بسبب الحرب.. طلاب أوكرانيا بين منع السفر وفصول دراسية لم تُحضر بعد

بسبب الحرب المتواصلة على مدار عامٍ ونصف العام، يواجه طلاب الجامعات في أوكرانيا أوضاعًا صعبة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير من العام 2022.

وفي محيط أكاديمية “كييف-موهيلا”، وهي جامعة تقع بالعاصمة الأوكرانية كييف، يقف طلاب متطوعون – بحسب “بي بي سي” -، من أجلِ مساعدة المتقدمين الجُدد لاستكمال إجراءات الالتحاق بالأكاديمية.

تعليم مُهدد.. كيف ألقى الغزو الروسي بظلاله على مستقبل طلاب أوكرانيا؟

كما تقول إحدى المتطوعات وتُدعى آنا، إن: “بعض الطلاب الحاليين في الجامعة، لم يحضروا فصلًا دراسيًا حتى الآن”، مضيفة: “هؤلاء التحقوا بالجامعة خلال جائحة كورونا، ثم حدث الغزو الروسي، لذلك لم يحضروا فصلًا دراسيًا بمقر الجامعة، إنه أمر مُحزن إلى حدٍ ما”.

ممنوع مغادرة البلاد

وفي وقتِ الحرب، تنص اللوائح الحكومية على عدم السماح لأي رجل يتراوح عمره بين 18 و60 عامًا، بمغادرة أوكرانيا دون إذن خاص من السلطات.

وهو ما يعني أن الطلاب الذكور الذين قرروا الدراسة في أوكرانيا، لا يُمكنهم السفر إلى خارج البلاد، حتى انتهاء الحرب.

ورغم إعفاء الطلاب الأوكرانيين، في الوقتِ الحالي من التجنيد في صفوف الجيش، إلا أن هذه القواعد يمكن أن تتغير إذا احتاجت أوكرانيا فجأة مزيدًا من الرجال.

تعليم مُهدد.. كيف ألقى الغزو الروسي بظلاله على مستقبل طلاب أوكرانيا؟

فجوة بين الجنسين

كما تسببت الحرب الروسية في حدوث فجوة بين الجنسين داخل المجتمع الأوكراني.

وفي هذا السياق، تمكنت ليزا من الفرار غربًا فور الغزو الروسي، قبل أن تستقر في ألمانيا، وتعتزم حاليًا دراسة العلوم في كونستانس جنوبي البلاد، التي تقع على الحدود مع سويسرا، بعدما اجتازت دورة إلزامية لتعلم اللغة الألمانية.

وفي زيارة قصيرة، عادت الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا إلى منزلها في كييف، وقالت نقلًا عن “بي بي سي”: “أعتمد على شراء أشياء في ألمانيا نظرا لوجود متاجر عديدة هناك، فالمتاجر التي أحبها في كييف أغلقت نشاطها”.

وتضيف: “الأسعار أغلى هناك، لذا سأدخر أموالا في كييف قبل أن أذهب إلى هناك”.

وتقول ليزا إن نصف زملائها، الشباب والفتيات، البالغ عددهم 32 فردا في المدرسة في أوكرانيا، اختاروا الدراسة في الخارج، وتضيف أن زملائها من الطلاب الذكور امتثلوا للوائح.

وتابعت: “الأولاد لا يلومون أحدا، فهم يتفهمون أنها لوائح ويجب الالتزام بها. لكنهم يسعون أيضًا لمغادرة البلاد، فهم يبلغون من العمر 16 و17 و18 عاما فقط”.

الخوف من البقاء

وإلى ذلك، بذل ميشا، البالغ من العمر 17 عاما، قصارى جهده العام الجاري لاتخاذ قرار بشأن الجامعة التي يريد الالتحاق بها.

ويقول: “توجد فرص كثيرة (في أماكن أخرى) في أوروبا، وللآسف الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أفعله في كييف بعد منتصف الليل هو البقاء في المنزل، بسبب فرض حظر التجوال”.

بيد أنه أدرك في نهاية الأمر عدم استطاعته ترك عائلته وأصدقائه.

ويقول: “ضغط والداي عليّ بشدة لكي أسافر إلى أي مكان آخر، نظرا لأنني قد أخضع للتجنيد في الجيش، وربما أتعرض للقتل بصاروخ. لكنني لا أخاف. ربما هذا خطأي، لكنني لا أهتم، هكذا أريد أن أعيش”.