أخبار الآن | العراق – بغداد (خاص)

بعد 6 سنوات من ارتكاب مجرزة “سبايكر “المروعة في العراق، شهادة أحد الناجين تكشف تفاصيل عن ضلوع قيادات في الجيش العراقي بتلك المجزرة عبر تسليم مجندين عراقيين إلى تنظيم داعش ليقوم بذبحهم والتنكيل بهم.

الناج أيمن حربي تحدث لأخبار الآن عن تفاصيل مروعة عن المجزرة التي نفذها تنظيم داعش عام 2014 قرب قاعدة سبايكر الجوية في محافظة صلاح الدين شمالي العراق، وتورط كذلك قادة عسكريين فيها وقال: “أنا قنعان أشد القناعة أنو المجزرة مدبرة من قبل قياداتنا، أخبرونا أنه تم بيعنا بيع النعاج، هذا الكلام سمعته أكثر من مرة… هذا الشيئ اعتبره مدبر من قبل القيادات”.

حربي الذي كان أحد شهود الذين قدموا إفاداتهم خلال السنوات الماضية داخل مجلس النواب العراقي الذي فتح تحقيقاً بهذه الحادثة، أوضح في المقابلة: “التحقيقات صار فيها أعذار وكل القيادات تدري بهذا الشيئ، طبعا أمر عسكري لا يوجد جندي ينزل بدون أمر عسكري، في محافظة بعيدة من سابع المستحيلات بوقتها كانا منتظرين الأمر أن يكون الانسحاب برتل عسكري”.

المجزرة المروعة التي حملت اسم القاعدة العسكرية “سبايكر” التي تقع قرب مدينة تكريت على بعد 160 كلم شمال بغداد، أقدم فيها مسلحون من داعش على خطف نحو 1700 عسكري عراقي في يونيو ألفين وأربعة عشر، قبل إعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية، وهو الأمر الذي أكده الحربي بقوله: “الذبح كان داخل القصور الرئاسية في تكريت… الشخص الذي كان يقوم بعملية الذبح في ذلك الوقت كان يدعى أبو أنس وكانت تتم عمليات الإعدام خلف القصر… رمي بالرصاص وذبح وغيرها… تم دفن نحو 400 شخص وهم أحياء، وكان يتم نقل الكثير من الجثث في شاحنات إلى مقابر جماعية”.

يحيى رسول: المعركة مع داعش هي معركة استخبارات، ونسعى لتطهير كافة الأراضي العراقية من فلول التنظيم الإرهابي

حربي سرد تفاصيل عن اللحظات التي عاشوها قبيل تنفيذ المجرزة وكيف تم إعطائهم أوامر عسكرية بالانسحاب ليتبين لاحقاً أنه فخ نٌصب لهم بالتواطئ بين قيادات عسكرية وتنظيم داعش، وقال: “عام 2014 تم نقلنا من قيادة عمليات صلاح الدين، كان التحاقنا الأخير في اليوم السابع من شهر يونيو، في العاشر من ذات الشهر أبلغونا بالانسحاب إلى القاعدة الجوية (سبايكر)”.

وتابع: “في اليوم الثاني، أبلغونا أنه سيتم الانسحاب عبر رتل عسكري إلى سامراء ولكن ذلك لم يحدث، كما أبلغونا أن الطريق مؤمن. تم نزع التجهيزات العسكرية والسلاح من المقاتلين جميعا وبعد خروجنا من القاعدة تعرض لنا حشود ضخمة من مقاتلي داعش”.

سُبيت وبيعت 8 مرات… أيزيدية تروي تفاصيل محنتها مع داعش

وبعد أسر مئات الجنود العراقيين عمد تنظيم داعش إلى تجميعهم والتحقيق معهم تمهيدا لإعدامهم والتنكيل بهم، وقال حربي: “في البداية قالوا لنا أنهم لم يكن لهم أي عداء معنا، فقط علينا إعلان توبتنا أمام والي تكريت وبعد ذلك سيتم إيصالنا إلى سامراء”.

وأوضح: “أخذونا إلى تكريت ومن ثم إلى مجمع القصور الرئاسية، كانت هناك حشود ضخمة من مؤيدي داعش بانتظارنا أدخلونا إلى قاعة كبيرة كان عددنا ما يقارب من 3000 شخص”.

حربي الذي تمكن من الفرار بأعجوبة من تلك المجزرة حمل الحكومة العراقية مسؤوليها معتبرا أنها لم تقم بإنصاف ذوي الضحايا أو الناجين منها، وقال: “الحكومة لم تنصفنا ولم تتخذ أي إجراء لتعويض ذوي القتلى وأغلبهم شباب، نحن معاديين محاربين، أنا التقيت بلجنة حقوق الإنسان وأخبروني بضرورة أن اتلقى معاملة أفضل من ذلك من قبل الحكومة العراقية”.

وبعد سنتين من المجزرة، عاد حربي إلى الجيش العراقي، قبل أن يتركه بسبب عدم حصوله على مستحقاته، وليعيش حياة يآمل فيها أن تكون أفضل من ذكريات مجزرة ناج منها بأعجوبة وفساد ينهش في جسد العراق وخيراته.

أقرأ أيضا:

شيرين.. الشابة الأيزيدية التي قاتلت داعش على طريقتها