هيئة تحرير الشام تحسم الأنباء المتداولة عن اعتقال أبي ماريا القحطاني
حسمت هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب ومحيطها الأنباء المتداولة عن اعتقال القيادي فيها أبي ماريا القحطاني. مساء الخميس 17 أغسطس، نشرت القيادة العامة للهيئة بياناً قالت فيه إنه تم ”تجميد“ مهام وصلاحيات القحطاني بعد التحقيق معه لورود اسمه ”في بعض التحقيقات التي أجريت مؤخراً“ في إشارة إلى قضية العمالة لجهات أجنبية.
القحطاني ”أساء“ إدارة اتصالاته
يقول البيان إن القيادة العامة للهيئة شكلت ”لجنة خاصة“ للتعامل مع قضية القحطاني و“بادرت اللجنة باستدعائه ومساءلته“ وفي ختام التحقيق ”تبين للجنة المكلفة أنه قد أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل، وعليه أوصت اللجنة بتجميد مهامه وصلاحياته“.
القحطاني يُعتبر الرجل الثاني في هيئة تحرير الشام بعد تراجع دور عبدالرحيم عطون، رئيس المجلس الشرعي في الهيئة. والقحطاني هو الأكثر حضوراً إعلامياً بين قياديي الهيئة، ومن قبيل هذا أن القحطاني كان حاضراً عندما التقى الصحفي في قناة فرنسا 24 وسيم نصر مع أبي محمد الجولاني زعيم الهيئة في إدلب في مايو الماضي.
الهيئة تحاول التقليل من وقع القضية
لكن اللافت في بيان الهيئة هو محاولة يائسة للتقليل من قضية القحطاني ونفي تهمة ”العمالة“ عنه وأن ما حدث يقع في خانة سوء التقدير لا الخيانة.
في العنوان مثلاً، يشير البيان إلى القحطاني بلفظ ”الأخ.“ وبكثير من الكلمات يعتبر البيان أن ما تم تناقله عن القحطاني يأتي ”في سياق التضليل والاستهداف المنظم الميداني والإعلامي ضد ثورتنا المباركة ومشروعها الوليد في المناطق المحرر“. فالهيئة تعتبر ذاتها وريث الحراك السوري الذي بدأ في 2011 ووصية عليه.
في مقدمة البيان نقرأ أيضاً إن ما تناقلته ”بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي المشبوهة“ فيما يتعلق بالقحطاني كان ”أخباراً مضخمة“.
خلية العمالة
منذ يونيو الماضي، كشف معارضو هيئة تحرير الشام عن أن الهيئة اعتقلت ”المئات“ من كوادرها بتهمة العمالة للتحالف تارة وروسيا تارة أخرى والنظام تارة ثالثة، وبينوا أن من المعتقلين كانوا قياديين.
في 16 يوليو الماضي، اعترفت الهيئة بالكشف عن عملاء، من ضياء العمر الناطق باسم جهاز الأمن العام التابع للهيئة حاول أيضاً التقليل من الأمر فأوحى بأن عدد المعتقلين قليل ومهامهم لا تصل إلى القيادية، وقال إن الهيئة اعتقلت ”خلية“ وإن أعضاءها من قليلي الخبرة الذين يسهل التغرير بهم.
ومن هنا جاءت أهمية الأنباء المتداولة عن اعتقال القحطاني. في 11 أغسطس، كشف حساب باسم ”أبو هادي“ الذي يُعرّف عن نفسه بأنه ”إعلامي عسكري في الثورة السورية“ عن أن أبا أحمد حدود، القيادي الأمني في الهيئة، اعتقل القحطاني بعد أن اعترف مرافقه أبو يزن الديري بأن القحطاني ”يترأس“ الخلية التي تتعامل مع التحالف.
شاهد أيضًا: اختراقات واتهامات بالعمالة.. ماذا تكشف أنباء اعتقال أبي ماريا القحطاني؟
أبو هادي أضاف أن زعيم الهيئة أبا محمد الجولاني تدخل بشكل عاجل للإفراج عن القحطاني ”قبل أن تتسرب الأخبار فتحرجهم أمام الرأي العام وجنودهم“.
لكن في 12 أغسطس، وبعد غياب مفاجئ امتد أياماً، كتب القحطاني على تليغرام أنه كان في وعكة صحية.
وفيما حاولت الحسابات الموالية للهيئة تكذيب الأخبار، استمر معارضو الهيئة في سرد الروايات التي تعزز خبر الاعتقال. ونفهم من حساب أبو هادي وحساب أبي يحيى الشامي، وكان قاضياً انشق عن الهيئة، أن القحطاني اعتُقل أول مرة وأفرج عنه بضمان الإقامة الجبرية لكنه خرج من إدلب ليتم استدعاؤه ثانية واعتقاله.
شرخ في الهرم
القحطاني يمثل قطباً من الأقطاب المتصارعة داخل الهيئة، وكان أبو يحيى الشامي قد كشف عن وجود كتلتين رئيستين متصارعتين داخل الهيئة: القحطاني وأحمد زكور – المسؤول المالي – ومظهر الويس -المسؤول الشرعي في كتلة؛ وعبدالرحيم عطون وأحمد حدود وأبو ماجد – القاضي – في كتلة أخرى.
بحسب حساب أبو هادي، تسبب الإفراج عن القحطاني أول مرة في وقوع خلاف بين الجولاني من جهة وحدود وعطون وأبي حفص بنش، أمير لواء طلحة، من جهة أخرى.