أخبار الآن | إدلب – سوريا (خاص)

تستمر تجاوزات الفصائل العسكرية التابعة لـ الجولاني بحق الناشطين والمدنيين في المناطق المحررة، والإعلاميين المشاركين بتغطية معارك وفعاليات الثورة السورية.

آخر هذه التجاوزات هو قمع حرية الصحفيين في تغطية أحداث الثورة ونقل الحقيقة بالصوت والصورة، إذ نشر بيان من قبل هيئة تحرير الشام نقلته وكالة أنباء الشام يتضمن الحد من حرية الصحفيين.

رائد الفارس.. الصوت الحر الذي أسكته الجولاني

بيان صادر من هيئة تحرير الشام يدعو للحد من حرية الصحفيين

 

وفي هذا الصدد، تستذكر أخبار الآن، رائد الفارس، وهو ناشط مدني سوري، قتل مع صديقه الناشط حمود جنيد من قبل هيئة تحرير الشام المعروفة بـ”النصرة” سابقاً في 23 من تشرين الثاني 2018، في بلدة كفرنبل بريف إدلب.

الجولاني.. تاريخ أسود من التعدي على الصحفيين في إدلب

وتقع كفرنبل، المدينة التي ينحدر منها الفارس، تحت سيطرة النظام السوري، بعد أن قام بتدميرها بالكامل، وقصف بيوتها بما فيها مقرات ومكاتب النشاط المدني فيها، ومبنى إذاعة راديو “فريش”، الذي أطلقه الفارس وكان هدفه من وراء إطلاق هذه الإذاعة توعية الناس في مسائل الحريات، إضافة إلى تقديم البرامج الإنسانية والخدمية للمجتمع.

تمكنت أفكار الفارس ومشاريعه من تضييق الخناق على المتطرفين وكشف مخططاتهم للناس وخاصة الجيل الشاب الذي كان ينحاز دائماً إلى رائد بلا تردد، فقرر المتطرفون الانتقام منه على طريقتهم الخاصة.

 

علاقة “تحرير الشام” مع الصحفيين .. العصا لمن عصا!

ولم يكن رائد الفارس ناشطاً مدنياً فحسب، بل كان رائداً وثورياً على كل أشكال الاستبداد والتطرف بكل أشكاله، وكانت أفكاره مشبعة بالتحرر والاستقلال، إضافة لكونه خلاقاً في كل المجالات، ولأنه كان مليئاً بالطاقة الإيجابية، كان ملهماً لكثير من أصدقائه وأقربائه، كما أنه استطاع أن يضع قرية صغيرة بريف إدلب إلى العالمية بواسطة قلمه وكاميرته، ولكنه ومع ذلك كان مستهدفاً من قبل هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني.

https://twitter.com/akhbar/status/1279863641463033856

 

تعرض هذا الحادث وهو مقتل الناشط الميداني، رائد الفارس لإداناتٍ دولية منددين بالخسارة الكبيرة في الشارع السوري الحر الذي ينقل الحقيقة كما هي ويدافع عن وطنه وحلم شبابه.

 

وفاز الصحافي والمعارض السوري الراحل رائد الفارس، بجائزة الشجاعة الصحافية التي يمنحها معهد “ليغاتوم” البريطاني، في حفل ألقيت فيه كلمات تشيد بمسيرة الراحل، كانت إحداها لابنه محمود الذي تسلّم الجائزة في العاصمة البريطانية لندن.

وعلى موقعه الإلكتروني، أشاد المعهد الذي يمنح جائزته للصحافيين الذين يتعرضون للقتل أثناء أدائهم لمهماتهم الإعلامية، تكريماً لمسيرتهم وتضحياتهم وتخليداً لذكراهم، بالراحل الفارس متحدثاً عن مناقبه وأسلوبه، على المستويين الإعلامي والسياسي، مشيراً إلى ما وصفه بنهجه غير التقليدي والقائم على استعمال أكثر من أداة تعبيرية في نشاطه السياسي المعارض للنظام السوري، وبصفته ثورياً انصبّ نشاطه على التغيير السلمي في البلاد.

 

إقرأ أيضاً:

مهندس الحرية.. “رائد الفارس” الصوت الإنساني الحر يغيب برصاص “النصرة”