نجحت القوات الحكومية في الصومال، بدعم من مقاتلي العشائر وقوات الاتحاد الإفريقي في تحقيق سلسلة من الانتصارات على جماعة الشباب، خلال الأشهر الثلاث الماضية، وذلك ضمن الحملة الشاملة التي تخوضها القوات الصومالية ضد الحركة، وفي نفس الوقت حاولت الجماعة التي تعرضت الجماعة لخسائر كبيرة أن تُخفي تلك الهزائم عبر زيادة الهجمات داخل العاصمة وكان آخرها الهجوم على فندق “فيلا روز” القريب من القصر الرئاسي، وهو الهجوم الذي تصدت له قوات الأمن، بيد أن تلك المحاولات فشلت، حتى الآن، في وقف الانتكاسات التي مُنيت بها، وهو ما ساهم في زيادة الصراعات والخلافات الداخلية في أوساط الجماعة التي يتنافس قادتها على السلطة والنفوذ، خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يرصده التقرير التالي:

وسط مؤتمر ضم مجموعة من الشرعيين المحسوبين على جماعة الشباب الصومالية، ظهر مهاد كاراتي المعروف بـ”مهد ورسمي”، رئيس جهاز أمنيات الذي يتولى أعمال الأمن والاستخبارات داخل الجماعة، ليُلقى بيانًا نادرًا أكد فيه مواصلة الهجمات الإرهابية ضد المدنيين، في أعقاب استهداف مقاتلي “الشباب” مقر وزارة التعليم في العاصمة مقديشو.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟جاء ظهور “مهاد كاراتي” في توقيت حساس بالنسبة للجماعة الصومالية، في ظل غياب أمير الجماعة أحمد ديري (أبو عبيدة) عن المشهد منذ منتصف العام الجاري بسبب تدهور حالته الصحية ومعاناته من المرض، وتزايد الحديث عن الانقسامات الداخلية والصراعات بين قادة الحركة، فضلًا عن استمرار الحملة التي تقودها القوات الحكومية المدعومة من القوات الإفريقية والأمريكية لدحر الجماعة وطردها من معاقلها في جنوب ووسط البلاد، وزيادة النفور الشعبي من الحركة بعد سلسلة من الهجمات التي ضربت أهدافًا مدنية وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

 وكان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو الاحتفاء الذي أبدته منصات الجماعة وأذرعها الإعلامية بـ”مهاد كاراتي” المكنى بـ”أبو عبد الرحمن”، فبعد أن كانت تكتفي بوصفه بأنه قيادي بارز بجماعة الشباب، حتى أواخر أكتوبر/ تشرين الثاني 2022، أضحت تُقدمه على أنه أحد كبار قادة الجماعة، بما يُوحي أن هناك ترويج له على حساب غيره من قادة الجماعة الصومالية.

ويكشف الاحتفاء الدعائي بـ”مهاد كاراتي” أو “مهد ورسمي” عن ملمح من ملامح التنافس والصراع داخل جماعة الشباب، والتي تعيش حربًا داخلية بين قياداتها العليا حول من يُسيطر على مقاليد الأمور فيها، تمامًا كما حصل بعد الإطاحة بزعيمها السابق أحمد عبدي غودني، حين تنافس قادة الجماعة على الفوز بمنصب أمير الجماعة، وأدى ذلك إلى حدوث واحد من أكبر الانشقاقات في تاريخها بانفصال “مختار روبو“- نائب أمير “الشباب” والرجل الثاني بها الذي كان موضوعًا على قوائم الإرهاب الأمريكية ورصد برنامج مكافآت من أجل العدالة 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه- عن الجماعة وانضمامه إلى جانب القوات الحكومية، قبل أن يتم اختياره وزيرًا للأوقاف في الحكومة الصومالية، في فبراير/ شباط 2022، ضمن توجه الحكومة الفيدرالية في احتواء المنشقين وتقويض القواعد العملياتية لجماعة الشباب.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟

غير أن محاولات تلميع “مهاد كاراتي” تصطدم بحاجز الشبهات المثارة حوله، إذ يُشير بعض خصومه إلى أن مسيرته داخل الجماعة يتخللها الكثير من الغموض، فمثلًا تذكر مصادر صومالية إلى أنه سبق وجرى القبض عليه داخل كينيا، المنخرطة أيضًا في حرب ضد جماعة الشباب قبل أن يتم الإفراج عنه على الرغم من أنه موضوع على قوائم الإرهاب الكينية والأمريكية.

