أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)

حينما شن مسلحو "داعش" هجوماً على مدينة تكريت للسيطرة عليها في حزيران من العام الماضي، استخدم التنظيم وسائل الاعلام لنشر فيديو يوضح اختطافه لمجموعة من الجنود من قاعدة "سبايكر" العسكرية في تكريت التي سيطر عليها فيما بعد، واقتادهم لجهة مجهولة واعدمهم بطريقة وحشية ودموية اثارت غضب المجتمع الدولي.

يوم امس، اصدر المحكمة الجنائية العراقية حكماً بالاعدام على 24 متهماً في اعدام الجنود العراقيين الذين ينحدرون من الطائفة الشيعية، المتهمون يواجهون الان حكماً بالاعدام شنقاً بتهمة التواطؤ في عمليات اعدام الجنود الضحايا.

الغريب بالامر ان هذه الحادثة ولكثرة الدماء التي سالت في تكريت، اصبح من الممكن والواضح رؤيتها من الاقمار الصناعية الموجودة بالفضاء، لذلك اطلق الامريكان على هذه المجزرة، بالمجزرة التي يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي، او مجزرة سبايكر، جريمة وثقها الفضاء الخارجي.

ونشرت منظمة حقوق الانسان الدولية، صوراً من الاقمار الصناعية تظهر وحشية افعال التنظيم وهمجيتهم بحق الجنود الذين اختطفوهم.

باستخدام صور تنظيم "داعش" التي انتشرت في وسائل الاعلام الاجتماعي في تلك الفترة، وشهادات الناجين من المجزرة وصور الاقمار الصناعية، تمكنت منظمة حقوق الانسان من تجميع فظائع مروعة عن مجزرة "قاعدة سبايكر". المنظمة الحقوقية قالت، انها اجرت مسحاً صورياً بالاقمار الصناعية على مدينة تكريت في عام 2013 فضلاً عن قيامها بجولة ميدانية للتعرف على المدينة بشكل اوضح، وقارتنها مع صور مماثلة التقطتها بعد وقوع الجريمة بفترة قصيرة لتحديد موقع المذبحة بشكل دقيق، فتبين ان المغدورين الجنود تم إلقائهم في الخنادق.

القمر الصناعي الاوربي، استطاع تحديد اكوام الجثث في تلك الفترة، واشار تحليل الصور الى ان الجثث غالبيتها تم إسقاطها في نهر دجلة الذي يبعد 100 متر عن موقع المجزرة.

تحقيق منظمة "هيومن رايتس ووتش" استمر بتحليل الصور المنتشرة على وسائل الاعلام الاجتماعية، فتمكنت المنظمة الاممية من معرفة اعداد الجنود الذين قسمهم التنظيم لاعدامهم على شكل دفعات، فالدفعة الاولى كانت تتراوح بين 90 الى 110 جندي قتلوا في الخندق الاول، و35 الى 40 المجموعة الثانية.

منظمة حقوق الانسان لم تقف عند هذا الحد، فراحت تقارن الصور التي بثها التنظيم مع صورها التي التقطتها، فتبين لها، ان الخنادق التي حفرها التنظيم المتطرف لا تبعد سوى امتار عن قصور صدام حسين.

في شهر آب الماضي، نشرت المنظمة الحقوقية للانسان، تقريراً آخراً عن تكريت، يضم مجموعة مقابلات مع الناجين وتسجيل فيديوات اضافية والتقاط صور ادق لتحليلها، فأكد التقرير وجود ثلاث مواقع أضافية نفذ فيها المسلحون الاعدام بحق الجنود العراقيين، الذين قُدرت اعدادهم ما بين 560 الى 770 جندياً.

تقرير المنظمة واصل تحقيقه في مواقع الاعدامات التي راح فيها الجنود، فتم تحديد مواقع للاعدامات بفضل رواية بعض الناجين فضلاً عن الصور الصناعية التي التقت حديثاً، فتبين ان التنظيم اعدم ما يقدر بنحو 250 الى 400 جندي عند منصة احدى القصور المطلة على نهر دجلة، اذّ حدثت هذه الاعدامات بالتحديد في يومي 12 و13 حزيران من العام الماضي.

كريستوف ويلكي المتحدث باسم منظمة حقوق الانسان الدولية، قال لمجلة "الفورين بوليسي"، ان مجزرة بهذا الحجم تستدعي الوقوف لبرهة لمعرفة كيفية محاكمة المجرمين، فقد اظهر العراق حكماً عادلاً حينما حاكم الجناة بالقانون لا بطريقة العصابات، لانه كما هو معروف لا يمكن السيطرة على العواطف في ظل هكذا مجازر.

ومن المؤمل ان يواجه المتهمون حكماً بالاعدام شنقاً بعد الانتهاء من فترة التمييز التي قد تستغرق شهراً او اقل من ذلك.