كيف بدت الحياة الأكاديمية في إدلب بعد عام على الزلزال؟

ألقى الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غرب سوري في السادس من شباط العام الفائت بظلاله على قطاع التعليم، فانعكس سلبًا على العملية التعليمية آنذاك.

فقد أدى الزلزال إلى تدمير العديد من المدارس وإن بنسب متفاوتة، كما توقفت عن العمل لفترة من الزمن، وغاب الطلاب عن مقاعد الدارسة.

أما اليوم وبعد عام على تلك الكارثة، تغير حال التعليم، ورُمِّمت المدارس وعاد الطلاب إلى مقاعدهم واستُأنفت العملية التعليمية في مدارس وجامعات إدلب.

مدرسة حارم الريفية كانت واحدة من المدارس التي تضررت بشكل كبير بفعل الزلزال وكانت كاميرا الآن قد رصدت الدمار في المدرسة حينها والتقت بالكوادر التدريسية، فيما كان الحزن والخوف يخيم على المشهد داخل أروقة المدرسة.

عودة الحياة إلى مدارس وجامعات إدلب بعد عام على الزلزال

واليوم عادت الحياة التعليمية إلى أخيراً إلى هذه المدرسة، وقد قد تحدث مها، إحدى معلمات مدرسة حارم، عن سعادتها بتحقق حلمها وعودة المدرسة كما كانت  عليها قبل الزلزال.

من جهتها، شاركت جميلة، مها نفس الألم والأمل بخصوص المدرسة، وأشارت إلى أن حلمها تحقق بعودة الروح إلى مدرستها التي تعتبرها بيتها الثاني، مشيدةً بعودة طلابها التي تربطها بهم علاقة وثيقة.

أما بالنسبة لجامعات إدلب التي تضررت أيضاً جراء الزلزال وتوقف فيها التدريس لفترة من الزمن بعد الكارثة، فقد عادت إلى العمل بعد سلسلة من القرارات اتخذتها إدارة الجامعة في هذا الشأن.

ومضى عام على الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير عام 2023، والذي أدى إلى فقدان عشرات الآلاف لحياتهم وتشريد الملايين غيرهم.

وفجر ذلك اليوم استفاق سكان شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا على كارثة وُصفت بـ”المدمر” حيث بلغت قوة الزلزال 7.7 درجات على مقياس ريختر، وأعقبه زلزال آخر بشدة 7.6 درجات.

وتلا الزلزالين مئات الهزات الارتدادية التي زادت من حجم الكارثة، وزرعت الرعب في نفوس الناجين لأشهر طويلة.

عودة الحياة إلى مدارس وجامعات إدلب بعد عام على الزلزال

وقدرت هيئة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” الطاقة التي أطلقها الزلزال بـ500 قنبلة ذرية، حيث تسبب بدمار مدن وأحياء بأكملها، بمساحة تزيد عن 120 ألف متر مربع.

وتأثرت بالزلزال ثلاث محافظات شمال غربي سوريا هي حلب وإدلب واللاذقية، و11 ولاية جنوبي تركيا هي كيليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وغازي عنتاب وشانلي أورفا وأديامان ومالاطيا وهاتاي وكهرمان مرعش.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 7259 سوريّاً قضوا جراء الزلزال، من بينهم 2153 طفلاً و1524 سيدة.

وسقط القسم الأكبر من الضحايا السوريين في تركيا حيث بلغت الحصيلة 4331 لاجئاً، تليها المناطق الخارجة عن سيطرة شمال غربي سوريا والتي شهدت مقتل 2134 شخصاً، ومن ثَمّ مناطق سيطرة النظام التي قُتل فيها 394 شخصاً.

وكانت مدينة جنديرس بريف حلب الأكثر تضرُّراً من الزلزال شمالي سوريا، حيث سقط فيها 881 قتيلاً، تليها بلدة حارم بريف إدلب والتي سقط فيها 331 قتيلاً، ومن ثَمّ مدينة الأتارب بـ243 قتيلاً، وسلقين بـ234 قتيلاً.

في حين كانت محافظة اللاذقية -وتحديداً مدينة جبلة- الأكثر تضرُّراً من الزلزال في مناطق سيطرة النظام، حيث سقط فيها 297 قتيلاً، تليها مدينة حلب بـ62 قتيلاً.

وضاعف من الكارثة في منطقة شمال غربي سوريا، حجم الدمار الكبير وامتداده على رقعة جغرافية واسعة، وعدم قدرة فِرَق الإنقاذ على تغطية كل المنطقة.