وعلى ذات الصعيد، قال رئيس الاستخبارات الصومالية السابق فهد ياسين إن فهد صلاد رئيس الاستخبارات الحالي لديه صلات مع حركة الشباب الصومالية، فيما ذكرت مصادر صومالية أن “صلاد” ابن عم/ قريب لـ”مهد كاراتي” ورغم أن هذه الأقاويل لم تصاحبها تأكيدات قوية حتى الآن، إلا أن بعض المصادر لفتت إلى أن رئيس الاستخبارات الصومالية الحالي قد يوظف مهد كاراتي من أجل زيادة الخلافات الداخلية في حركة الشباب، في الوقت الراهن.

وتلفت التفاصيل السابقة النظر إلى أن طريق صعود “مهاد كاراتي” أو “مهد ورسمي” إلى إمارة جماعة الشباب الصومالية قد يكون محفوفًا بالمخاطر، وربما يؤدي إلى تشظي الجماعة وانقسامها وحدوث جملة من الانشقاقات في صفوفها، وهذا في حالة إذا لم ينشق “كاراتي” بنفسه وأنصاره عن “الشباب”، كما سبق وفعل “مختار روبو، والذي انشق عن الجماعة فعليًا، عام 2013، وظل على ولاءه لها ظاهريًا فقط، حتى انشقاقه الكامل وخروجه من صفوفها مع 500 من المقاتلين عام 2017.

وفي الواقع، لا تعد الانشقاقات داخل جماعة الشباب أمرًا نادرًا بل إن الجماعة شهدت انشقاقات متعددة على مدار تاريخها، فبجانب “مختار روبو”، انشق القيادي البارز حسن طاهر أويس، منتصف عام 2013، وأصبح من أشد معارضي الجماعة، وكذلك انشق “إسماعيل حرسي“، مسؤول جهاز أمنيات (الأمن والاستخبارات) سابقًا، و”محمد سعيد”، أحد أبرز قيادات الجماعة في شرق الصومال، وأبو منصور الأمريكيعمر بن همام“، الذي دخل في صراع مع قيادة “الشباب”، أفضى إلى مقتله عام 2013.

ومن جهة أخرى، انفصل عبد القادر مؤمن، أمير فرع داعش في الصومال حاليًا وأحد أبرز قادة جماعة الشباب سابقًا، عام 2015، مع نحو 200 من قادة ومقاتلي الجماعة من بينهم “محمد مكاوي السوداني” الذي كان مدرجًا على قوائم الإرهاب الأمريكية، ودخل المنشقون في صدام مسلح مع جماعة الشباب ما زال مستمرًا حتى الآن.

سقوط قيادات “الشباب”.. وصعود مهاد كاراتي

إلى ذلك، يتضح من التدقيق في كواليس الصراعات والتدافعات التي تتم، حاليا، في داخل جماعة الشباب أن بروز “مهاد كاراتي” وتصدره المشهد ووصفه من قبل أذرع الحركة الدعائية” بـ”أحد أكبر قيادات الشباب”، يرتبط بحالة من الخلخلة القيادية التي ضربت الجماعة مؤخرًا، إذ قُتل عبد الله نذير، أحد مسؤولي قسم الدعوة بالجماعة والمرشح لخلافة أمير الجماعة الحالي أحمد ديري (أبو عبيدة) في عملية أمنية بجنوب الصومال، أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبعد أيام معدودة من مقتله، لحق به المتحدث باسم الجماعة “علي محمود راغي طيري” الذي توفي متأثرًا إصابته في معارك بمنطقة “عيل قوحلي” في إقليم هيران بوسط الصومال، ويُعتقد أن “طيري” شغل منصب نائب أمير الحركة بعد انشقاق مختار روبو عنها.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟

وعلاوة على مقتل القادة السابقين، توفي، والي الجماعة على محافظة بنادر (جنوب شرق الصومال) محمد حسن عمر “أبو عبد الرحمن” أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وهو أحد أبرز قادة الجماعة الذين عملوا في داخل الجهاز الأمني “أمنيات”، ومكتب التربية والتعليم التابع لها، وما يُعرف بـ”مكتب تأهيل المجاهدين”، الذي يتولى تدريب وتأهيل قادة وعناصر الجماعة.

