سيف العدل.. الحائر بين إيران والقاعدة

منذ أن استقر سيف العدل (محمد صلاح زيدان)، في داخل الجمهورية الإيرانية عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان، عام 2001، لم يُغادرها المرشح الأبرز لإمارة القاعدة إلى أي وجهة أخرى، لكن التنظيم ظل يدعي أنه سجين داخل إيران، حتى وقت قريب، حينما اعترف سيف العدل في رسالة كتبها باسمه الحركي الثاني “عابر سبيل” أن وجوده في إيران جاء بناءً على “تحالف مصالح” وأن الخروج منها بمثابة القفز من السفينة إلى القبر.

كان خروج سيف العدل عن الصمت الذي التزم به لسنوات طويلة أمرًا مثيرًا للاهتمام، ليس فقط لأنه جاء بعد حوالي 3 أشهر على مقتل أمير القاعدة السابق أيمن الظواهري، واضطرار التنظيم للتكتم على موته وعدم الإعلان عن خليفته طوال تلك الفترة للمرة الأولى في تاريخ التنظيم، بل لأن سيف العدل، نائب الظواهري السابق والمرشح الحالي لخلافته، اتخذ موقفًا دفاعيًا عن نفسه وخياراته الإستراتيجية والتكتيكية التي تتعلق بالتواجد داخل إيران والتحالف معها، وهو ما يدلل على أنه يتماهى مع حالة “متلازمة طهران“، التي لطالما جاهد التنظيم في نفيها وإنكارها.

وبقي موقف القاعدة الرسمي، طوال السنوات الماضية، هو العداء الظاهري تجاه إيران ووصفها بأنها حليفة لأعداء القاعدة من الدول الغربية، وأكد أيمن الظواهري وعدد آخر من قادة القاعدة على هذه السردية في كلمات وإصدارات متفرقة إذ وصف أمير القاعدة السابق طهران بأنها متواطئة مع الولايات المتحدة الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان، وكذلك اتهم روح الله الخميني المرشد الأعلى السابق للثورة الإيرانية بأنه عميل لفرنسا، على حد تعبيره.

وفي نفس الوقت الذي هاجم فيه أيمن الظواهري وآخرون من قادة القاعدة إيران، في العلن، كان التنظيم في السر يتعاون معها ويعتمد عليها بشكل رئيس في إيواء قادته ونقل أمواله، وهو ما تؤكده رسالة كتبها أحد مسؤولي القيادة العامة لتنظيم القاعدة وأرسلها لأنصار التنظيم في العراق، عام 2007، بعد تهديدهم باستهداف إيران بعمليات إرهابية.

وسط أزمة قيادة تنظيم القاعدة.. ماذا لو غادر سيف العدل إيران؟

وهدف تنظيم القاعدة من وراء الهجوم العلني على إيران أن يُقنع جنوده بأنه لا يتحالف مع إيران سرًا، بخلاف الحقيقة، وذلك لأن النهج الجهادي الذي يتبناه التنظيم يرفض التعاون مع الشيعة انطلاقًا من فتاوى وآراء تُشكل مرتكزًا هامًا في قلب منظومة الجهاد المعولم الأيديولوجية والمنهجية.

إيران والقاعدة.. إلى الواجهة من جديد

وعادت العلاقة بين تنظيم القاعدة وطهران إلى واجهة الأحداث، عقب مقتل أيمن الظواهري في أغسطس/ آب الماضي، لأن اغتياله أطاح بآخر أمراء القاعدة وقادتها البارزين المتواجدين خارج إيران، وفرض على التنظيم اختيار زعيم جديد في الوقت الذي يقيم من تبقى من قادة التنظيم الذي يُفترض أن يتم اختيار واحدًا منهم لإمارة القاعدة، داخل إيران.

ويُوضح تعهد سابق كتبه قادة وأفراد القاعدة، ومن بينهم عبد الرحمن المغربي صهر أيمن الظواهري، أن المرشح لإمارة التنظيم هو سيف العدل، الذي كان واحدًا من 4 قادة أقسم عناصر القاعدة على مبايعتهم لخلافة الظواهري، وهم أبو الخير المصري (أحمد حسن أبو الخير)، وأبو محمد المصري (عبد الله أحمد عبد الله)، وأبو بصير الوحيشي اليمني (ناصر الوحيشي).

