أهلاً بكم في حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية التي تغطي الفترة من ٢٨ يونيو إلى ٤ يوليو ٢٠٢٠.

العناوين:

– في وقت قياسي، بلدوزر الجولاني يجتاح مقرّات حراس الدين ويحكم قبضته على إدلب

– رسالة من قيادي في حرّاس الدين توجّه الأفراد إلى “الثبات على الدين”

– حملة غير مسبوقة ضدّ المقدسي الذي أفتى بحلّ الحراس؛ والظواهري غائب!

وضيفنا هذا الأسبوع، الدكتور مروان شحادة من الأردن، الخبير في الجماعات المسلحة.

وبإمكانكم الاستماع إلى البودكاست على alaan.fm  ومشاهدة النسخة التلفزيونية على  akhbaralaan.net

إلى التفاصيل.

في أحداث إدلب، أين نحن الآن؟

بسط السيطرة الأمنية

انتهينا في الحلقة السابقة عند صباح الأحد ٢٨ يونيو. في ذلك اليوم، أصدرت هيئة تحرير الشام قرارات وإجراءات تحكم سيطرتها على الأرض، مثل:

  • أن أقرّت إغلاق جميع المقرات العسكرية خارج إطار غرفة عمليات الفتح المبين التي تديرها
  • أقامت حواجز لتنفيذ حملات اعتقال في صفوف فاثبتوا.
  • حاصرت منزل أبي عمر منهج في عرب سعيد،
  • وبعد مواجهة غير دموية امتدت ٤٨ ساعة، اعتقلت الهيئة أخويه فاضطر لتسليم نفسه. وأبو عمر منهج كان انشق عن الهيئة، وكان في صلب الاشتباك مع الحراس في رمضان في مسألة الاحتطاب التي ساهم في حلّها أبو القسام الأردني.
  • في الأثناء، اتهم معارضو الهيئة أمنييها بالإجهاز على أبي أحمد الرقاوي، نائب أبي القسام الأردني الذي قتل في غارة للتحالف مطلع الشهر. الرقاوي أصيب في الاشتباكات الأخيرة مع الهيئة ونُقل إلى مشفى إدلب حيث توفي/ أو قٌتل هناك.
  • قٌتل عزام الديري القيادي في الحراس في هجوم غامض على طريق بنّش. حساب مزمجر الثورة السورية علّق بأن من لا يصله التحالف تصله الهيئة.
  • هاجمت الهيئة سجناً للحراس وأطلقوا سراح خالد مدللة المتهم بالتخابر في قضية أبي خديجة الأردني القيادي في الحارس الذي اغتاله التحالف أواخر العام الماضي.
  • لم يصدر أي شيئ عن أي حساب يتحدث باسم فاثبتوا وكأنها لم تعد موجودة.
  • تنسيقية الجهاد (أبي العبد أشداء) إحدى مكونات فاثبتوا تابعت العمل كالمعتاد على ما يبدو. أصدرت فيديو عن تخريج دفعة جديدة من المنتسبين.

النظام العام

وحتى تبرهن الهيئة أنها تمثل “النظام العام” الذي تحدث عنه عطّون، كبير شرعيي الهيئة، في ردّه على القاعدة، كثّفت معرّفات الهيئة ومؤيدوها من الأخبار التي تؤكد سيطرتها الإدارية والمعنوية على إدلب.

– روّجت لجهاز الأمن العام في الهيئة وهاشتاغ (نحو مجتمع آمن)

– زيارة الهيئة إلى عرب سعيد التي شهدت كسر شوكة حراس الدين، ولقاء أهلها “للوقوف عند حاجاتهم”

– مسؤولون في الهيئة يكرّمون ذوي الشهداء في أطمة ممن سرّب “قيصر” صورهم

– والأوقاف تلتقي خطباء المساجد في حارم للاستماع لمشاكلهم

المعضلة الروسية

في الأثناء، معارضو الهيئة نشروا صوراً قالوا إنها لدوريات روسية تركية لا يعترضها أي من أمنيي الهيئة.