وبالتزامن مع مقتل وغياب هذه المجموعة القيادية البارزة، كان نجم “مهاد كاراتي” يصعد داخل جماعة الشباب حتى أن الجناح الإعلامي لها لم يُشر على مدار الأسابيع الأخيرة إلى قيادي آخر سواه، وأبرز حديثه في مؤتمر ما سُمي بعلماء الولايات الإسلامية الذي جاء بعد الهجوم على مقر وزارة التعليم في مقديشو، وبعد أيام من هذا المؤتمر عقد عدد من أبناء العشائر الموالين لـ”الشباب” مؤتمرًا لدعم الجماعة في الوقت الذي تواجه فيه حملة مكثفة من القوات الصومالية، كما أن الخارجية الأمريكية أعلنت عن طريق برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لها رفع قيمة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للتوصل إليه إلى 10 ملايين دولار، ليتساوى بذلك مع أمير الجماعة أحمد ديري، والقيادي بالجماعة جهاد مصطفى وهو أمريكي انضم لـ”الشباب الصومالية”.

وتشير التجارب السابقة لجماعة الشباب أن مقتل قادة الحركة يرتبط غالبًا بوجود وشاية داخلية تؤدي إلى الإطاحة بهم، وهو ما حدث مع أمير الجماعة السابق “أحمد عبدي غودني” الذي قُتل في عام 2014 بعد جملة من الصراعات الداخلية التي أدت للوشاية به من عناصر في الجماعة ما تسبب في استهدافه من قبل القوات الأمريكية ومقتله.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟

وفي هذا السياق، تُشير أصابع الاتهام إلى “مهاد كاراتي” الراغب في الاستئثار بالقيادة داخل جماعة الشباب، لا سيما وأنه يتولى منصب رئيس جهاز أمنيات (الأمن والاستخبارات بجماعة الشباب)، والذي يُفترض به أن يقوم بتأمين قادة الجماعة والحيلولة دون الكشف عن أماكنهم واستهدافهم.

وتزيد عمليات اغتيال قادة جماعة الشباب من الشبهات المثارة حول “مهاد كاراتي”، فصعوده على رماد وجماجم القادة المقتولين داخل الجماعة، مؤخرًا، يعيد إلى الأذهان التهم التي تُروج ضده من أن عمله قد يكون بالتنسيق مع الاستخبارات الصومالية أو الاستخبارات الكينية، التي سبق وأن أطلقت سراحه بعد القبض عليه، في ما يبدو أنه صفقة تمت بين الجانبين.

ما هي الأجندة الحقيقية لمهاد كاراتي؟

وترتبط هذه الشبهات، بوجود توجه رسمي لدى الرئاسة والحكومة الصومالية لاحتواء المنشقين عن جماعة الشباب وإعادة دمجهم في المجتمع بعد عملية نزع التطرف وإعادة التأهيل التي انخرط فيها المئات من عناصر الجماعة حتى الآن، وذلك في المراكز الخمسة التي أنشأتها الحكومة الصومالية، منذ عام 2009، لإزالة الراديكالية وإعادة التأهيل والدمج.

وأكد مصدر حكومي، يعمل في برنامج العفو وإعادة تأهيل عناصر جماعة الشباب التائبين رفض الإفصاح عن هويته لحساسية وضعه الحالي، في تصريح لـ”أخبار الآن” أن الحكومة الصومالية لديها توجه حالي نحو التوسع في عمليات استيعاب المنشقين عن جماعة الشباب وإعادة تأهيلهم مع توفير بيئة مناسبة لنجاح هذه العملية، مضيفًا أن الانشقاقات مؤثرة للغاية على جماعة الشباب لذا تسعى الأخيرة لإثبات أنها موجودة عن طريق شن هجمات إرهابية مكثفة سواء داخل العاصمة مقديشو أو خارجها.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟

ومن اللافت للانتباه أن الإجراءات الحكومية للضغط على قيادات جماعة الشباب، والتي جرى اتخاذها في الفترة الأخيرة، رافقتها قرارات أخرى أصدرها “مهاد كاراتي” للضغط على كوادر وعناصر الجماعة، ويُوحي ذلك باحتمالية وجود تنسيق مشترك من أجل الضغط على الجماعة الصومالية وتقويض قواعدها العملياتية، ففي الوقت الذي اتخذت فيه إدارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود خطوات لتجفيف الدعم المالي لجماعة الشباب من خلال إنشاء وكالات حكومية تراقب التدفق المالي، وتطوير عمل وحدة الاستخبارات المالية، وإعداد قوانين تسهم في ضبط عملية تهريب الأموال، قام “كاراتي” بحجب الرواتب الشهرية والموارد المالية عن قيادات الجماعة ما أدى إلى تأخر وصول رواتب المقاتلين الشهرية إليه وخلق حالة من السخط في أوساطهم، مستغلًا تحكمه في الموارد المالية لجماعة الشباب.

