عدّد رائد الصالح (Raed Al Saleh)، مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، عدد الهجمات التي يشنّها النظام السوري والقوّات الروسية على شمال غرب سوريا وتحديدأً على إدلب، موقعةً خسائر جسيمة في الأرواح والمنازل والبنى التحتية في المنطقة.

تصعيد سوري روسي غير مسبوق على شمال غرب سوريا

وقال في لقاء مع “أخبار الآن“، إنّ ما يحدث راهناً في المنطقة هو عبارة عن ضربات متواصلة بدأت منذ فترة، لكن الشهر الماضي والشهر الحالي شهدا تصعيداً كبيراً في سوريا وتحديداً في شمال غرب سوريا.

وأوضح أنّ “عدد الهجمات للقوّات الروسية والنظام السوري كبير جداً، وخلال الشهر الجاري فقط تمّ تسجيل نحو 230 هجوماً، استهدف 68 مدينة وبلدة في المنطقة، وتركّز القصف على مدينة إدلب وجسر الشغور والأتارب ودارة غزّة”، مشيراً إلى أنّ صباح الأمس شهد قصفاً استهدف وسط مدينة إدلب، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات.

وتابع أنّ حصيلة الهجمات في الشهر الجاري هي كالتالي: نحو 60 مدنياً قتلوا، بينهم 22 طفلاً  و13 إمرأة، فيما أصيب 255 مدنياً، بينهم 3 متطوعين من الخوذ البيضاء، إضافةً إلى 75 طفلاً و44 إمرأة.

الصالح: عدد هجمات العام الجاري من قبل النظام وروسيا 950

وقال إنّ الهجمات تستهدف بشكل عام البنية التحتية والتجمّعات السكنية في المنطقة، حيث كان استهداف لـ 14 مدرسة، 5 مستشفيات ومراكز طبية، 4 مراكز تابعة للدفاع المدني، 6 مساجد، 4 أسواق عامة، 5 مخيمات… وأيضاً كان هناك هجوم استهدف محطتي المياه والكهرباء الرئيسيتين لمدينة إدلب.

واعتبر الصالح أنّ نوعية الهجمات تهدف إلى قتل الحياة، فبعدما كان الناس يحاولون التعافي من تداعيات الزلزال في السادس من فبراير الماضي، تأتي تلك الهجمات لتعيد الناس إلى نقطة الصفر، من تهجير ودمار وقتل، لافتاً إلى أنّ عدد الهجمات السورية والروسية في العام 2023 فقط هو الأكبر منذ نهاية التدخل العسكري الروسي الكبير في العام 2019، أي أنّ المنطقة لم تشهد منذ 3 سنوات تصعيداً ممائلاً، إذ بلغ عدد الهجمات العام الجاري 950 هجوماً من قبل النظام والقوات الروسية، منهم 52 هجوماً بالطائرات الحربية الروسية، وقد أسفرت عن مقتل 119 شخصاً، بينهم 31 طفلاً و16 إمرأة، فيما أصيب أكثر من 530 آخرين.

وشدد الصالح على أنّ روسيا هي دولة كاذبة ومارقة وراعية للإرهاب، تدعم كلّ الأنشظة التي تتسم بانتهاكات حقوق الإنسان، ليس فقط في سو ريا بل في أوكرانيا وأفريقيا وليبيا وغيرها من الدول، ولديها 4 مجموعات أمنية غير قانونية مماثلة لفاغنر ولكن بمستوى أقل، فيما المواقف التي يطلقها فلاديمير بوتين ليست لإظهار التضامن مع غزة، بل هو يستغل الموقف لمهاجمة الغرب.

الصالح: بوتين يقتل السوريين في إدلب ويدّعي دعم غزة لمهاجمة الغرب

وأضاف أنّ روسيا التي استخدمت الفيتو 7 مرّات لوقف التحقيقات بهجمات الأسلحة الكيميائية في سوريا، لن تستخدم الفيتو لحماية الفلسطينيين… روسيا التي استخدمت الفيتو العام الماضي لعدم وصول المساعدات إلى إدلب، لن تكون جدية في وصول المساعدات إلى غزّة، فلا يمكن لإنسان طبيعي أن يقتل في مكان وينقذ في مكان آخر، فمواقف الروس مجرد تصريحات فارغة.

الصالح: روسيا لم تدمر إدلب فحسب…

وأكّد الصالح لـ”أخبار الآن” أن روسيا بدأت في تدمير سوريا وليس فقط إدلب، في نهاية العام 2015 عندما بدأت تدخلها في سوريا، حيث اعتمدت سياسة الأرض المحروقة، وقد استهدفت المستشفيات والمدارس وكل مقوّمات الحياة بشكل مباشرة وممنهج، لتدمير وسائل الصمود للمدنيين. عندما عجزت عن هزيمة السكان في غوطة دمشق، استخدمت الأسلحة الكيمائية في 5-4- 2018، وعندما عجزت في حلب استخدمت قذائف قال عنها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بان كي مون، إنّ العالم يرى ذلك النوع من القذائف لأوّل مرة…

وختم أنّه منذ تدخل روسيا في سوريا وحتى اليوم، زاد عدد اللاجئين السوريين 6 ملايين، ليصبح العدد اليوم 13 مليون شخص، فيما نصف الشعب السوري غير قادر على العودة إلى منازلهم لأنّ روسيا وحزب الله وإيران والميليشيات التابعة لها تحتلها… فروسيا لم تدمر فقط إدلب بل دمرت النسيج الاجتماعي في سوريا والبنية التحتية من خلال دعم الميليشيات.

شاهدوا أيضاً: في قلب الحرب… عرب فضلوا البقاء في أوكرانيا دفاعاً عنها