وقُتل 3 من أصل 4 مرشحين لإمارة التنظيم، خلال السنوات الماضية، فيما بقي سيف العدل كمرشح أخير لقيادة القاعدة، لكن لم يُعلن التنظيم عن تولية الأخير الإمارة، خصوصًا في ظل وجود حديث عن تنافس داخلي بين قادة القاعدة على من يشغل المنصب خلفًا للظواهري.

ويعتبر سيف العدل المرشح الأبرز لإمارة القاعدة حاليا، ويليه عبد الرحمن المغربي، صهر أيمن الظواهري والمسؤول عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، الذراع الدعائي للقاعدة، بجانب أبو يوسف العنابي (يزيد مبراك) أمير القاعدة في المغرب الإسلامي، وأبو عبيدة أحمد ديري، أمير جماعة الشباب الصومالية، الموالية للقاعدة.

غير أن العلاقات مع إيران والإقامة داخلها تقف حائلًا وحجرة عثرة تحول بين سيف العدل وإمارة القاعدة، إذ أن أعضاء التنظيم وأنصاره يرفضون أن يتولى زعامة التنظيم قياديًا يقيم في دولة عدو له، فضلًا عن وجود مخاوف من تجسس طهران على شبكة اتصالات ومراسلات القاعدة حال حدث أي تواصل بين نشطاء التنظيم وسيف العدل، والخشية من اختراق إيران لأفرع التنظيم الخارجية أيضًا.

وسط أزمة قيادة تنظيم القاعدة.. ماذا لو غادر سيف العدل إيران؟

وعلى هذا الصعيد، قال “عيدو ليفي”، الباحث المتخصص في العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب وزميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن إيران عدو من الناحية الأيديولوجية لتنظيم القاعدة، رغم أن التنظيم يتعاون بشكل جوهري ووثيق معها، مضيفًا سيف العدل سيضطر لمغادرة إيران في حال أراد أن يصبح أميرًا لتنظيم القاعدة، لأن أنصار التنظيم لن ينظروا بصورة إيجابية إلى أمير يعيش في كنف وتحت حماية العدو.

وأشار “ليفي” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” إلى أنه من المحتمل أن يختار تنظيم القاعدة قياديًا آخرًا غير مقيم بإيران لتجنب قضية “شرعية الأمير” التي تتعلق بوجوده في إيران، موضحًا أن هناك مخاوف لدى القاعدة من الإعلان عن الأمير الجديد منها مخاوف أمنية عملياتية، ومنها أيضًا ديناميكيات تنظيمية تتعلق بالصراع والتنافس مع تنظيم داعش لأن العامل الأخير عامل حاسم في ما يتعلق باختيار سيف العدل أو غيره لإمارة التنظيم، وذلك لأنه كلما اتخذ تنظيم القاعدة مزيد من الخطوات التي تتعارض مع الأيديولوجيا السلفية الجهادية التقليدية، كلما أضر بمصداقيته لدى عموم الجهاديين وزاد من مصداقية خصمه وغريمه التقليدي تنظيم داعش.

وسط أزمة قيادة تنظيم القاعدة.. ماذا لو غادر سيف العدل إيران؟

وأردف “جاغاطاي جيبه”، الباحث في الحركات المسلحة أن وضع سيف العدل يبقى غامضًا إلى حد كبير، لأن هناك العديد من الشائعات حول طبيعة وجوده في إيران فجزء من أنصار القاعدة يرددون أنه قيد الإقامة الجبرية وجزء آخر يقول إنه حر طليق، وبالتالي يبقى معرفة وضعه الحقيقية مرتبطة بعوامل متداخلة منها علاقات القاعدة مع إيران وطالبان، وأجندة طهران السياسية.

وذكر “جيبه” في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن تأخر القاعدة في الإعلان عن خليفة أيمن الظواهري له العدد من السيناريوهات، أولها سيطرة إيران على مجلس شورى القاعدة أو احتجازهم داخلها، وثانيها وجود صراع بين كبار قادة القاعدة المتواجدين في إيران، ونظرائهم المتواجدين في أفغانستان وباكستان خاصةً أن الأخيرين يرغبون في انتخاب أمير من بينهم بشكل مؤقت أو دائم فيما يريد قادة القاعدة في إيران اختيار واحد منهم للمنصب، وثالث السيناريوهات أن يكون التنظيم اختار أميرًا بالفعل لكن لم يُعلن عنه لأسباب أمنية أو بسبب الصراع الداخلي، على غرار ما فعلته طالبان بعد وفاة مؤسسها الملا محمد عمر.

