ناقلة صافر النفطية.. قنبلة بيئية واقتصادية موقوتة

ناقلة صافر هي ناقلة نفط عائمة صُنعت في اليابان عام 1976 ودخلت الخدمة في اليمن عام 1986 لتصدير النفط اليمني، وكانت تستخدم لنقل وتوزيع النفط، لكن في عام 1987 تحولت الى سفينة تخرين ثابتة في مكانها، وسميت حينها صافر، تحمل حاليا ما يقدر بأكثر من مليون ومئة الف برميل من النفط الخام، وترسو منذ 30 عاما قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد نحو 60 كيلومترا شمال ميناء الحديدة، وهي ثالث أكبر خزان عائم للنفط في العالم، يبلغ طولها 362 مترا، ووزنها نحو 407 طن.

بعد اندلاع الحرب في اليمن سيطرت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على خزان صافر عام 2015، ومنذ ذلك الحين عرقل الحوثيون مرات عدة اتفاقات تتيح للفريق الفني لمنظمة الأمم المتحدة تقييم وصيانة الناقلة النفطية، وذلك لأنهم يريدون استغلال هذا الملف كورقة ضغط في عمليات التفاوض على إنهاء الحرب في اليمن، وللمساومة وابتزاز المجتمع الدولي، في حين وافقت الحكومة اليمنية على تفريغ الناقلة وتحويل عائدات شحنة النفط المقدرة بمبلغ تراوح بين 40 و 80 مليون دولار لصالح مرتبات الموظفين.

 

مجلس الأمن الدولي حمل ميليشيا الحوثي مسؤولية الكارثة البيئية والاقتصادية التي ستنتج في حال تسرُب او انفجار حمولة الخزان او حتى غرقه، لأن السفينة آخذة بالتآكل والتلف بسبب عدم خضوعها لأي عمليات صيانة أو اصلاح ضد عوامل الجو والمياه وغيره، وهو ما يجعلها قنبلة بيئية واقتصادية موقوتة وكارثة محتملة، وبالفعل بدأ حدوث تسرب نفطي من الخزان وفق ما أظهرت صور أقمار صناعية مؤخرا.

وكذلك أكدت تقارير تسرب المياه الى غرفة المحركات في السفينة، في أيار مايو الماضي.

إن عدم اتخاذ إجراءات لإنقاذ السفينة او تفريغها او قطرها تترتب عليه عواقب وخيمة تمتد لعقود قادمة وتفسد بيئة البحر الأحمر وتدمر صحة وسبل عيش الملايين ممن يعيشون في 6 دول على طول سواحله، وقد تصل الأضرار حتى قناة السويس!

العواقب الكارثية لناقلة صافر تتمثل بما يلي:

نفوق اكثر من 900 نوع من الأسماك في البحر الأحمر وهذه الخسارة تقدر بـ 850 الف طن من الثروة السمكية، ما يهدد مصدر رزق اكثر من 100 الف صياد يمني.

115 جزيرة ستفقد التنوع البيولوجي، منها جزيرة كمران الغنية بأشجار المانجروف المهددة بالانقراض.

خسارة  300 نوع من الشعاب المرجانية، وفقدان العوالق البحرية الصغيرة والطحالب.

نفوق نحو 300 نوع من طيور السواحل اليمنية والطيور المهاجرة.

بالإضافة الى تلوث الماء والهواء والغذاء في كثير من المناطق المجاورة للبحر الأحمر.

اما انفجار الناقلة صافر – لا سمح الله – فيعد من أكبر الكوارث الطبيعية والاقتصادية في العالم.. ويؤدي إلى مشاكل ضخمة.. أهمها:

مزيد من الزحام المروري في مضيق باب المندب الذي هو أصلا من اكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، بالإضافة الى انعكاسات خطرة على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، تفوق بأضعاف النتائج المترتبة على حادثة جنوح سفينة ايفرغيفن.

كما قد يؤدي انفجار أو انهيار الناقلة صافر إلى إغلاق ميناء الحديدة الذي يعد البوابة التي تمر منها 90% من الإمدادات الغذائية والطبية والمساعدات لليمنيين.