كما أقدم “مهاد كاراتي” على إبعاد معارضيه من المناصب الهامة داخل الجماعة مستفيدًا من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والاستخبارات “أمنيات”، في ظل تراخي قبضة أمير الجماعة “أحمد ديري” على الجماعة بسبب تدهور صحته، وعدم رغبته في إثارة مشكلات جديدة مع “كاراتي” بعد دخولهما معًا، عام 2018، في جولة صراع أفضت في النهاية إلى رضوخ أمير الجماعة لـ”مهاد كاراتي” وبقاءه متحكمًا في التدفقات المالية للجماعة.

وفي هذا السياق، قال نعمان حسن، الباحث الصومالي المتخصص في الشؤون الإفريقية إن عملية تجنيد بعض قادة جماعة الشباب الصومالية أو غيرها من الجماعات الإرهابية ليس أمرًا جديدًا، مضيفًا إلى أن أجهزة الأمن والاستخبارات تعتمد على هذا الأسلوب في مواجهة هذه الجماعات.

وأشار “حسن” في تصريحات لـ”أخبار الآن” إلى أن “مهاد كاراتي” كانت له ارتباطات واسعة بكينيا وسبق أن زارها من قبل، مردفًا أن الحديث عن القبض عليه ثم إطلاق سراحه من قبل جهات رسمية في كينيا يمكن تفسيره بواحد من الاحتمالين أولهما وجود اتفاق بين أجهزة الاستخبارات الكينية و”كاراتي” جرى بموجبه الإفراج عنه والسماح له بالعودة إلى الصومال، والثاني أن جماعة الشباب استغلت الفساد الموجود في بعض الدوائر الصومالية ودفعت رشاوى مالية من أجل الإفراج عنه.

مهاد كاراتي.. كيف تكشف مسيرته أسرار جماعة الشباب الصومالية ومستقبلها؟

وذكر الباحث الصومالي في الشؤون الإفريقية أن تزايد الانقسامات في صفوف جماعة الشباب، حاليا، مرتبك بمرض أحمد ديري أمير الجماعة، موضحًا أن أعضاء بالقيادة العليا في الجماعة وعلى رأسهم “مهاد كاراتي” يسعون لزيادة نفوذهم في الوقت الراهن استعدادًا لمرحلة ما بعد ديري، والتي يطمح فيها “كاراتي” وآخرون لتولي إمارة الجماعة.

مستقبل غامض

إلى ذلك، حاولت جماعة الشباب الصومالية القفز على أزمتها الداخلية بتكثيف الهجمات داخل العاصمة مقديشو، وكان آخر تلك الهجمات استهداف فندق “فيلا روز” قرب القصر الرئاسي، مساء الأحد 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، لتُعطي انطباعًا بأنها مستمرة في العمل الإرهابي رغم كل شيء.

وقامت جماعة الشباب بأعمال مشابهة، في عامي 2010، و2011، إبان مرحلة الخلاف بين أحمد عبدي غودني، أمير الجماعة السابق، ومختار روبو، نائب أمير الجماعة الذي كان يستعد للانشقاق عنها في هذا التوقيت، غير أن تلك الهجمات لم تحل دون حدوث أكبر انشقاق هيكلي في تاريخها، وهو ما قد يتكرر في الوقت الحالي بالنظر إلى الصراعات الداخلية بين “مهاد كاراتي” وأمير الجماعة “أحمد ديري” وغيرهم من قادة “الشباب الصومالية”.

الخلاصة

تبرهن تلك التطورات أن رياح التغيير هبت بقوة على قيادة “جماعة الشباب” المأزومة التي يتنافس رموزها على السيطرة على مقاليد الأمور داخلها، ومن ثم فإن الجماعة تمضي نحو مسار مجهول قد يُفضي إلى نهايتها كجماعة موحدة، كما أن هذا التنافس لا يزيد أوضاع أعضاء الجماعة إلا سواءً فالبنسبة لآلاف المقاتلين المنخرطين في صفوفها لا تعني الصراعات القيادية سوى مزيد من الخسائر والانتكاسات والهزائم بينما ينشغل هؤلاء القادة بالسعي لتثبيت مناصبهم ومواقعهم على حساب هؤلاء الأعضاء.

وتقود حالة الصراع الداخلي أعضاء ومقاتلي الحركة إلى نهايات مسدودة فإما أن يواصلوا القتال حتى الموت في سبيل هؤلاء القادة المتناحرين، أو يُلقوا السلاح ويستسلموا للقوات الحكومية وينخرطوا في برامج العفو وإعادة التأهيل كما فعل المئات من رفاقهم السابقين الذين أدركوا اختاروا حياتهم على القتل في سبيل جماعة منقسمة.