القاعدة والكذب لغسل سمعة سيف العدل

وفي هذا السياق، حاول تنظيم القاعدة الترويج لروايات غير دقيقة حول سيف العدل، متعمدًا عدم الإشارة إلى وجوده داخل إيران، ففي كتاب صدر، حديثًا، عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، لـ”أبو محمد المصري”، المرشح لإمارة القاعدة سابقًا ورفيق سيف العدل، بعنوان: عمليات 11 سبتمبر بين الحقيقة والتشكيك”، قال “المصري” إن سيف العدل محمد صلاح زيدان التحق بالقاعدة، بعد عام 1989، وترقى في المسؤوليات العسكرية والأمنية وله مشاركات في غالبية الساحات الجهادية من خلال كتاباته، كما أنه متزوج من ابنة مصطفى حامد (أبو الوليد المصري)، مضيفًا أن سيف العدل حر وطليق ويُمارس عمله الجهادي.

وزعم أبو محمد المصري أنه ليس هناك أي نوع من التعاون بين القاعدة وإيران، وأن ثوابت التنظيم ومساره الصحيح يفرض عليه ألا يتعاون مع طهران، كما هاجم “المصري” إيران ووصفها بالتحالف مع الغرب ضد تنظيم القاعدة.

ومن المفارقات أن أبو محمد المصري، وهو رفيق سيف العدل، كان مقيمًا داخل إيران وقُتل في العاصمة طهران في ما يبدو أنها عملية استخباراتية ضد تنظيم القاعدة، في أغسطس/ آب 2020، لكن حاول ترويج رواية غير دقيقة حول علاقة التنظيم بطهران، حتى لا يكشف أن التنظيم يُخالف ثوابته وأن قادة التنظيم- وعلى رأسهم سيف العدل- مصابون بـ”متلازمة طهران“، ويتعاونون معها بينما يكذبون على أتباعهم بهذا الشأن.

وفي الحقيقة، فإن شهادة أبو محمد المصري تُدين سيف العدل بصورة أكبر من كونها تُحسن صورته أو تغسل سمعته المشوهة، لأنه يعترف أن سيف العدل حر وطليق وهو ما يعني نفي سردية القاعدة التي قامت على تبرير إقامة سيف العدل في إيران بأنه محتجز أو سجين، وكذلك يؤكد أن سيف العدل مصاب بـ”متلازمة طهران” ولا يرغب في مفارقتها ويظل دائرًا في فلكها.

ولا تعد شهادة أبو محمد المصري فريدة من نوعها، إذ سبقتها شهادات لقادة آخرين من التنظيم اعترفوا فيها بأن سيف العدل ليس سجينًا في إيران وإنه حر، وأكد أبو القسام الأردني، أحد رفاق سيف العدل (سابقًا)، هذا الأمر أيضًا في رسالة سابقة له.

وتعني شهادات أبو محمد المصري وأبو القسام الأردني وغيرهما أن سيف العدل يقيم بإرادته في إيران ولا يرغب في مغادرتها لأسباب تتعلق به، مع أن هذا يتناقض مع نهج القاعدة ومبدأها الذي يرى أن أمير التنظيم لا يمكن أن يستقر في دولة عدو.

سيف العدل يبرر علاقته مع طهران

ومن جهته، برر سيف العدل علاقته بطهران وإقامته داخل إيران، في أحدث رسائله المعنونة بـ”الرمز بين الدين و الإنسان” والتي نشرها عبر موقع صهره مصطفى حامد الموصوف بأنه أحد “عرابي المشروع الإيراني”، بدافع الضرورة وتحالف المصالح مع الجانب الإيراني، قائلًا إن العلاقة بين الحلفاء قائمة على المصالح لا الثقة.

