داعش يعترف بمقتل عدد من كوادره ويحث أنصاره على تعويض خسائره المالية

اعترف تنظيم داعش بمقتل عدد من كوادره خلال الحملة الأخيرة التي شنها الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب في صحراء الأنبار، دون أن يعترف بمقتل قادة التنظيم البارزين الذين أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية، كلًا على حدة، استهدافهم في الفترة الأخيرة، وفي مقدمتهم أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات، وإياد الجبوري الذي يُعرف أيضًا بخالد الجبوري، مسؤول خلايا التنظيم في تركيا وأوروبا.

كما دعا التنظيم في العدد الجديد من صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 385) أنصاره إلى دعم داعش ماليًا والسعي لكفالة عناصره وأسرهم، في الوقت الحالي، وهو ما يُشير إلى الأزمة المالية التي يُعاني منها التنظيم.

وفي نفس السياق، قالت أسبوعية النبأ إن مفارز داعش واصلت هجماتها غرب محافظة الأنبار العراقية، وذلك بعد حملة عسكرية شنتها قوات مكافحة الإرهاب العراقية بدعم وإسناد من القوات الأمريكية، مضيفةً أن هذه الحملة أسفرت عن مقتل عدد من كوادر التنظيم في الاشتباكات التي استمرت ليومين، على حد قول الصحيفة.

وأعلن منشقون عن تنظيم داعش، في وقت سابق، أن الحملة التي شنتها القوات العراقية على وادي حوران بصحراء الأنبار أدت إلى مقتل عدد من قادة وكوادر التنظيم من بيهم أبو خديجة العراقي، عبد الله مكي مصلح الرفيعي، والي التنظيم على العراق، لكن قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي”، والتي يُديرها منشقون عن التنظيم أيضًا، رجحت في تدوينة نشرتها الأسبوع الماضي أن “الرفيعي” لم يُقتل في الحملة الأخيرة.

وتجنب داعش الاعتراف بمقتل أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات والتي عُرفت سابقًا باسم إدارة الولايات البعيدة، والذي قُتل في غارة للتحالف الدولي بريف إدلب، شمالي سوريا، في 24 فبراير/ شباط الماضي، وإياد الجبوري/ خالد الجبوري، مسؤول خلايا داعش في تركيا وأوروبا وأحد قادة مكتب الشام (الأرض المباركة)، الذي يعمل كقيادة إقليمية لداعش، والذي قُتل في غارة نفذتها طائرات أمريكية الأسبوع الماضي.

ارتفاع هجمات داعش للمرة الأولى منذ 2022

وعلى صعيد متصل، قالت أسبوعية النبأ إن داعش نفذ 33 هجومًا في مختلف مناطق نشاطه، خلال الأسبوع الماضي، وهو أعلى معدل لهجمات التنظيم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مما يعني أن الهجمات ارتفعت بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بالأسبوع السابق والذي سجل التنظيم فيه 20 هجومًا فقط.

وتُعزى زيادة هجمات داعش، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى ارتفاع هجمات التنظيم في غرب إفريقيا التي كانت ساحة العمليات الرئيسية للتنظيم، خلال نفس الفترة، فضلًا عن استئناف مفارز داعش نشاطها في سوريا والعراق واللتين شهدتا 8، و6 هجمات، على الترتيب، خلال الأسبوع الماضي.

وشهدت مناطق بولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا، 11 هجومًا خلال هذا الأسبوع، ونُفذت غالبية تلك الهجمات بواسطة تفجير العبوات الناسفة، فيما شهدت منطقة “ماروا”، شمالي الكاميرون إغارة خاطفة لعناصر من التنظيم استهدفت دورية للجيش الكاميروني وأسفرت عن مقتل أحد جنوده، حسب إحصاء صحيفة النبأ الداعشية.

داعش يعترف بمقتل قادته.. ويحث أنصاره على تعويض خسائره المالية

وفي الكونغو الديمقراطية، هاجمت مجموعات مرتبطة بداعش السكان المحليين في قرية “إيدوهو” بمنطقة إيتوري، شرق الكونغو، وقتلت 14 مدنيا، حسب إحصاء التنظيم.

وتشن المجموعات المرتبطة بالتنظيم في الكونغو الديمقراطية، والتي تُسمى نفسها بـ”ولاية وسط إفريقيا”، هجمات ضد السكان المدنيين في مناطق شرق الكونغو، ضمن محاولات التنظيم لإشعال فتيل حرب طائفية في تلك المنطقة لمنحه فرصة للتمدد والانتشار فيها.

أزمة مالية في داعش

على صعيد آخر، حثت صحيفة النبأ الأسبوعية، أنصار تنظيم داعش على التبرع بالأموال لصالحه والقيام بدعمه ماليا ورعاية عناصره وأسرهم، فيما يبدو كمحاولة من التنظيم لتعويض تراجع احتياطاته المالية في الفترة الأخيرة.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن لجنة الجزاءات بمجلس الأمن الدولي فإن احتياطات داعش المالية تقلصت، خلال الفترة الأخيرة، وأصبحت تتراوح ما بين 25: 50 مليون دولار بعدما كانت تُقدر بنحو 100: 300 مليون دولار بُعيد انهيار الخلافة المكانية في مارس/ آذار 2019.

واعتبرت الصحيفة أن من أهم مصارف الأموال في الوقت الحالي، هو دعم أسر الجهاديين وعوائلهم وكذلك دعم ورعاية أسرى وسجناء التنظيم، داعيةً أنصار داعش والمتعاطفين معه لزيادة جهودهم لدعم التنظيم ماليا في شهر رمضان، حسبما أوردت الصحيفة.

داعش يعترف بمقتل قادته.. ويحث أنصاره على تعويض خسائره المالية

وألمحت أسبوعية النبأ إلى أن عمليات التبرع للتنظيم تدخل تحت باب المواساة والدعم المادي لداعش، كما نشرت الصحيفة رسمًا جرافيكيًا عن فضل التبرع بالأموال و”الصدقات” لحث أنصار التنظيم على هذه الخطوة.

ويسعى تنظيم داعش إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم من أنصاره في مختلف المناطق، في الوقت الذي يتهم فيه عناصر داعش السابقون والمنشقون عن التنظيم، قيادته العليا باستغلال الأموال التي حصل عليها لمصالحهم الذاتية، وصرفها على أسر وعوائل قادة التنظيم وحرمان بقية عناصره من تلك الأموال.