي عادة ما يعاني من إعاقة إما جسدية أو عقلية, وهي بعرف مشعوذين علامة من علامات الزهري, تكون بربط بعض الحجابات أو الكتابات على جبين الطفل , وإجباره على المشي حافيا حتى وسقوطه دليل على مكان الكنز وعادة ما يعاد الطفل إلى أهله بعد انتهاء مهمته.

في بعض الحالات لا يرد الاطفال فيختفون نهائيا و  بعضهم تظهر للأسف جثثهم بعد حين.

وآخرين ما زالوا إلى يومنا هذا بلا أثر وتتعدد القصص المؤسفة حول حالات اختطاف وقتل الأطفال الزهريين, لأنه بحسب معتقدات هؤلاء المشعوذين الكنز المحروس من الجن لا يتم فكه الا إذا سفك دم الطفل على أرض الكنز, لأن الجن كما ذكرنا يكونون متعطشين لدماء الزهري فيذبح المشعوذ الطفل ليرضي الجن الحارس.

كل هذا أوجب تدخل أهل الدين 

موضوع الانسان الزهري لم يذكر بشكل واضح وصريح في أي من الديانات الثلاث :

ففي الديانة اليهودية لا وجود لهذا المصطلح  رغم زعم الكثير أنه مشتق من كتاب الزوهار المتعلق ب الكابالا كما سبق الذكر.

أما في الديانة المسيحية فلم يذكر هذا الموضوع.

أما بالنسبة الدين الإسلامي فلا وجود له  لا من قريب ولا من بعيد و نقصد هنا تواصل أو رؤية الإنسان الزهري للجن مرفوض رفضا قاطعا.

و من المعلوم بحسب أغلب علماء المسلمين أن الممسوس من الجن أو المسحور يقرأ القران عليه  لطرد الجن أو فك السحر و ليس العكس أي للتواصل معهم لذلك ينفي الاسلام هذا الأمر نفيا قاطعا و يضعه في خانة الإجرام بحق أطفال أبرياء.

بعض القصص و التي وثقت في سجلات الشرطة و تم القبض على الجاني 

لم يقتصر الأمر على المغرب و الجزائر بل إن هذه الحالات موجودة في مصر بمسمى أخر :

مصر

سنة  2019 اعتلت الدهشة وجوه أهالي إحدى القرى بمحافظة أسيوط، وألجمتهم الصدمة، حين هرعوا إلى صراخ سيدة تستغيث لإنقاذ ابنتها (8 أعوام)، عندما علموا أن أباها هو من يريد ذبحها.

وبدأت الأمور تتكشف شيئا فشيئا، فالأب كان ينفذ نصيحة أحد المشايخ أو الدجالين، الذي أتى به للكشف عن مقبرة فرعونية تحت منزله، وأن الرصد (الجان الذي يحرس كنوز المقبرة حسب اعتقادهم) طلب إراقة دم طفل فوق المقبرة؛ لكي يفتح لهم باب الكنوز لينهلوا منها.

أيضا في  إحدى قرى مركز الصف التابع لمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة)؛ لكن الأب تمكن هذه المرة من ذبح ابنته (6 أعوام) فوق مكان بمنزله أرشده إليه الدجال موهما إياه أن تحته كنزا فرعونيا ثمينا.

في المغرب

قصة الطفلة نادية ذات الست سنوات و التي إختطفت أمام أعين أخيها من قبل رجلا يرتدي جلبابا صوفيا, بحسب وصف أخيها و هما في طريقهما إلى المنزل من المدرسة.

نادية كانت طفلة زهرية بحسب أهلها و أخبرت العائلة شكوكها إلى الشرطة, لتجد الشرطة جثة طفة مقطوعة الرأس في الغابة و أكدت الأم أنها تعود لطفلتها .

الطفلة نعيمة الروحي 12 أغسطس 2020 مقيمة بقرية تُسمى تفركالت تابعة لإقليم زاكورة جنوبي المملكة وعمرها لا يتجاوز 5 سنوات اختفت الطفلة في أقل من 5 دقائق , بحث الوالد عن طفلته في محيط سكنه ليقينه أن طفلته تعاني من إعاقة جسدية تجعلها عاجزة عن المشي لاكثر من 100متر لوحدها باءت جهود الوالد بالفشل فأخبر الشرطة أن طفلته زهرية مما جعل الشرطة تشك أن إبنته اختطفت من قبل مافيات البحث عن الكنوز التي تنشط بتلك المنطقة.

ما حصل تاليا بعد 40 يوما من البحث تم العثور من قبل أحد الرعاة على ما تبقى من نعيمة أثناء عودته من المرعى, في مكان منقطع بعيدا عن عيون الساكنة بأحد الجبال المحيطة بالقرية العثور على ملابس الطفلة دون تمزيق أو خدش ولا أي أثر للدماء، ’’ عثرنا على الهيكل العظمي والجمجمة، وتعرفنا عليها من خلال الملابس وضفائرها وأربطة شعرها‘‘ يقول عبد المجيد الروحي عم نعيمة، ويؤكد بدوره أنه هو نفسه مر من ذلك المكان أكثر من مرة.

الجزائر

حيث اختفى الشاب بن عمران عميرة الذي كان يبلغ من العمر 16 سنة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتمَّ البحث عليه مُطوَلاً قبل أن يُعلَنَ أنه مفقود. وقالت النيابة العامةيوم الثلاثاء 14 مايو 2024، في بيان إنها “تلقت شكوى مساء 12 مايو2024 من شقيق شخص مفقود منذ قرابة 30 عاما في منزل جارهم المدعو ببلدية القديد داخل زريبة أغنام”, من أجل إستخدامه في أعمال الشعوذة والأعمال الشيطانية.

وأضاف البيان، “إثر هذا البلاغ أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الإدريسية مصالح الدرك الوطني بفتح تحقيق معمّق وانتقال عناصر الضبطية القضائيّة إلى المنزل المذكور، وفعلا تم العثور على الشخص المفقود المدعو وتوقيف المشتبه فيه مالك المسكن البالغ من العمر 61 سنة.