وعُدت الرسالة اعترافًا نادرًا من سيف العدل بأنه اختار المكوث في إيران بدافع براجماتي مصلحي لا سيما أنه قال “لا يمكن إنكار أن ما يُقدمه الداعم مفيد إلى حد ما فوجود شيء تبدأ به أفضل من لا شيء”، ورغم التبرير الذي ساقه “سيف العدل لعلاقته مع الإيرانيين عاد وحاول اللعب على وتر الضرورة قائلًا إنه لا يمكن أن يُغادر الملاذ الإيراني إلى إلا الموت، أو بتعبيره “لن يُسمح له بالقفز من السفينة إلى إلا القبر”، كما أن هناك أسرة له في إيران لا يمكنه أن يُضحي بها.

وألمح سيف العدل إلى أنه أصعب مهمة من يصفهم بـ”الرموز” الذين يصنف نفسه كواحد منهم هي ألا يتغيروا وفق رغبات ومتطلبات الحلفاء والداعمين لأن الداعم همه أن يخسر الرمز قيمه ومبادئه ليصير “تابعًا ذليلًا يتم ابتزازه طالما بقي في الملاذ الآمن (إيران)، ليظل مصدر إلهاءٍ للناس، ومع الوقت سيصير عبرة وعظة يحتقرها الناس وتلوكها الألسن، على حد تعبيره.

ومع أن سيف العدل اعترف في رسالته بأن إيران التي يتحالف معها، تتحالف معه وتتحالف عليه إلا أنه ظل يرى أن الدعم الذي تُقدمه أفضل من لا شيء، ولعل ذلك يرجع إلى أن المرشح الأبرز لإمارة القاعدة أصبح متماهيًا مع مواقف نظام الملالي أو بتعبير آخر “مصاب بمتلازمة طهران”، تمامًا كصهره مصطفى حامد المريض الأول بمتلازمة طهران.

إلى ذلك، لم تسهم التبريرات التي ساقها سيف العدل لمسألة إقامته في إيران إلى تغيير موقف عناصر القاعدة وأنصارها من اختياره أمير للتنظيم مقيم في داخل طهران، وهو ما يضع المرشح الأبرز لإمارة القاعدة أمام تحدي حقيقي يجبره على اتخاذ قرار مصيري إما بالبقاء في إيران وتجاهل الثوابت الجهادية المنهجية ورفض أنصار القاعدة لذلك، أو مغادرة إيران لملاذ آخر، وهو الأمر الذي لا يبدو أن سيف العدل يفضله بالنظر إلى ما نص عليه في رسالته الأخيرة عن أهمية البقاء في الملاذ الإيراني، وهي الرؤية التي يُشاركه فيها صهره مصطفى حامد.

ولا يملك سيف العدل خيارات عديدة للتوجه إليها في حال قرر أن يترك إيران، وتأتي أفغانستان في مقدمة الخيارات المتاحة أمامه، وتكاد تكون الخيار الوحيد، فالمرشح الأبرز لإمارة القاعدة لا يمكنه أن يتوجه إلى سوريا أو اليمن بسبب ضعف أفرع القاعدة هناك وعجزهما عن حمايته حال انتقل إلى أي من الدولتين، وكذلك لا يمكنه أن يتوجه إلى إفريقيا ليصير في حماية جماعة الشباب الصومالية أو غيره من المجموعات المؤيدة للقاعدة، لأن سيف العدل سبق أن أشعل خلافًا بين القبائل الصومالية والقاعدة، عندما كان في البلاد، في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما ذكره فاضل هارون، الزعيم السابق لجماعة الشباب الصومالية في مذكراته، كما أن انتقال سيف العدل إلى دولة بعيدة نسبيًا عن إيران يزيد من احتمالية إلقاء القبض عليه نظرًا لأنه موضوع على قوائم الإرهاب الأمريكية والدولية.

وبدوره، ألمح جاغاطاي جيبه، الباحث في الحركات المسلحة إلى أن سيف العدل قد يكون لديه فرصة لتولي إمارة القاعدة إذ غادر إيران، مضيفًا أن هذا إذا حدث فستكون لديه خيارات محدودة للغاية.

