نهر باخموت.. نقطة فصل مهمة في دفاع أوكرانيا عن نفسها من الروس
تحتدم الهجمات على أوكرانيا، حيث تقاتل القوات الروسية بهدف عبور نهر باخموت في منطقة دونباس الشرقية، فيما يرسل الكرملين تعزيزات لمواجهة أي هجمات مضادة قد تجريها القوات الأوكرانية، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال سيرهي شيريفاتي، المتحدث باسم القوات الأوكرانية في شرقي البلاد، إن أكثر من 500 جندي روسي لقوا حتفهم أو أصيبوا خلال 24 ساعة في معركة مدينة باخموت الشرقية، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقال شيريفاتي لمحطة تلفزيون البرلمان الوطني إن الروس شنوا 16 هجوما خلال 24 ساعة، مع وقوع 23 اشتباكا في باخموت.
وأضاف “قتل خلال المعركة 221 من أفراد العدو وأصيب 314 بجروح متفاوتة”، فيما لم يتضح ما إذا كانت تلك الخسائر وقعت، أو خلال آخر 24 ساعة.
وتقول موسكو إن السيطرة على باخموت ستحدث فجوة في الدفاعات الأوكرانية وستكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها والتي تمثل هدفا رئيسيا.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية تم دفعها للتراجع من الجانب الشرقي من النهر، والذي أصبح يمثل الآن خط مواجهة بين مقاتلي فاغنر والقوات الأوكرانية.
يفغيني بريغوجين، رئيس قوات فاغنر قال في مقطع مصور، نشر عبر تلغرام إن “القوات الروسية متمركزة على بعد حوالي ثلاثة أرباع الميل من وسط مدينة باخموت”.
وبرزت في الآونة الأخيرة خلافات بين بريغوجين وهو حليف للرئيس فلاديمير بوتين، ووزارة الدفاع.
وكان بريغوجين أعلن مرات عدة انتصارات في ساحة المعركة، وانتقد كبار الضباط الروس واتهم الجيش بعدم مشاركة الذخيرة مع قواته.
بينما تواصل قوات مجموعة فاغنر، قتالها لإخراج القوات الأوكرانية من مدينة باخموت الشرقية، يواجه مؤسس المجموعة، يفغيني بريغوجين “لحظات حاسمة”، مع تصاعد غضب النخبة السياسية والعسكرية الروسية من تصريحاته وسلوكاته.
وتحاول كييف الحفاظ على مواقعها في باخموت ومنع التقدم الروسي في شمال وجنوب البلاد، حتى لا تهدد خطوط إمداداتها لقواتها.
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال في تصريحات، إنه “بحث مع كبار المسؤولين العسكريين خيارات كييف في باخموت”.
ويثير تمسك كييف بمدينة باخموت التساؤلات، إذ لا أهمية استراتيجية تُذكر لها، فيما تسبب المعارك فيها خسائر للقوات الأوكرانية، بحسب تقرير وول ستريت جورنال.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن تقرير لوكالة المخابرات الدفاعية البريطانية أن “القوات الروسية سيطرت على معظم شرق باخموت”، ولكن التقدم في بعض المناطق لا يزال يمثل تحديا.
وأضاف التقرير أن مقاتلي “فاغنر سيطروا على شرقي المدينة، وأن نهر باخموتكا يمثل خط المواجهة ويعيق التقدم الروسي”.
ويرد مسؤولون أوكرانيون على هذه المعلومات أن الخسائر الروسية في باخموت أسوأ من خسائرهم، مشيرين إلى أنهم يتبعون استراتيجية تزيد من “نزيف وخسائر الجيش الروسي” قبل هجوم أوكراني مضاد.
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي رصدتها الوكالة البريطانية أن ضفاف نهر باخموتكا الذي كان تحيط به النباتات أصبحت مدمرة، حيث فجرت كييف في وقت سابق الجسور والمعابر العائمة لمنع تقدم روسيا، وتستخدمه كخط دفاعي جديد.
من جهته، قال قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، إن القتال من أجل باخموت يساعد في كسب الوقت استعدادا لهجوم مضاد “لم يعد بعيدا”.
ونقل عن سيرسكي قوله في بيان: “الأبطال الحقيقيون الآن هم الجنود الذين يحملون الجبهة الشرقية على أكتافهم ويتسببون بأكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو مع مقدار كبير من التضحيات”، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وتابع “من الضروري كسب الوقت لجمع احتياطات وشن هجوم مضاد لم يعد بعيدا”.
وذكر الجيش إن سيرسكي كان في “أهم منطقة” على الجبهة من دون تقديم المزيد من التفاصيل.