المعارض الروسي فلاديمير أوسيشكين في حديث خاص حول أنباء مقتل بريغوجين

قالت هيئة النقل الجوي الروسية، الأربعاء، إن زعيم جماعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، والقائد البارز في الجماعة ديميتري أوتكين، كانا من بين الركاب السبعة على متن الطائرة الخاصة التي سقطت شمال موسكو، وقُتل كلّ من كان على متنها، بالإضافة إلى الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.

ونشرت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي “Rosaviatsia” أسماء الركاب السبعة، من بينهم بريغوجين وأوتكين وثلاثة من أعضاء الطاقم.

والركاب هم: سيرغي بروبوستين ويفغيني ماكاريان وألكسندر توتمين وفاليري تشيكالوف وديمتري أوتكين ونيكولاي ماتوسيف ويفغيني بريغوجين.

وبعد ساعات من الغموض حول مصيره، أعلنت وكالة النقل الجوي الروسية رسميًا مساء الأربعاء، أن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، كان بين ركاب الطائرة التي تحطمت في مقاطعة تفير شمال غربي موسكو.

من قتل بريغوجين؟ معارض روسي يتحدث لـ ”أخبار الآن“ عن تصفية قائد فاغنر

معارض روسي يكشف لأخبار الآن بعض التفاصيل

وللتعليق على الأمر، تحدثت “أخبار الآن” مع المعارض الروسي البارز فلاديمير أوسيشكين (Vladimir Osechkin) مؤسس منظمة حقوق الإنسان “غولاغو.نت” التي تعمل منذ أكثر من عشر سنوات على فضح الفساد داخل روسيا، والجرائم التي ترتكبها القوات الخاصة الروسية بحقّ الإنسانية، سعياً لمحاسبة المرتكبين ومعاقبتهم.

وحول مقتل يفغيني بريغوجين، قال: “نحن نعلم أن يفغيني بريغوجين وديمتري أوتكين قُتلا على يد القوات الخاصة الروسية، وبأمر من فلاديمير بوتين”.

وأضاف: “لقد استعدوا لمدة شهرين للقيام بذلك، والآن العالم كله يعلم ما حدث”.

من قتل بريغوجين؟ معارض روسي يتحدث لـ ”أخبار الآن“ عن تصفية قائد فاغنر

 

وأوضح: “أعلم أننا بحاجة إلى مواصلة تحقيقنا المستقل ونحتاج إلى مساعدة التحقيق الدولي، وأعتقد أنه يجب علينا فتح جميع أسرار جرائم الحرب التي ارتكبتها مجموعات فاغنر ويفغيني بريغوجين”.

وتابع: “علينا أن نفهم أن يفغيني بريغوجين لم يكن وحيدًا، فقد عمل دائمًا مع فلاديمير بوتين وسيتم الحكم على كليهما من قبل المحكمة الدولية في المرة القادمة”.

مُسرّب أسرار النظام الروسي

وفي وقت سابق، أجرت “أخبار الآن” مقابلة حصرية مع فلاديمير أوسيشكين، لسؤاله عن نشاطه وعن مصير زعيم مجموعة فاغنر في أعقاب التمرد الذي قاده في شهر يونيو الماضي.

وقال أوسيشكين حينها حول حاجة بوتين لجيش خاص مثل فاغنر: “كل ذلك هو من أجل تحقيق الأهداف الجيوسياسية ومصالح بوتين للتوسّع في الخارج، ومن أجل تشكيل لوبي مصالح الفساد لبوتين وأوليغارشيته”.

ويضيف أنّ “تحقيق أهداف بوتين كان يحتاج إلى قوّة أكبر، وبالتالي كانت مجموعة فاغنر تلك القوة، وقد مدّوها بالأموال والمعدّات لارتكاب الجرائم في عدة بلدان كأوكرانيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وغيرها”.

من قتل بريغوجين؟ معارض روسي يتحدث لـ ”أخبار الآن“ عن تصفية قائد فاغنر

وعمّا إذا كان بوتين، تاريخياً، يسامح أعداءه أم أنّه يميل إلى الانتقام، يقول أوسيشكين إنّه “من الواضح أنّ بوتين لا يسامح الخونة، لديه أعداء وأخصام لا يتفق معهم ويحاربهم بطرق غير قانونية، لكن هناك فئة من الأعداء يعتبرها الأخطر ويمكن أن تدمر نظامه، فهو يكره الأشخاص الذين تركوا النظام الذي أنشأه. الذين يسافرون ويتحدّثون عمّا يحصل فهم يشكلون خطراً على نظامه، وفي كلّ مرّة يشعر فيها بالقلق حيال ذلك يعاني ويعتقد أنّه يجب القضاء على هؤلاء الأشخاص – أولئك الذين كانوا جزءاً من نظامه”.

وعن تمرد بريغوجين في شهر يونيو الماضي، قال أوسيشكين: “بحوزة بريغوجين معلومات وأدلّة خطيرة للغاية ضدّ فلاديمير بوتين والأوليغارشيين المحيطين به، كذلك ضدّ مجموعة واسعة من الجنرالات في وزارة الدفاع ومديرية المخابرات الروسية وخدمة الحماية الفيدرالية، الذين كانوا على اتصال وثيق به خلال السنوات العشرة الماضية، كما أنّ بريغوجين على تواصل مع عدد كبير من الجنرالات المهمّين”.

وعند سؤاله حينها متى يتخلص بوتين من بريغوجين، قال: “أيضاً كما فهمت الآن، تجري مفاوضات خلف الكواليس للقيام بمقايضة ما، تلك المفاوضات تتعلق بإعادة توزيع ممتلكات بريغوجين الموجودة في روسيا وإعادة توزيع الموجودات ومناطق النفوذ في إفريقيا، لكن الإتفاق النهائي غير واضح بعد. إذا تمكّن بوتين وقواته الخاصة من الحصول على تلك الوثائق والمعلومات التي بحوزة بريغوجين وأعوانه، عندها سنشهد تدمير مجموعة فاغنر ومجموعة شركات بريغوجين، وكذلك اعتقال بريغوجين وشركائه، أمّا إذا تمكّن بريغوجين من الحفاظ على المعلومات التي يملكها، فسيستمر بابتزاز بوتين، وسيجدون على الأرجح حلاً لإصلاح المنظمات لكنّهم سيواصلون نشاطهم في روسيا والخارج”.