وسط أزمة قيادة تنظيم القاعدة.. ماذا لو غادر سيف العدل إيران؟

هل هناك ملاذ بديل لسيف العدل؟

وأضاف “جيبه” أن سيف العدل ربما يلجأ إلى أفغانستان ويستقر في خوست أو كابول، منوهًا إلى أنه لن يُسمح له بالبقاء في منطقة القبائل الأفغانية الباكستانية سواء الخاضعة للحكومة الباكستانية أو غيرها، وذلك لأن الحكومة الباكستانية لن تسمح بتلك الخطوة كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تُراقب عن كثب هذه المنطقة.

وذكر “أبو حنظلة المهاجر” في لقاء حصري مع أخبار الآن، وهو قيادي سابق بالقاعدة يعيش في منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية أن القوات الباكستانية قامت بحملات عسكرية داخل الجزء الخاضع لإسلام آباد في منطقة القبائل لاستئصال وجود القاعدة هناك، ومن ثم فر غالبية أسر وعناصر القاعدة إلى مناطق أخرى، مضيفًا أن الغالبية توجهوا لسوريا عن طريق إيران، بينما بقيت مجموعة محدودة جدًا على الجانب الأفغاني من منطقة القبائل، وهي مجموعة ترفض طالبان الاعتراف بها كما أنها تُعاني بشدة لتوفير أساسيات الحياة.

ولفت “أبو حنظلة” إلى أن وجود القاعدة في منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية أصبح شبه مستحيل، وهو ما يعني أن سيف العدل لن يكون له ملاذ آمن في تلك المنطقة.

وعلى صعيد متصل، يرى الباحث في الحركات المسلحة “جاغاطاي جيبه” أن جماعة طالبان الأفغانية ستخاطر إذا قبلت وجود سيف العدل على أراضيها، لكن بعض فصائل طالبان (كشبكة حقاني) ربما تأخذ هذه المخاطرة.

ووفقًا لتقرير صادر، أواخر مايو/ آيار 2022، عن فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع لمجلس الأمن الدولي فإن جماعة طالبان الأفغانية تتخوف من استضافة سيف العدل على أراضيها وتسعى لتأخير هذا القرار أو عدم الموافقة عليه لأن هذه الخطوة ستكون مثيرة للخلاف مع المجتمع الدولي.

ومن المتوقع أن تتزايد الخلافات بين المجتمع الدولي وجماعة طالبان الأفغانية إذ قررت الأخيرة أو أي من مكوناتها كشبكة حقاني استضافة سيف العدل داخل أفغانستان، بعد مقتل أيمن الظواهري في أغسطس. وهو ما سينعكس علي الوضع داخل أفغانستان وزيادة حجم معاناة الشعب الأفغاني بعد توقف المساعدات الدولية المنظمة نتيجة عدم الاعتراف بحكومة طالبان لاستمرار دعمها للإرهاب من خلال مكونها الأكثر عنفا وتشددا والخارج عن السيطرة، شبكة حقاني.

 

وسط أزمة قيادة تنظيم القاعدة.. ماذا لو غادر سيف العدل إيران؟

ومن جهته، ذكر “عيدو ليفي”، الباحث المتخصص في العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب، أن أفغانستان قد تكون وجهة واضحة لسيف العدل، حال غادر إيران، وذلك نظرًا لعلاقة القاعدة الوثيقة بجماعة طالبان الأفغانية- وخصوصًا شبكة حقاني-، مشيرًا إلى أن هذا انتقال سيف العدل إلى ملاذ آمن داخل أفغانستان ليس أمرًا محسومًا خاصةً بعد مقتل أمن الظواهري في كابل، وهو ما يجعل القاعدة تعيد تقييم مدى شعورها بالأمن تجاه وجود زعيمها في أفغانستان.

وتكشف معضلة الملاذ الآمن البديل لسيف العدل أن حلفائه في إيران نجحوا في إيذائه بصورة بالغة، فتحالفوا معه وتحالفوا عليه، وصار المرشح الأبرز لإمارة القاعدة مسكونًا بـ”متلازمة طهران” التي تجعله يُفضل الملاذ الإيراني عن غيره، وحتى إن غادر إيران فسيبقى دائرًا في فلكها وسيواصل تبرير ذلك بالمصلحة، كما فعل في رسالته الأخيرة التي تُبين حجم المعاناة التي يمر بها سيف العدل في الوقت الحالي.