السلع الصينية تغزو الأسواق التونسية وتُهدد الصناعة التونسية

غزت مؤخرا المنتجات الصينية الرخيصة السوق التونسية الأمر الذي ألحق أضرارا فادحة لعديد القطاعات أبرزها قطاع  الصناعات التقليدية الذي سجل تراجعا في عدد المحلات التي أغلقت وفقدان آلاف مواطن الشغل، كما الحقت المنتجات الصينية الرخيصة التي تروج في السوق السوداء، خسائر كبيرة للحرفيين في تونس.

عز الدين الجويني حرفي مختص في صناعة النحاس أبدى تخوّفه مما ستؤول إليه الحرفة في تونس كغيرها من التخصصات التقليدية، التي باتت تزول بسبب اجتياح المنتجات الصينية الأسواق التونسية، مشيرا إلى أن الأزمة لا تبدو ظرفية فقط لاسيما أنها تزداد حدة

وأكد أن الكثير من زملاء حرفته اضطروا لإغلاق محلاتهم وترك السوق بعد تأزم وضعيتهم المادية وعدم قدرتهم على مواجهة الغزو الصيني الذي أَضر بتجارتهم بشكل كبير.

 

 

الصين تشوه سمعة الصناعات التقليدية التونسية

صرح الحرفي عز الدين الجويني “لأخبار  الآن”  أنه لا يمكن أبدا المقارنة بين المنتجات المقلدة والمنتجات الأصلية،  فرغم محاولات الصينيين تقليد ما يقوم به الحرفي، إلا أنه غالبا ما تجد بها خللًا أو مشكلةً نظرًا للمواد التي يستعملونها في صناعة وتقليد أعمال الحرفيين، والتي تكون بخسة ولا تراعي معايير الجودة أبدا.

لكن السائح أو الشاري لا يمكن أن يتفطن لها من الوهلة الأولى فهو يقبل لشرائها لرخص أسعارها ليتفاجأ بعد استعمالها بتلفها  بعد فترة قصيرة دون أن يدرك أنها سلعة مقلدة صينية ولا علاقة لها بالمنتجات التونسية وهو ما يشوه سمعة الصناعات التقليدية التونسية.

 

الحرفيون مكرهون على بيع السلع الصينية

أمام الغزو الصيني للسوق التونسية اضطر العديد من الحرفيين إلى ادخال السلع الصينية إلى محلاتهم و إدماجها مع سلعهم ليتمكنوا من  بيع أكثر عدد قطع بأقل التكاليف.

يقول  الحرفي في الأحذية الجلدية والحلي التقليدية صالح بن عمار أيضا “لأخبار الآن” أنه مكرهًا على بيع السلع الصينية ولا خيار أخر أمامه ليتمكن من الصمود في السوق مؤكدا أن أكثر المتضررين هو الحرفي البسيط الذي تجده يعكف على صناعة منتجات يدوية وبوسائل بسيطة تأخذ من وقته الكثير وتتطلب منه مجهودا كبيرا لكن في نهاية المطاف تجد لها منافسا مصنّعا آليا، ليس فيه تفان ودقة، وكلّ قطعة تشبه القطعة الثانية.

السلع الصينية.. ورم ينخر السوق التقليدية في تونس

حسب الإحصائيات الرسمية للدولة التونسية تتصدر الصين قائمة المساهمين في عجز الميزان التجاري بأكثر من 30% من نسبة العجز العام. فمنذ بداية القرن الـ 21 تصاعد حجم الواردات الصينية بوتيرة سريعة، وهو ما انعكس سلباً على الحرف التقليدية.