فرد مؤيدو الهيئة بأن ضخوا أخباراً عن التصدي لـ “الاحتلال الروسي” في أكثر من موقع في إدلب

المقدسي

في المناوشات العقدية بين منظري السلفية الجهادية، أو شرعيي الجماعات الجهادية: بين مؤيدي هيئة تحرير الشام ومؤيدي القاعدة/ حراس الدين، لاحظنا ما يلي:

  • ظهر حجم التناقض في المواقف حتى بدا المقدسي مدافعاً عن داعش تارة، وبدت الهيئة متعاطفة معهم تارة أخرى. وفي كل هذا سخرية وفوضى
  • تركز الجدل حول المقدسي. ولفت هنا غياب القاعدة والظواهري. فلم يلتفت إليهما أحد بشكل فعلي باستثناء حساب نبش عبارات لـ سيف العدل نائب الظواهري في معرض تعزيز شخص المقدسي.
  • الجميع ذمّ وقدح واستعمل ألفاظاً نابية بحيث يتعذر علينا اقتباس جملاً بأكمها.

ماذا كتب المقدسي؟

في يوم ٢٩ يونيو كتب مقالاً بعنوان “ورطة أنصار الشريعة بين الفصائل العميلة والمستَعملة”

وفيه:

  • لم يذكر هيئة تحريرالشام صراحةً لكنه ألمح إليها بأنها المقصودة بالعنوان فهي التي “تتماهى مع المشاريع الدولية”
  • ٢) أعلن الجهاد ميتاً في الشام، ولإحيائه يجب إما : باستئصال الفصائل العميلة بانقلاب من الداخل أو هجوم من الخارج. أو بأن يحلّ “الصادقون” جماعاتهم ويركنون إلى “الكمون والتربص” حفظاً لحياتهم.

في اليوم التالي، كتب مقالاً بعنوان: “مميّعة الجهاد وتتبع الأسهل من الفتاوى” وفيه يتحدث عن الجماعة التي “تتلاعب بالدين” فتبتكر الفتاوى كيفما تشاء. ويدلل على ذلك بفتوى ملاحقة البغدادي وأتباعه. ويقول إن جماعة (يقصد هيئة تحرير الشام) استفتت شيخاً من الشرق حول حكم تبليغ المخابرات التركية عن جماعة البغدادي، فلم يفتِ لهم، فتركوه رغم أنهم يعرفون قدره وانتقلوا إلى شيخ في المغرب فأفتى لهم. ثم عادوا إلى شيخ المشرق يستفتونه في إخبار الأتراك عن أموال البغدادي، فأفتى لهم.

وختم مقاله بأن كفّر كل من نسّق مع المخابرات التركية لاعتقال جماعة البغدادي.

في اليوم الثالث: كتب عن “التلاعب بالفقه.” وهنا دخل في المفهوم الفقهي للجهاد. بمعنى أنه لا يتساوى الجهادي مع الثوري ووصف الثوّار بالحثالة. أي أن الهدف من الجهاد الشامي هو ليس إسقاط النظام وإنما إقامة حكم إسلامي يواصل الجهاد في الأرض.

في ٢ يوليو، كتب عن “التخيير بين الفتح المهين (في إشارة إلى الفتح المبين غرفة عمليات الهيئة) أو الفرط أو الاستئصال،” وهنا ذكر لفظ (الهيئة) لأول مرة. توجه إلى فئتين: الصامتين “الصادقين في صفوف الهيئة” والمهاجرين؛ وهددهم بأنه سيفضحهم ويسمّيهم إن هم شاركوا في ملاحقة “الجماعات الصادقة” كما هم لاحقوا و”أنهوا” جماعة داعش.

منتقدو المقدسي

انبرى أبو ماريا القحطاني (عضو المجلس الشرعي في الهيئة) للرد على المقدسي واعتبر أنه غرّر بالشباب المسلم ووجّههم نحو الغلو. وزاد: “داعش العراق كانت ضحية لبعض … الشطحات البرقاوية” نسبة إلى عاصم برقاوي وهو الاسم الحقيقي للمقدسي.

وردا على الاستئصال قال: إن الأمراض المستعصية لا حلّ معها سوى الاسئصال. وهو هنا يتوافق في النهج مع المقدسي وهذا من السخرية بمكان.

أبو محمود الفلسطيني المقرّب من أبي قتادة الفلسطيني، الصديق القديم للمقدسي، وصف المقدسي بـ “الداعشي،” الذي “ما زال يتحسر على إنهاء الدواعش، ونسي ما فعلوه بالمجاهدين من مجازر وذبح وقطع للرؤوس.”

وانتقد تهديد المقدسي للمهاجرين من صفوف الهيئة وقال إن تهديده يخدم أجهزة الاستخبارات.

ومن منتقدي المقدسي من نبش مقاطع مبتورة من فيديوهات أو كتب فيها ذمّ للمقدسي ومنها هذا المقطع الذي يتحدث فيه المقدسي نفسه.

