إيران تقف وراء اختطاف وتوقيف سفن في مياه الخليج

  • الطرح الإيراني ليس مبادرة جادة بل فقاعة إعلامية

قبل أيام، أعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني أن بلاده ودول خليجية أخرى تُخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضا الهند وباكستان، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية السبت.

وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” نقلت عن قائد القوات البحرية قوله: “دول المنطقة توصلت إلى نتيجة مفادها أنه إذا أريد الحفاظ على الأمن في المنطقة، فيجب أن يتم ذلك من خلال التآزر والتعاون المتبادل”، مشيراً إلى أنه “في هذا الصدد، هنالك تحالفات جديدة قيد التبلور إقليميًا ودوليًا”.

وردا على سؤال حول الدول التي تطلب أن تكون حاضرة في عمل إقليمي مشترك مع إيران، قال “إيراني”: “سبق لنا عمل مشترك مع عمان، والآن السعودية تتجه في هذا المنحى، وهنالك أيضا دول الإمارات وقطر والبحرين والعراق وباكستان والهند”.

وأضاف: “تقريبًا كل دول منطقة شمال المحيط الهندي باتت تعتقد أنه ينبغي عليها الوقوف إلى جانب إيران، وتحقيق الأمن بشكل مشترك مع تآزر كبير”.

من ناحيته قال د. عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، إنه كان يجب على إيران قبل التحدث عن تشكيل تحالف بحري، أن تمر بعدد من الخطوات أولًا.

ما الذي يجب أن تفعله إيران قبل الحديث عن "تحالف بحري"؟

وأضاف أستاذ العلوم السياسية عبر صفحته الرسمية على موقع التغريدات “تويتر”: “قبل أن تتحدث إيران عن تشكيل حلف بحري عسكري خليجي مشترك عليها أولا الحصول على موافقة دول المنطقة، ثانيًا وقف اختطاف سفن تجارية ونفطية في الخليج، ثالثًا إنهاء احتلال جزر الإمارات، ورابعًا وقف برنامج صاروخي ونووي يهدد أمن الخليج”.

وأكد عبدالله أن الطرح الإيراني ليس مبادرة جادة بل فقاعة إعلامية وُلدت لتموت كغيرها من مبادرات إيران.

ولم تعلق الدول التي ذكرها المسؤول الإيراني في حديثه عن التحالف البحري، وهو ما يكشف أنها ليست سوى “فقاعة إعلامية”- كما ذكر الدكتور عبدالخالق عبدالله.

وكانت الإمارات قد رفضت قبل أسبوع “توصيفات خاطئة” وردت في تقارير صحفية غربية حول محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الأمن البحري، كاشفة أنها انسحبت قبل شهرين من القوة البحرية الموحدة في منطقتي البحر الأحمر والخليج.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام): “نتيجة لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات منذ شهرين من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة”.

وأضافت: “دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة والمتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين”.

وتابعت أن “الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكل مسؤول”.

تهديدات إيرانية متزايدة

وجاء القرار في خضم حوادث بحرية متزايدة في مياه الخليج، اتّهمت واشنطن وعواصم غربية طهران بالوقوف وراءها إنّما من دون أن تتّخذ خطوات لمعاقبتها.

في الثالث من مايو الماضي، احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز، كانت أبحرت من دبي.

وقال الأسطول البحري الأميركي الخامس ومقره البحرين، في بيان إن الحرس الثوري الإيراني باستخدام 12 سفينة هجوم سريعة، أجبر ناقلة النفط على عكس مسارها والتوجه نحو المياه الإقليمية الإيرانية قبالة ساحل بندر عباس.

وكانت ناقلة النفط في طريقها إلى نحو ميناء الفجيرة بعد أن انطلقت من دبي بالإمارات.

وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، اذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 أبريل احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب “اصطدامها” بسفينة إيرانية.

وقام بعدها الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين، بعبور مضيق هرمز على متن مدمّرة أمريكية برفقة قادة بحريين فرنسيين وبريطانيين، لإظهار موقف موحّد حيال أمن الملاحة البحرية في المنطقة.

خريطة توضح حدود الخليج العربي

وأعلنت الولايات المتحدة في مايو أنها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة التي تعد من أبرز الممرات المائية عالميا وتحظى بأهمية كبرى لإمدادات النفط.

في المقابل، أكّد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قدرة بلاده بالتعاون مع جيرانها على ضمان أمن مياه الخليج والملاحة في المنطقة، في أعقاب التوترات المستجدة مع الولايات المتحدة في هذا الممر الحيوي.