مؤيدو المقدسي

مؤيدو المقدسي نشروا بوسترات فيها شهادات على “قدر” المقدسي من عطية الليبي وسيف العدل. حساب نشر صورة لكتاب المقدسي “الثلاثينية” وعلّق: “كانت كتبه تدرس في معسكرات جبهة النصرة والآن هو عدو.”

داعش والمقدسي

أما داعش، فاستوقفهم الفتاوى التي طلبتها الهيئة لملاحقة البغدادي. حساب قال: “صمت عنهم أشهراً وسنوات وعندما خالفوه فضحهم، فالفاعل والساكت عن الجريمة بالجرم سواء.”

مستقبل الحرّاس

مع نهاية الأسبوع، يوم الخميس ٢ يوليو، نشرت معرّفات قريبة من حرّاس الدين “رسالة إلى مجاهدي التنظيم” كتبها أبو عبدالرحمن المكي أحد قادة الحراس. وفيها دعوة إلى “المرابطة .. أي المداومة في مكان العبادة والثبات.” وغير واضح حقيقة ما إذا كانت هذه الرسالة تتضمن “الحلّ” الذي اقترحه المقدسي. لكن الواضح هو أنها رسالة مواساة. وفيها:

  • ثمار “جهاد” الحراس لم تطب بعد، فللأمر بقية.
  • توسّل بحديث نبوي يتحدث عن أهمية الجهاد الشامي وعن طائفة “منصورة” في الشام تبقى على “النهج الصحيح،” وكأنه يعتبر أنهم هم هؤلاء المشار إليهم في الحديث النبوي.

الطريق الثالث

ولتعميق الفوضى في إدلب، برزت نظرية جديدة تمثل الطريق الثالث إن جاز التعبير. حساب باسم جرابلس نيوز نشر صورة فيها أبو العبد أشداء وأبو اليقظان المصري وأبو قتيبة الشامي عندما كانوا في صفوف الهيئة يقاتلون أحرار الشام بتهمة التنسيق مع الأتراك لدخول إدلب. يعلّق صاحب الحساب: اليوم رقم 1 يطارد رقم 2 و 3

“كلهم متفقين علينا ويلعبون بالشعب”

 

جولة أخبار سريعة

أبو القسام الأردني

هذا الأسبوع، فرعا القاعدة في اليمن وشمال إفريقيا قدما التعازي بأبي القسام الأردني خالد العاروري القائد العسكري لحراس الدين. وسامي العريدي، شرعي الحراس، رثاه رثاءً خاصاً. ولدينا ملف كامل عن هذا في أخبار الآن

أبرز ما في الرثاء هو أن البغدادي كان حريصاً على أن يستقطب العاروري نائب الزرقاوي ورفيقه منذ الصغر وصهره. لكن العاروري رفض.

طالبان وأمريكا وداعش

أصدرت طالبان المجلة الشهرية الصمود. وأبز ما فيها: نفي ما جاء في التقرير الأخير للأمم المتحدة بوجود معسكرات “لمجاهدين من خارج طالبان” في أفغانستان، أي “القاعدة”. النفي جاء على لسان رئيس مؤسسة الهجرة للإعلام وليس من مصدر عسكري.

كما خصص جزء مهم من المجلة عن داعش في أفغانستان باعتبارها “صناعة أمريكية” وسلاح” لإفساد ساحات القتال” وتحويل أفغانستان إلى عراق آخر.

القاعدة تغازل المسيحية في خطاب غير معهود

القاعدة المركزية نشرت بياناً لا مناسبةً له بعنوان “رسالة إلى المستضعفين في بلاد الغرب”. يحاول البيان بطريقة عجيبة أن يجد أرضية مشتركة بين القاعدة وما تمثلها وبين الأمريكيين الثائرين بسبب جورج فلويد. وفي البيان استحضار للظلم الذي وقع على المسيحية في التاريخ. وهذا خطاب غير معهود. في العدد الأخير من مجلة القاعدة الشهرية (أمة واحدة) خصص جزء كبير لجورج فلويد. لكن اللغة كانت قوية. والعنوان كان: “أمريكا تحترق.”

داعش وموزمبيق

داعش في صحيفته الأسبوعية النبأ، خصص الافتتاحية لأول مرة لموزمبيق. وأهم ما فيها تحذير “بتعجيل” فتح جبهة في جنوب إفريقيا إن شاركت في العمليات الأمنية ضد داعش في موزمبيق.

نذكر أن داعش بدأ مطلع العام هجمات منتظمة ومنظمة في بلدات إقليم كابو ديلغادو القريب من مواطن الغاز الطبيعي واستثمارات دولية بمليارات الدولارات.